الصدق
الصدق، خُلُقُ حميد، ومنهجٌ قويم، يدعو إلى قول الحقائق وعدم تزييفها، وإظهار صورة الحق كما هي، وعدم نصر الباطل، والصدق مطابقة الأقوال للأفعال، ومطابقتها أيضاً لما حدث في الواقع دون زيادةٍ أو نقصان، وهو من الأخلاق التي أمر الله سبحانه وتعالى بها في القرآن الكريم؛ حيث وصف الصادقين بأفضل الصفات وأرفعها.
قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) [الأحزاب: 23]، وهنا يمتدح الله تعالى الصادقين ويُعلي من شأنهم، فالصدق من الصفات التي تلتصق بالمؤمنين، وهو صفة من صفات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والدليل على هذا قوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا) [مريم41]، وقال تعالى عن نبيه إدريس عليه السلام: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا) [مريم 56].
يحتمل الصدق معانٍ عدة، فالصدق يكون في القول، والصدق في الإرادة والنيّة، والصدق في العهود والمواثيق، والصدق في العزم، والصدق في العمل، والصدق في عبادة الله سبحانه وتعالى، والصّدق في أداء العبادات والفروض، ومن يتّصف بهذه الصفات جميعها يُعتبر صدّيقاً، وذلك من باب المبالغة في الصدق، وقد دعا الرسول عليه الصلاة والسلام المؤمنين أن يكونوا صادقين، وأعدّ الصدق من صفات المؤمنين، وهو مناقضٌ للنفاق، كما أنّه يدعو إلى البرّ من الأعمال.
ثمار الصدق
- سببٌ لرضا الله سبحانه وتعالى، وكسب الحسنات، وزيادة الأجر.
- سببٌ لرضا رسول الله عليه الصلاة والسلام، واتصافٌ بأخلاقه وأخلاق الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.
- زيادة المودة والحب بين الناس، كما أنه يقرّب بين القلوب.
- سببٌ للنجاة من كلّ المشاكل والمصائب والأحداث التي يسببها الكذب.
- النجاح في أمور الدنيا جميعها، وكسب التوفيق من الله تعالى.
- كسب لثقة الناس بعضهم ببعض، ودحر الشكّ من قلوبهم، وإشاعة الأمان في طريقة تعاملهم مع بعضهم البعض.
- زينة الأحاديث والمجالس، على عكس الكذب الذي ينزع البهجة والزينة من كل الكلام.
- براءةٌ من النفاق والكذب أمام الله وأمام الناس.
- براءةٌ من الرياء، وإخلاصٌ في النية.
- طهارةٌ للروح من شوائب الكذب، وحفظٌ لمروءة الوجه، على عكس الكذب الذي ينزع المهابة والمروءة من الإنسان.
- أساس بناء المجتمع، وتثبيتٌ لدعائمه وركائزه وبنيانه.
- فوزٌ من الله تعالى بأن يُكتب الصادق عند الله سبحانه وتعالى صدّيقاً.
- عٍمارةٌ للبيوت والأسر، على عكس الكذب الذي يهدّ أركان الأسرة ويشتتها ويسبب ضياعها.
- منعٌ للظلم، وإقامةٌ لميزان الحق والعدل.