مراحل الطفولة

كتابة - آخر تحديث: ٦:٢٥ ، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٨
مراحل الطفولة

تعريف الطفولة

يُقصَد بالطفل لغةً: الجزء من الشيء، وهو المولود ما دام ناعماً دون البلوغ، وهو أيضاً أوّل حياة المولود حتى بلوغِه،[١] ويُمكن تعريفه كما عرّفه (قاموس أكسفورد) بأنّه: الفرد حديث الولادة، أمّا الطفولة، فقد تمّ تعريفها من وجهة نظر عُلماء الاجتماع على أنّها: المرحلة الأولى من حياة الشخص، والتي من خلالها يكون اعتماد الطفل على والديه، علماً بأنّ أهميّة هذه المرحلة تكمن في أنّها الطريق الذي من خلاله يصل الطفل الى النُّضج الفسيولوجيّ، والاجتماعيّ، والعقليّ، والنفسيّ، كما أنّ الإنسان يتفاعل اجتماعيّاً من خلالها مع البيئة المُحيطة به.[٢]


ويُمكن الاستدلال على الفترة الزمنيّة، أو المرحلة العُمريّة التي تُحدِّد مرحلة الطفولة، وذلك من خلال تعريف الاتّفاقية الدوليّة لحقوق الطفل، والتي عرّفت الطفل على أنّه: (كلّ إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سنّ الرُّشد قَبل ذلك بموجب القانون المُطبَّق عليه)، ويُحدِّد هذا التعريف انتهاء مرحلة الطفولة ببُلوغ الرُّشد، وقد يمتدّ ذلك حتى السنة الثامنة عشرة من عُمر الإنسان كما رجّحته الاتّفاقية.[٣]


مراحل الطفولة

يُمكن تقسيم مرحلة الطفولة عند الإنسان إلى أقسام عدَّة؛ بناءً على الخصائص، والمراحل التي يمرُّ بها الفرد خلال هذه المرحلة، علماً بأنّ مرحلة الطفولة البشريّة تتَّسم بطولها نسبيّاً؛ حيث تُعَدُّ أطول مرحلة بين مراحل الطفولة لدى الكائنات الحيّة المُختلفة.[٤]


