حكم تصوير الميت
للمسلم حرمةٌ ميتاً وحياً، والاعتداء على الميت لا يختلف عن الاعتداء على الحي، ودليل ذلك ما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (كسرُ عظمِ الميِّتِ ككسرِ عظمِ الحيِّ)،[١] وتصوير الميت يتضمن عدداً من المحاذير الشرعية، فتصوير الميت قد يفضي إلى ذكره بسوءٍ، كما أنّ فيه تجسساً على حال المقبورين إن كان التصوير داخل االقبر، إضافةً إلى الأذى الذي يلحق بالأحياء، ولذلك ورد النهي عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- عن ذكر ما يظهر من جسد الميت، كما نُقل عن الإمام المناوي أنّ غاسل الميت يجوز له نقل ما كان من الميت من طيب الرائحة واستنارة الوجه، ويحرّم نقل غير ذلك من حال الميت.[٢]
حكم تصوير القبور
لا يجوز تصوير القبور؛ حيث إنّ ذلك الفعل يعدّ وسيلةً للتعلّق بذات القبر والافتتان به، فالصورة للقبر وليست لمن في القبر، كما أنّ تصوير القبر يعدّ من الفضول الذي لا تنبني عليه أية فائدةٍ، بل العكس بتجديد الأحزان، كما أنّ الواجب الدعاء للأموات والترحّم عليهم، والتصدّق عنهم.[٣]
حكم تصوير المصابين بحوادث السير
الواجب على الفرد حين وقوع حادث سير الإسراع في ستر المصابين ومساعدتهم وإنقاذ حياتهم، لا أنّ تُنتهك خصوصيتهم بتصويرهم، وبثّ الصور على وسائل الإعلام المختلفة، فلا يُقبل من المسلم انتهاك حُرمة غيره، أو الاعتداء على كرامته، فمن المبادئ المقرّرة في الشريعة الإسلامية صون ورعاية كرامة الإنسان، وعدم التجسّس عليه، فتصوير الحي دون إذنه غير جائز فكان الأولى عدم تصوير المصاب والميت، بل الإسراع في ستر الميت بثوبٍ خفيفٍ، فالمؤمنين كالجسد الواحد في تراحمهم وتعاطفهم، وخاصةً في مصيبةٍ كمصيبة الموت، وتزداد الخصوصية إن كان الموت بسببب حادث سيرٍ.[٤]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في إراو الغليل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 763، صحيح.
- ↑ "تصوير الأموات بعد دفنهم.. رؤية شرعية أخلاقية"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2019. بتصرّف.
- ↑ "يريدون أن يصوروا قبر أمهم ليتذكروها"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2019. بتصرّف.
- ↑ "لا يجوز انتهاك خصوصية المصابين وكرامتهم أثناء حوادث السير"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2019. بتصرّف.