محتويات
الزواج
الأصل في الزواج هو الديمومة، وأن تسوده المودة والرحمة، ولكن يحدث أن تتضاءل أسس المحبة، وتبدأ الخلافات والمشاكل الزوجية بالتعاظم، وتفشل كل المحاولات في حلها، فيُصبح الاستمرار بالحياة الزوجية أمراً مستحيلاً، ومصدراً للشقاء والتعاسة للطرفين، وينتج عن ذلك مفاسد كثيرة، ففي هذه الحالة شَرع الإسلام ما يسمى بالطلاق والخلع؛ لإنهاء معاناة جميع الأطراف، وإتاحة الفرصة أمام الطرفين أن يستأنفا حياتهما من جديد، وسوف نوضح خلال هذا المقال مفهوم الطلاق والخلع وبعض أحكامه.
الفرق بين الطلاق والخلع
تعريف الطلاق
الطلاق لغةً يعني الترك والتخلي، أما اصطلاحاً وفق الشرع الإسلامي فهو حَلُّ عُقدة النكاح في الحال أو المال، ونعني بالحال: الطلاق البائن بينونة صغرى أو كبرى، والمقصود بحله في المال الطلاق الرجعي، وورد في القرآن الكريم ما يدل على مشروعية الطلاق لقوله تعالى:(الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) [البقرة: 229].
أنواع الطلاق
- الطلاق السني: هو تطليق الرجل للمرأة في طهر لم يمسها فيه، وذلك وفق سنة النبي عليه السلام.
- الطلاق البدعي: هو تطليق الرجل المرأة ثلاث مرات في مجلس واحد، أو في طُهر مسها فيه، وهذا حرام شرعاً، ويأثم عليه صاحبه، ولا يقع طلاقاً.
تعريف الخلع
الخلع لغةً يعني النزع أو الإزالة، واصطلاحاً هو إزالة عقدة النكاح بطلب من المرأة وعوض منها، لافتداء المرأة نفسها من زواج كارهة له، وورد في الشرع ما يدل على جوازه لقوله تعالى: (فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة: 229]، أما المراة التي تطلب الخلع من غير سببٍ مشروع، فهي تُعرِّض نفسها لغضب الله تعالى وعقابه، كما ورد في الحديث الشريف: (أيُّما امرأةٍ سأَلتْ زوجَها طلاقَها مِن غيرِ بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنَّةِ) [صحيح]، ولكن ليس مطلوباً من المرأة أن تذكر تفاصيل الأسباب التي دعتها لطلب الخلع، خاصةً أنّ ذكر بعض التفاصيل قد يكون أمراً مُحرجاً لها، لذا يُكتفى منها بالقول إنها تكره المقام معه، وتخشى ألا تقيم حدود الله تعالى.
حكم الخلع
اختلف الفقهاء بين إيجاز الخلع أو رفضه إذا رفض الزوج تطليق زوجته، حتى لو كانت مستعدة لإرجاع المهر له، والتنازل عن حقوقها، فمنهم من يرفضه إلا بموافقة الزوج، ومنهم من يوقعه ويوكل ذلك إلى القاضي، حيث إنّ امرأة ثابت بن قيس، طلبت من النبي أن تخلع زوجها، لأنها كارهة له، وتخاف ألا تُقيم حدود الله معه مقابل أن تتنازل عن مهرها وهو حديقة، فوافق النبي عليه السلام على ذلك؛ لأنّ جعل الخلع في يد الرجل يؤدي إلى تعسفه بالمرأة، وطلب عوض كبير منها مقابل تطليقها.