مرحلة الطفولة المُبكِّرة

اتَّفق العُلماء على أنّ هذه المرحلة تبدأ في عُمر 3 سنوات لدى الطفل، وتستمرُّ إلى عُمر 5 سنوات، حيث تتمّ تسميتها في العادة بمرحلة رياض الأطفال، أو ما قَبل المدرسة، علماً بأنّ هناك عدّة خصائص تتميَّز بها هذه المرحلة، والتي يمكن تلخيصها على النحو الآتي:
  • النموُّ الجسميّ:في هذه المرحلة يزداد طول، ووزن الطفل، حيث يتراوح مُعدَّل طوله ما بين 90-120سم، ويزداد وزنه بمُعدَّل كيلو غرامٍ واحدٍ في السنة، ويبدأ الطفل في هذه المرحلة باستخدام عضلاته الكبيرة، ومن هنا يُمكن أن نلحظ أنّ النموَّ الجسميّ في هذه المرحلة يكون بشكل مُتسارِع.
  • النموُّ الحركيّ والحسِّي:في بداية هذه المرحلة يكون النموُّ الجسميّ غير مُتناسِقٍ؛ وذلك بسبب عدم وصول الطفل إلى النُّضج في العضلات الدقيقة، ومع تقدُّم السنّ لدى الطفل، يُصبحُ النموُّ الجسميّ أكثر تناسُقاً، حيث يصبح الطفل قادراً على المشي، والقَفز، كما يكون البُعد المكانيّ لدى الطفل في هذه المرحلة مُتدنِّياً؛ ولهذا لا يستطيع التعرُّف على الاتّجاهات، إلّا أنّه مع نهاية المرحلة، يبدأ الطفل بتعلُّم الإمساك بالأشياء، مثل: الملعقة، والأقلام، ويبدأ بإدراك البُعد المكانيّ للأشياء، والاتّجاهات.
  • النموُّ الفسيولوجيّ: يستطيع الطفل في هذه المرحلة ضَبْط عمليّات الإخراج لديه (التبوُّل)، وعلى العكس من مراحل الطفولة السابقة، فإنّ ساعات النوم لديه تبدأ بالتدنِّي تدريجيّاً، ويصبح التنفُّس أكثر انتظاماً، ويقلُّ عدد نبضات القلب لديه.
  • النموُّ العقليّ: وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل بالتحدُّث بشكلٍ جيّدٍ؛ ولذلك تبدأ أسئلته بالظهور، كما أنّه يكون اجتماعيّاً يُحبُّ الاختلاط، والتعرُّف على الاخرين، وغالباً ما يكون لديه الفضول؛ لمعرفة ما يدور حوله، ثمّ يَصلُ الطفل إلى مرحلة الاستكشاف، فيُحطِّمُ بعض الألعاب؛ لمعرفة ما بداخلها، والأمر المُهمّ في هذه المرحلة أنّ مُستوى ذكاء الطفل يبدأ بالارتفاع؛ ولذا فإنّه يصبح قادراً على تمييز الأشياء، وإدراك المفاهيم المُجرَّدة، مثل الخير، كما ينمو لديه الخيال غير الواقعيّ؛ فيستخدم الدُّمى، والألعاب الإيمائيّة، وتتكوَّن لديه أحلام اليقظة.
  • النموُّ الانفعاليّ: وفي هذه المرحلة يُعبِّر الطفل عن بعض مشاعره، مثل: الغضب، والخوف، عن طريق الاستجابات الجسميّة، وغالباً ما تتَّسم مشاعر الطفل في هذه المرحلة بالعُنف، والغضب، والتطرُّف، كما يتّصف الطفل بالمزاجيّة، علماً بأنّ أهمّ ما يُميّز هذه المرحلة هو تمركُز الطفل حول نفسه، وممتلكاته؛ فلا يُحبّ أن يشارك الآخرين بألعابه، إلّا أنّ هذه الانفعالات تقلُّ تدريجيّاً مع نهاية هذه المرحلة، ويبدأ النموُّ الانفعاليّ بالوصول إلى الثبات، وتبدأ حِدّته تقلُّ تدريجيّاً.


مرحلة الطفولة الوُسطى

تُسمَّى هذه المرحلة بمرحلة الطفولة الهادئة؛ وذلك بسبب انخفاض مُعدَّل النموُّ الجسديّ لدى الطفل مُقارنة بالمراحل السابقة، وتبدأ هذه المرحلة من سنّ 7 سنوات إلى سنّ 12 سنة، وقد تمّ تصنيف هذه المرحلة في بعض الكُتب ضمن مرحلتَين: الأولى تُسمَّى بالمرحلة المُتوسِّطة؛ وهي تمتدُّ من عُمر 7-9 سنوات، والمرحلة الأخرى تُسمَّى بالمرحلة المُتأخِّرة؛ وهي تمتدُّ من عُمر 10-12 سنة، إلّا أنّه يمكن دَمْج هاتين المرحلتين معاً؛ وذلك بسبب ارتباطهما كثيراً ببعضهما، وخاصّةً أنّ الطفل يدخل إلى المدرسة، ويبدأ النموُّ المُتسارع لديه في الجوانب جميعها، وفيما يلي نذكر أهمّ الخصائص التي تُميِّز هذه المرحلة:[٤]

