حكم الصلاة بعد شرب الخمر
تجب الصلاة على شارب الخمر ولا تسقط عنه، إلّا أنّه لا يُثاب عليها؛ وذلك من باب العقوبة على ما شربه من نجاسةٍ خبيثةٍ، ويسقط عنه الفرض بأدائها، ويأثم إثماً كبيراً في حال ترك الصلاة،[١] وتعدّ هذه عقوبةً لمن لم يتب عن شرب الخمر، أمّا إن تاب ورجع إلى الله تعالى؛ فيُغفر له، وتُتقبّل منه أعماله.[٢]
الحكمة من تحريم الخمر
حرّم الله -عزّ وجلّ- الخمر لعدّة أسباب، يذكر منها أنّ الخمر:[٣]
- سببٌ لإفساد العقول.
- سببٌ في ضياع المال.
- تفقد الإنسان كرامته، وتهدم الأجسام، وتؤدّي إلى سوء أخلاق صاحبها؛ فشُرب الخمر يؤدّي بصاحبه إلى الجنون، والضعف، والحاجة، والفقر، والبخل.
- تؤدي إلى التقاتل والتباغض؛ فشارب الخمر قد يعتدي على الآخرين ويقتل ويلعن ويسبّ دون وعيٍّ.
- يؤدّي إلى نسيان ذكر الله تعالى، وقد تُبعد الشخص عن الصلاة.
نجاسة الخمر
أجمع أهل العلم على أنّ الخمر خبيثٌ ونجسٌ، ومن أعمال الشيطان، وذلك إن كان المقصود بالنجاسة النجاسة المعنوية؛ وإن كان القصد النجاسة الحسيّة، فعامّة العلماء والمذاهب الأربعة على أنّها نجسةٌ، ويجب الابتعاد عنها، وغسل ما يصيبه الخمر من الجسم أو الثوب، ورأى بعض العلماء أنّ الخمر ليس بنجسٍ نجاسةً حسيّةً، بل نجاسةً عمليةً معنويةً، ومن قال بعدم نجاسته ذهب إلى أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لم يأمر الناس بغسل الأواني حين حرّم الله الخمر، كما أنّ الخمر حين حُرّمت أراقها المسلمون في الأسواق، ولو كانت نجسةً لما أراقوها، وذكروا كذلك أنّ الأصل في الأشياء الطهارة؛ إلّا إن جاء دليلٌ يبيّن أنّه نجسٌ، ولا يُشترط من تحريم الشيء أن يكون نجساً، فالسمّ مثلاً حرام ولكنّه ليس بنجسٍ، فكلّ شيءٍ نجسٍ حرام، وليس كلّ حرامٍ نجس.[٤]
المراجع
- ↑ نوح علي سلمان (7-2-2010)، "هل يصح حديث في عدم قبول صلاة شارب الخمر أربعين يوما؟"، aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "هل شارب الخمر لا تُقبل له صلاة أربعين يوماً ؟"، islamqa.info، 21-4-2003، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2019. بتصرّف.
- ↑ سليمان بن قاسم العيد (1-1-2008)، "الخمر أم الخبائث"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "هل الخمر نجسة وكذلك الكولونيا؟ "، islamway.net، 14-12-2006، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2019. بتصرّف.