محتويات
حمى النفاس
تُعدّ حمى النفاس والتي عادة ما تُعرف أيضاً بحمى ما بعد الولادة (بالإنجليزية: Child-bed fever) حالة مرضية تحدث بسبب تعرض الأعضاء التناسلية الأنثوية للعدوى البكتيرية خلال أو بعد الولادة، أو الإجهاض، وعادةً ما يتم تشخيص المرأة بهذه الحالة عند ارتفاع درجة حرارة جسدها إلى 38 درجة مئوية أو أعلى، واستمرارها هذا الارتفاع لأكثر من 24 ساعة خلال الأيام العشرة الأولى بعد الولادة أو الإجهاض، وتُعدّ هذه العدوى من أكثر الأسباب شيوعاً للوفاة لدى النساء بعد الولادة، وخاصة للواتي يلدن في مرافق صحية غير معقمة.[١][٢][٣]
أعراض حمى النفاس
كما أسلفنا من قبل قد تصاب المرأة العدوى خلال الأيام العشر الأولى بعد الولادة؛ حيث إنّه في هذه المرحلة يكون جهاز المناعي لديها ضعيفاُ نسبياً نتيجة ما فقدته من الدم، والضغط، وتعرضها لاضطرابات ما بعد الولادة، مما يجعل فرصة إصابتها بالعدوى عالية، وعادةً لا تلاحظ المرأة الأعراض بسهولة بسبب الأرهاق وآلام ما بعد الولادة، فمن المهم في هذه الحالة إذا شكت المرأة من أي عرض مراجعة الطبيب لملاحظة ما إذا تعرضت المرأة لأحد من هذه الأعراض:[١][٤]
- خروج إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة أو ذات لون مائل للأصفر.
- ارتفاع درجة الحرارة بحيث قد تصل إلى 38 درجة مئوية أو أعلى.
- القشعريرة.
- ألم أسفل البطن أو الحوض.
- فقدان الشهية.
- الصداع.
- الإرهاق الجسدي أو التعب العام.
- تسارع نبضات القلب.
- شحوب البشرة؛ وقد يدل ذلك على أنّ المرأة قد فقدت كميات كبيرة من الدم.
- الشعور بعدم الراحة أو المرض.
- التهاب الثدي أثناء فترة الرضاعة الطبيعية.
أنواع عدوى النفاس
هنالك عدة أنواع لعدوى النفاس، ونذكر منها ما يلي:[١]
- التهاب بطانة الرحم: (بالإنجليزية: Endometritis)، وهي حالة التهابية تحدث في الجزء الذي يبطن الرحم، عادةً بسبب عدوى في الرحم، والتي يمكن أن تكون الكلاميديا (بالإنجليزيّة: Chlamydia)، أو السّل (بالإنجليزيّة: Tuberculosis)، أو السّيلان (بالإنجليزيّة: Gonorrhea)، أو بسبب البكتيريا التي توجد بشكل طبيعيّ في المهبل، وعادةً ما يحدث التهاب بطانة الرّحم بعد الإجهاض أو الولادة، خاصّةً بعد الولادة الطويلة أو بعد الولادة القيصريّة، وهناك خطورة من الإصابة بالتهاب بطانة الرّحم نتيجة إجراء عملياّت في منطقة الحوض من خلال عنق الرّحم كإجراء تنظيفات للرّحم (بالإنجليزية: Dilation and Curettage)، أو أخذ خزعة من بطانة الرّحم، أو نتيجة تركيب اللولب.[٥]
- التهاب عضل الرحم: (بالإجليزية: Myometritis) وهو التهاب يحدث في عضلة الرحم.
- التهاب الأنسجة المجاورة للرحم: (بالإنجليزية: Parametritis)، والذي يتمثل بالتهاب المنطقة المحيطة بالرحم.
أسباب حمى النفاس
من الممكن للبكتيريا التي تعيش على سطح المهبل بشكل طبيعي أن تسبب عدوى ما بعد الولادة، وفيما يلي بيان لبعض الأسباب التي من الممكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بحمى النفاس:[١][٦][٤]
- فقر الدم.
- التهاب المهبل البكتيري (بالإنجليزية: Bacterial vaginosis)، وعادةً يكون ذلك ناجماً عن انتقال العدوى من خلال الاتصال الجنسي.
- تعرض المرأة للفحوصات المهبلية بشكل متكرر.
- تعرض المرأة للفحص الداخلي للجنينن الذي بدوره يمزق الأغشية المحيطة بالجنين مبكراً.
- وجود فاصل زمني لأكثر من 18 ساعة ما بين تمزق الكيس الأمينوسي والولادة.
- الولادة القيصرية.
- بقاء أجزاء من المشيمة في الرحم بعد الولادة.