  • النموُّ الجسميّ: إنّ من أبرز ما يحدث خلال هذه المرحلة هو استبدال الطفل لأسنانه اللبَنِيّة بالأسنان الدائمة، إضافة إلى أنّه يتمكّن من التحكُّم بشكل أفضل في عضلاته الدقيقة؛ أي يستطيع الأكل وحده، والإمساك بالقلم بشكل أكثر دقّة، ومن المُهمّ التنبُّه إلى أنّ النموَّ الجسميّ في هذه المرحلة يكون بطيئاً مُقارَنة بالمراحل السابقة، كما أنّ نُموَّ القلب لديه يكون أيضاً بشكل بطيء علماً بأنّ حجم الرأس يصلُ إلى الحجم المناسب.
  • النموُّ الفسيولوجيّ: في كلّ مرحلة يتقدَّم فيها الطفل بالعُمر، تبدأ ساعات نومه تقلُّ تدريجيّاً، وعلى العكس من المرحلة السابقة، فإنّ الطفل يكون قادراً على التحكُّم في عمليّات الإخراج لديه بشكل كامل، كما تنخفضُ نبضات قلبه أكثر فأكثر.
  • النموُّ الحسِّي: يبدأ النموُّ اللغويُّ في هذه المرحلة بالتسارُع؛ بسبب دخول الطفل في سنّ المدرسة، ممّا يمكِّنه من معرفة الحروف الهجائيّة، وتمييز الأعداد، وإدراك الألوان، وتكون الأعضاء الحسِّية لديه قد تطوَّرت بشكل ملحوظ، فيصبح قادراً على سماع، وصف الأشياء بدقّة.
  • النموُّ العقليّ:بما أنّ الطفل بدأ في دخول المدرسة، فإنّ النموَّ العقليّ لديه يزداد تدريجيّاً، ممّا يُؤدّي إلى ازدياد الحصيلة اللغويّة لديه، ويكون قادراً على الكتابة، والقراءة، وتبدأ عمليّات التذكُّر المَبنيّة على الفَهم، وتزداد قدرته على التركيز، فيتمكَّن من التفكير المُجرَّد، ونعني بهذا: أنّ الطفل يبدأ بالتفكير في معاني الكلمات، ويُصبح الخيال لديه أكثر واقعيّةً.
  • النموُّ الانفعاليّ: يتمكَّن الطفل من التعبير عن مشاعره عندما يَصلُ إلى هذه المرحلة؛ ولذلك فإنّه يكون قادراً على التعبير عن حُبِّه لوالديه، وغالباً ما يُكثِرُ الطفل من الضحك، والمَرَح، علماً بانّه قد تنتجُ لديه بعض العادات المُضطرِبة، مثل: مَصّ الإبهام، والتبوُّل اللاإراديّ؛ ويرجع سبب ذلك إلى دخوله المدرسة، وابتعاده عن والديه.

مرحلة المراهقة

تُعَدُّ مرحلة المراهقة من المراحل التي تتكوَّن، وتتشكَّل فيها شخصيّة الفرد، حيث تمّ تعريفها على أنّها: المرحلة التي تبدأ بسنّ البُلوغ عند الذكور، والإناث، على حَدٍّ سواء، وهي تنتهي عندما يصل الفرد إلى مرحلة الرُّشد، والتي يكون الفرد فيها قد وصل إلى النُّضج الجسميّ، والعقليّ، والانفعاليّ، ولكي يستطيع الفرد الانتقال إلى المراحل التي تليها بشكل سهل، وسلس، فإنّ على المجتمع خلال هذه المرحلة إشعاره بالأمان، ومحاولة مساعدته على تأكيد ذاته، والوصول إلى الاستقلاليّة، فغالباً ما يتَّصف الفرد بهذه المرحلة بالحساسيّة، والرعونة، والسرعة في إخراج انفعالاته الداخليّة، مثل شعوره بالغضب لأتفه الأسباب.[٥]


المراجع

  1. "الطفل"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2018. بتصرّف.
  2. "الطفولة تعريفات وخصائص"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2018. بتصرّف.
  3. "اتفاقية حقوق الطفل"، يونيسيف، اطّلع عليه بتاريخ 21-2-2017.
  4. ^ أ ب محمد ابو جعفر، علم نفس النمو، السعودية: جامعة أم القرى ، صفحة 87-100.
  5. د.محمد أبو جعفر، علم نفس النمو، صفحة 111-114. بتصرّف.
1,348 مشاهدة