محتويات
حوض النبي عليه الصلاة والسلام
يعبد المسلم ربّه في الحياة الدنيا ويعمل الصالحات وهو يضع نصب عينيه أن يدخل جنة الله التي أعدّها لعبادة في الآخرة، ففيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر من صنوف الخيرات والنعيم المقيم، ومن وجوه التكريم والجزاء الحسن لمن عمل صالحاً في الحياة الدنيا ما أعطاه الله لنبيه وأفضل خلقه محمد عليه الصلاة والسلام يوم القيامة، وهو الحوض المبارك العظيم الذي يرِدُه الصالحون فيرتوون من مائه بعد العطش والجهد فلا يظمؤون بعده أبداً.
أول من يشرب من حوض النبي عليه الصلاة والسلام
ثبت في الأحاديث الصحيحة أن أوّل من يشرب من حوض النبي عليه الصلاة والسلام هم فقراء المهاجرين، شعث الرؤوس، دنس الثياب، الذين عاشوا في حياتهم الدنيا دون أن يذوقوا نعيمها، ثم يأتي بعد هذا الصنف أهل اليمن لفضلهم في الدنيا وإيمانهم بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام ودفاعهم عنه، فقد ورد في الحديث الشريف عنهم: (إنِّي لبِعُقرِ حوضي أذودُ النَّاسَ لأَهلِ اليمنِ، أضرِبُ بعصايَ حتَّى يرفَضَّ عليهِم) [صحيح مسلم].
من يستأهل أن يشرب من حوض النبي
يشرب من حوض النبي عليه الصلاة والسلام إضافة إلى الأصناف التي سبق ذكرها كل مؤمنٍ تقي استقام على دين الله تعالى ولم يبدل أو يغير، فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أنّه يرد عن حوضه عليه الصلاة والسلام رجالٌ يعرف أنهم غيّروا وبدلوا، وفي الحديث: (لَيَرِدَنَّ علَىَّ ناسٌ من أصحابِي الحوضُ، حتى إذا رأيتُهمْ و عَرفتُهمْ، اخْتُلِجُوا دُونِي، فأقولُ: يا ربِّ! أصحابِي، أصحابِي ، فيُقالُ لِي: إِنَّكَ لا تدرِي ما أحْدَثُوا بَعدَكَ) [صحيح الجامع].
أسباب الفوز بشربة ماء من حوض النبي الكريم
من أسباب ورود حوض النبي عليه الصلاة والسلام نذكر الآتية:
- الصبر عند الفتن، فقد دعا النبي عليه الصلاة والسلام الأنصار إلى الصبر عند الأثرة حتى يردون حوضه.
- اجتناب الأمراء الظلمة وعدم معاونتهم في ظلمهم، أو تصديقهم في كذبهم.
مكان حوض النبي عليه الصلاة والسلام
هذا الحوض العظيم الذي أكرم الله به نبيه عليه الصلاة والسلام يكون في أرض المحشر حينما تدنو الشمس من الخلائق، ويشتد بهم الحال حتى يلجمهم العرق ويتمنون شربة الماء وإرواء الظمأ، فيكون هذا الحوض العظيم ثمّ جائزةً للمؤمنين المتقين.
صفة حوض النبي الكريم
وصف الحوض في الأحاديث النبوية الشريف، فهو حوضٌ واسع عظيم تبلغ مساحته ما بين أيلة في الشام، وصنعاء في اليمن، وماء هذا الحوض أشد بياضاً من اللبن، وطعمها أحلى من العسل، ويكون عند هذا الحوض أباريق وأكواب يشرب منها المؤمنون بعدد نجوم السماء، ويكون لهذا الحوض أيضاً ميزابان يدفقان الماء إليه دفقاً شديداً متتابعاً، أحد هذين الميزابين من ذهب، والثاني من ورق أي فضة.