أجمل يوم في حياتي e4
ربما يكون من الصعب على المرء أن يحدد ما هو أجمل يوم في حياته ، ولكن ربما سيكون من الأسهل عليه أن يحدد يوما من الأيام الجميلة في حياته ويتحدث بالتالي عنه ، وربما يكون يصادف في هذا اليوم مناسبة ما أو ذكرى جميلة أو أحداثا ما ، وربما يكون يوما بدأنا فيه قصة حبنا الرائعه ، أو حصلنا فيه على عمل مذهل ووظيفة رائعه ، على جميع الأحوال هذا يوم من أجمل أيام حياتي أسوق فيه قصة حبي :
يا لهذا اليوم من يوم فاتن و رائع ويا له من يوم بديع وساحر ويا له من يوم أحببته بكل ما فيه من أحداث ، كان فيه حدث ما تخيلته أبدا ولا حلمت به وما توقعته أبدا ، لقد كنت فيه سارح الفكر تائه العقل والوجدان ..وكأنني إنسان آخر هبط من السماء ولكن لست أنا ، كنت أسير في الطريق لا انظر يمنة ولا يسرة وقد كانت عيوني وكل تفكيري وتركيزي أن أصل إلى بيتي لأنعم بالنوم والراحة من مشقة اليوم الطويل والمرهق ولكي انسى بعض آلامي وتعبي ، وفجأة التقت عيناي بعينيها وكان الوجه أمام الوجه مباشرة والتفت الأحاسيس فورا وبدون مقدمات كرقائق السيجارة وتكومت المشاعر في صدري حالا ككومة من القطن وأغمضت عينيي لأخرج من حلمي الرائع هذا ولكني وجدت أنني لم أكن احلم وعيناي المحدقتان لم تنزلا عنها وأحسست عندها برعشة غريبة ثم انتفض قلبي بشدة ولم ادري ما هو ذلك الإحساس ، رباه ياااااااااااه ... ما هذا ماذا دهاني ما الذي ألم بي وماذا يحدث معي ، لماذا أنا لست أنا ، هل المكان حولي على الأرض ، هل أنا فعلا لا زلت على الأرض أم أنني أحلق في السماء ، لما هذا الإحساس كانت عيناها تشعان بريقا ساحرا غزا عيناي غزوا وتعداهما
تجاوزا بعيدا وسطع داخل قلبي وافقده توازنه وتفكيره وأعدمه رشده ولم اعد بعدها اقدر على التفكير والتركيز وما عدت قادرا على الحركة ثم هبطت آثاره تلك وتغلغلت في القلب ولكنه لم يكن قادرا على تحمل ذلك الوقع فتوقف للحظات عن النبض ، أما هي فاستمرت بنظراتها الحانية الفاتنة واستمر الشعاع ينبثق من أهدابها وهي ترمقني وتحدجني بنظرات قاتلة ساحرة تصب جم لهفتها تبعث بذبذبات الهوى والعشق والهيام وقد وصلني على الفور ارسالات العشق والحب وللمرة الأولى في حياتي ما سمعت ألحانا أعذب وأرقى وما رقى لأذني لا ارق ولا احن ولا أدفأ ولا أنغم ولا أعذب من همساتها وحروفها ورأيت مبسمها يترنح أمام كلماتها الناعمة الساحرة ووجهها كحمرة الدم ويداها ترتجفان ثم استوعبت الكلمات الرائعة وفهمت الحروف فكانت أعذب تحية تلقى إلي وأسمعها ناغمت أذناي ثم أغلقت أذناي حتى لا تخرج منها الكلمات ، بعدها وأنا أقف أمامها تائها كمن يرى حورية من الجنة أمامه وكمن يرى القمر بأم عينيه أمامه يا الله كم أنت عظيم وبديع ومبدع كل هذا الجمال وكل هذا الإبداع وكل هذه الرقة والحسن في خلقك لها ، ثم رأيت بعدها وليتني ما رأيت غصن ريحان يمتد إلي من هناك ويحمل في آخره قطع من الياقوت .. خمس كانت تلك يدها أحبت أن تحييني وتصافحني فسرت بي رعشة بعدها وارتعادة الخائف وغلى الدم حينها في عروقي ماذا يكون إن صافحتها هل المس أنا تلك اليد فمددت يدي بوجل واستحياء لها وما أن تلامست الأيدي و إذا بي اشعر بقلبي يكاد ينفطر مني ويكاد يخرج من صدري ونبضاته ارتفعت وعلت وخفقان الدم عندي وصل قمته ولم استطع إلا أن اسحب يدي مرتعبا من يدها حتى لا تذوب بها وأحترق وكي لا يحترق صدري ، ولكنها بعدها طأطأت رأسها وكأن الحياء سيطر عليها عندها فنظرت إلي نظرة أخرى ثم سارت و ذهبت في طريقها وأنا اكذب عيناي فتابعتها وهي تسير وأنا انظر إليها وكأن عيناي
ترجوانها أن تتوقف وكأن قلبي يناديها بان تعود ولكنها تابعت سيرها ومشيها حتى اختفت عن مرمى البصر فعدت أسير وحدي .. بلا هدى وعدت أتمتم .. في شرود وأتحدث إلى نفسي طوال الطريق على البيت ، لقد كان هذا يوما من أجمل أيام حياتي .