الزرنيخ
الزرنيخ عنصرٌ كيميائي غير فلزي، لونه رمادي، يقع في المجموعة الخامسة من الجدول الدوري الحديث، ورمزه الكيميائي هو (As)، وعدده الذري 33، وهو موصلٌ جيد للحرارة والكهرباء، ومن الممكن أن يوجد الزرنيخ في الطبيعة بصورته النقية، إلّا أنّه يوجد في الغالب متحداً مع عناصر أخرى على صورة مركبات كيميائية.
استخدامات الزرنيخ
استخدم المصريون القدماء الزرنيخ في تحنيط الموتى، ويدخل حالياً في العديد من المواد المصنعة من حولنا، مثل: مبيدات الحشرات والقوارض، وبعض أنواع الزجاج والسيراميك، والدهانات، وكمادة حافظة للخشب، ويوجد أيضاً في أغلب مصادر الماء في الأرض، خاصة الجوفية منها، حيث تحتوي المياه الجوفية على نسب مرتفعة من الزرنيخ فيها، وتُستخدم هذه المياه في ري المحاصيل، والشرب، وفي العديد من الاستعمالات، كما يوجد أيضاً بنسبٍ جيدة في المأكولات البحرية.
آثار الزرنيخ طويلة الأمد
يعتبر الزرنيخ من أشد المواد سمية في شكله غير العضوي، وأكثر مركباته سمية هو مركب ثالث أكسيد الزرنيخ، وقد سجل التاريخ حالات تسمم شديد به أدت إلى وفاة العديد من العظماء؛ ومن هذه الحالات تسمم الموسيقار الشهير بيتهوفن، وحاكم فرنسا نابليون بونابرت، وتعتبر مادة الزرنيخ من أكثر المواد انتشاراً في الاستخدام عند ارتكاب جرائم القتل، وفي حالات الانتحار، لأنّ مركباته لا طعم ولا رائحة لها.
يؤدي تناول كميات قليلة من الزرنيخ خلال مدّة من الزمن، مثل: شرب المياه التي تحتوي عليه، أو تناول الأطعمة المروية بماء يحتويه، أو التعامل مع المواد التي تحويه مثل: بعض أنواع المبيدات الحشرية، إلى تراكمه في الجسم، إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة، ومن هذه الأمراض: الفشل الكلوي، والأمراض الجلدية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وبعض أنواع السرطانات؛ حيث يعد من المواد المسرطنة بشكلٍ كبير.
علامات التسمم بالزرنيخ
تُعرف حالة التسمم بالزرنيخ بارتفاع مستوياته في الجسم، ويتمّ تشخيص الإصابة بالتسمم عن طريق إجراء اختبارات لقياس مستوى الزرنيخ في البول والأنسجة، وفي الأظافر والشعر، وفي حال التعرض لكمياتٍ كبيرة منه، فإنّ أعراض التسمم به تظهر على الجسم بعد ساعات قليلة من دخوله إلى الجسم، وتتمثل بالآتي:
- القيء الشديد والإسهال الشديد مع خروج الدم، وتهيج الأمعاء، وألم شديد في البطن.
- صعوبة في البلع، وحرقة في الفم.
- عطش شديد، وجفاف ناتج عن الإسهال.
- التشوش وعدم التركيز والهلوسة.
- قلة خروج البول، وخروج البروتين معه، أو انقطاعه.
- ألم وتشنج في عضلات الأطراف.
وتؤدي هذه الأعراض في النهاية إلى الوفاة خلال أيام أو ساعات قليلة.