- النزيف غير الطبيعي أو المفرط بعد الولادة.
- السمنة.
- حمل أو ولادة المرأة في عمر مبكر.
- تمركز بكتيريا المكورات العنقدية (بالإنجليزية: Staphylococcus) في المهبل.
- عدم اتباع إجراءات التعقيم لليدين والأدوات الخاصة بعملية الولادة.
مضاعفات حمى النفاس
يتم عادة تشخيص الإصابة بحمى النفاس إما عبر القيام بفحص بول، أو عبر إجراء مسح بسيط للرحم أو المهبل، لمعرفة ما يوجد فيه من بكتيريا من قبل الطبيب المختص، وتجدر الإشارة إلى أنّ حدوث مضاعفات صحية لحمى النفاس أصبح أمراً نادر الحدوث، إلا أنّها من الممكن أن تحصل إذا ما لم تتم معالجة العدوى في الوقت المناسب، وهذه المضاعفات تتضمن ما يلي:[١][١]
- الخراج أو القيح.
- الأنسداد الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary Embolism)؛ والذي يحدث بسبب انسداد أحد الشرايين في الرئتين، وغالباً ما يُعزى ذلك لتكون جلطة في الدم القادم من الساقين، ولكن إذا منعت الجلطة تدفق الدم الى الرئتين فهذا يستدعي العلاج الفوري لإنقاذ حياة الشخص المصاب، والتقليل من التبعات والأضرار المستقبلية المحتملة.[٧]
- ظهور خثرات دموية في الأوعية الدموية عند منطقة الحوض.
- تعفن الدم أو الصدمة الإنتانية (بالإنجليزية: Septic shock)؛ والتي يمكن أن تحدث نتيجة تسلل البكتبريا إلى مجرى الدم، مما يتسبب بالتهاب خطير.
علاج حمى النفاس
في الحقيقة قد يقوم الطبيب بإعطاء مضاد حيوي قبل الولادة القيصيرة بفترة كإجراء احترازي أو وقائي، أما إذا أُصيبت المرأة بحمى النفاس، فغالباً ما يعتمد العلاج على المضادات الحيوية التي يتم إعطاؤها بالوريد داخل المستشفى بحيث يتم صرفها من قبل الطبيب المختص بالحالة.[٤]
الوقاية من الإصابة بحمى النفاس
قد يتسبب وجود الأم في ظروف غير صحية لا تُراعى فيها إجراءات النظافة أو التعقيم بارتفاع فرص إصابتها بعدوى النفاس، وأحد أهم العوامل التي يمكن الحد منها لمنع العدوى هي مناقشة نوع الولادة مع الطبيب واتباع القواعد السليمة، خاصة إذا ما قررت الأم عدم الولادة طبيعياً واللجوء للعملية القيصرية، وقد أظهرت بعض الدراسات أنّ اتباع بعض من القواعد الآتية قبل العملية القيصرية من الممكن أن يقلل من خطر الإصابة بعدوى النفاس:[١][٤][٨]
- الاستحمام باستخدام مطهر أو معقم صباح يوم العملية.
- تعقيم الأدوات والغرفة قبل الولادة.
- صرف المضادات الحيوية الوقائية من قبل طبيب مختص.
- الاستحمام اليومي أو المحافظ على نظافة منطقة العانة.
- إزالة شعر العانة بطرق أخرى غير الشفرة.
- تغيير الفوط النسائية بشكل متكرر بما لا تقل عن أربع مرات خلال اليوم.
- استخدام كحول كلوروهيكسدين لتعقيم مكان العملية قبل الولادة.
- مسح العانة من الأمام للخلف بعد ذهاب الى الحمام.
- الالتزام بمواعيد الفحوصات الدورية عند الطبيب المختص بعد العملية.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Puerperal Infections", www.healthline.com, Retrieved 19/4/2019. Edited.
- ↑ "Puerperal fever", www.britannica.com, Retrieved 19/4/2019. Edited.
- ↑ "Medical Definition of Puerperal fever", www.medicinenet.com, Retrieved 19/4/2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Puerperal Sepsis : Causes, Symptoms, and Treatment", www.beingtheparent.com, Retrieved 19/4/2019. Edited.
- ↑ "Endometritis", medlineplus.gov, Retrieved 1/5/2019. Edited.
- ↑ "Postpartum Infections of the Uterus", www.merckmanuals.com, Retrieved 1/5/2019. Edited.
- ↑ "Pulmonary embolism", www.mayoclinic.org, Retrieved 1/5/2019. Edited.
- ↑ "Maternal sepsis (Puerperal fever) fact sheet", www.health.nsw.gov.au, Retrieved 1/5/2019. Edited.