مراحل توسعة المسجد النبوي

كتابة - آخر تحديث: ٠:٤٨ ، ١٦ مايو ٢٠١٥
مراحل توسعة المسجد النبوي

يثرب مستقبلة وحاضنة الرسالة؛ إليها هاجر الرسول صلّى الله عليه وسلّم حاملاً معه دعوته بعدما مكث في مكة يدعو أهلها للإيمان بالله وحده وترك عبادة الأصنام والأوثان، فما كان جواب قومه إلّا الكفر والصدود وإنزال الأذى بالرسول الكريم وبأتباعه، فجاء الأمر الإلهيّ بالهجرة إلى يثرب.


هاجر الرسول صلّى الله عليه وسلمّ برفقة صاحبه أبي بكر الصديق رضيّ الله عنه، وعندما وصل إلى يثرب نزل في بيت الصحابيّ الجليل أبو أيوب الأنصاريّ مدة سبعة شهور، ولاحقاً غيّر الرسول عليه السلام اسم يثرب إلى المدينة المنوّرة، وما زالت تعرف بهذا الاسم حتى يومنا هذا.


بناء المسجد النبوي

عندما قدم الرسول صلّى الله عليه وسلّم المدينة قرر أن يبني مسجداً ليكون مقراً له ونقطة انطلاقٍ لدعوته ومجلس شورى مع أصحابه في الحرب والسِّلم، ومدرسةً لتعليم الدين واستقبال الوفود وحل المشكلات؛ فكان بناء المسجد النبويّ في المكان الّذي بركت فيه ناقة الرسول عندما قدم مهاجراً من مكة إلى المدينة وبنى بجاور المسجد حجرات أمهات المؤمنين، وانتهى من بنائه بعد سبعة أشهرٍ من قدومه المدينة.


توسعة المسجد النبوي

بَنى الرسول مسجده من الجريد وجذوع النخل واللّبِن والطين بمساحة تقدر بألف وستمئة متر مربع؛ وأهم مراحل التوسعة التي مرّ بها المسجد ما يلي:


التوسعة في عهد الخلفاء الراشدين

في عهد الفاروق كانت أوّل زيادة في مساحة المسجد النبوي نظراً لزيادة عدد المسلمين لتصل إلى ستة آلاف وأربعمئة مترٍ مربعٍ من ثلاث جهات. وفي عهد عثمان رضي الله عنه زِيدت مساحة المسجد لتصل إلى ثمانية آلاف مترٍ مربعٍ، واستبدل أعمدة جذوع النخل بالحجارة.


التوسعة في عهد الأمويين

أكبر توسعة كانت في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك؛ حيث عمل على زيادة مساحته وتقوية عمدانه بإضافة الحديد إليها وزخرفتها وأزال السقف المصنوع من الجريد واستبدله بالصاج وأدخل الحجرات ضمن نطاق الحرم النبويّ لتصبح جزءاً منه.


التوسعة في عهد العباسيين

قام الخليفة المعتصم بالله بإعادة بناء المسجد، وذلك بعد نشوب حريقٍ فيه وأدخل الزخارف وكتب آيات القرآن الكريم على جدرانه.


التوسعة في العهد العثماني

قام السلطان العثمانيّ عبد المجيد بعمل توسعةٍ كبيرةٍ في المسجد النبويّ على يد أفضل المعماريين والحرفيين ليكون تحفة ذلك الزمن، ومن جاء بعده اكتفوا بعمل الترميمات والإصلاحات فقط.


التوسعة في العهد السعودي

بدأت التوسعة السعودية في عهد الملك المُؤسس عبدالعزيز آل سعود وفي عهد أبنائه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد لتصل في عهده مساحة المسجد إلى ثلاثة وأربعين ألف متر مربع.


وفي عهد الملك فهد آل سعود كانت بداية أضخم توسعة شهدها الحرم المدنيّ في عام ألف وأربعمئة وخمسة هجرية؛ ليصبح إجمالي مساحة المسجد وكافة مرافقه المحيطة به مئتين وستة وأربعين ألف متر مربع بتكلفة اجمالية أ{بعة مليارات وسبعمئة مليون ريال سعودي، وتكرّرت التوسعة والترميم في عهد الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود.

1,548 مشاهدة