السموم في الجسم
ينتج الجسم البشري السموم أثناء أداء وظائفه الروتينية، وكذلك يتعرض الإنسان أيضاً للملوثات البيئية الموجودة في الهواء، والمياه، والطعام، ولكن لحسن الحظ يتمتع الجسم بعملية الأيض لإزالة السموم (بالإنجليزية: Metabolic Detoxification) التي تعمل بشكل فعال وتزيل المواد الكيميائية الضارة عبر قنوات الإزالة الرئيسية بما فيها: الجهاز الهضمي، والكبد، والكلى، وتجدر الإشارة إلى أنَّ السموم (بالإنجليزية: Toxins) هي مركبات تنتجها الكائنات الحية، وتُعدّ ضارة للإنسان وينبغي التخلص منها، وتُعرّف المواد السامة (بالإنجليزية: Toxicant) بأنّها مواد كيميائية سامة موجودة في الطبيعة أو مصنوعة من قبل الإنسان، ويمكن أن يكون لكل من السموم والمواد السامة آثار ضارة في صحة الإنسان.[١]
كيفية تَخلُّص الجسم من السموم
المواد السامة موجودة في كل مكان، فمنها ما يتعرض له الجسم من الخارج، ومنها ما يكون ناتجاً عن العمليات الكيميائية في الجسم، ومن الجدير بالذكر أنَّ الجسم يتخلص من السموم بعدة طرق ومن خلال عدة أعضاء مثل: الرئتين، والجلد، والجهاز الهضمي، ولعلّ الكبد والكلى أهم أعضاء الجسم في هذه العملية، وتُعرف عملية التخلص من السموم في الجسم بإزالة السموم (بالإنجليزية: Detoxification)، وفيما يلي بيان لطرق التخلص من السموم في الجسم:[٢][٣][٤]
- التخلص من السموم الغازية: وذلك عن طريق الرئتين.
- التخلص من السموم عن طريق الجلد: حيث يحدّ الجلد من دخول المواد السامة إلى الجسم.
- التخلص من السموم عن طريق الجهاز الهضمي: حيث يتخلص الجهاز الهضمي من الأطعمة السامة عن طريق التقير أو الإسهال.
- التخلص من السموم عن طريق الكبد: حيث يُعدّ الكبد من أكبر أعضاء الجسم، ويساعد على إزالة السموم، ومعالجة المواد الغذائية، والأدوية المختلفة، ومن الجدير بالذكر أنّ المحافظة على صحة الكبد تكون بالابتعاد عن المشروبات الكحولية، والالتزام بنظام غذائي صحي.[٢][٥]
- التخلص من السموم عن طريق الكلى: حيث تقوم الكلى بإفراز السموم وتصفيتها من الدم إلى البول.[٢]
أعراض السميّة في الجسم
تتراكم السموم ببطء مع مرور الوقت، وكذلك تتراكم أعراض السُمية في الجسم، وتمتزج في الحياة اليومية المزدحمة؛ ولذلك لا يكون لدى الأشخاص فكرة عن مدى سمية أجسادهم، وتجدر الإشارة إلى أنّ معرفة وتمييز أعراض التسمم قد يساعد على التغلب عليها قبل أن تتحول إلى مشكلة أكبر مثل: مرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer’s Disease)، أو الخرف (بالإنجليزية: Dementia)، أو السرطان (بالإنجليزية: Cancer)، أو أمراض القلب والأوعية الدموية، أو أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune Conditions) وكثير غيرها. ومن أعراض التسمم الأكثر شيوعاً ما يلي:[٦][٧][٨]
- أعراض السُمية على الأمعاء والجهاز الهضمي: إنّ الأمعاء هي المكان الذي تدخل إليه جميع السموم من خلال الطعام والماء، وتُعدّ الأمعاء من المناطق الأكثر تضرراً عندما يتعلق الأمر بالسُمية؛ حيث إنَّه يمكن للمواد الكيميائية المختلفة أن تُغير درجة حموضة الأمعاء، أو تُغذي البكتيريا الضارة، أو تُؤدي إلى فرط في نمو الخميرة، أو تُسبب بحدوث تسرب في الأمعاء (بالإنجليزية: Leaky Gut)، مما يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الذي يُعدّ أحد الأسباب الشائعة وراء العديد من الأعراض، ومن أعراض السُمية على الأمعاء والجهاز الهضمي: الإمساك، والإسهال، والغازات، والانتفاخ، ورائحة البراز الكريهة.
- أعراض السُمية على الجلد والبشرة: يُعدّ الجلد عضواً رئيسياً في إزالة السموم؛ لذلك فإنّ تغيرات البشرة تُعدّ مؤشراً مهماً على التسمم، حيث إنّه عندما يكون الجسم محملاً بالسموم قد تتراكم هذه السموم في الجلد، وتسبب التهيج والالتهاب، ومن أبرز أعراض السُمية على الجلد والبشرة: الإكزيما (بالإنجليزية: Eczema)، والطفح الجلدي، والصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis)، وحب الشباب، وانتفاخ العينين، ووجود هالات سوداء حول العينين.
- أعراض السُمية على الوظائف المعرفية: هناك صلة وثيقة بين الدماغ والأمعاء؛ فعندما تسوء الأمور في القناة الهضمية يمكن أن يؤثر ذلك في وظائف الدماغ، بالإضافة إلى وجود السموم الأخرى مثل: المعادن الثقيلة التي ينتهي بها المطاف في الدماغ نفسه، مما قد يعطل الوظائف الطبيعية للدماغ، والذاكرة، والمزاج. ومن أبرز أعراض السُمية على الوظائف المعرفية: الشعور بتفكير منهك ومشوش، وصعوبة في التركيز، وفقدان الذاكرة، والصداع.
- أعراض السُمية على رائحة النفس: حيث إنّ المعاناة من رائحة نفس كريهة خصوصاً في الصباح يدل على أنَّ الجسم لا يتخلص بشكل جيد من السموم، وعادة ما يزيل الجسم سمومه بنفسه من خلال اللسان؛ فإذا كان يعاني الشخص من طبقة بيضاء سميكة على اللسان فإنّه قد يكون مؤشراً على وجود مشكلة في السُمية.
- أعراض السُمية على المفاصل والعضلات: من أبرز أعراض السُمية على المفاصل والعضلات هي الشعور بألم مستمر في العضلات والمفاصل، ولا يُقصد هنا الألم الذي يكون بعد يوم شاق من التدريب الرياضي؛ لأنّ ذلك الألم ناتج عن تراكم حمض اللبنيك في أنسجة الجسم، حيث يختفي الألم بعد عدة أيام. ولكن عندما يظهر الألم ويستمر دون سبب فإنّ ذلك يدل على أنّ نظام التخلص من السموم في الجسم مثقل بها.[٦]
- أعراض السُمية على التوازن الهرموني: يُعدّ التوازن الهرموني من أهم الأمور للمحافظة على الصحة، حيث إنّ أي زيادة أو نقصان في مستوى هرمونات الجسم قد تؤدي إلى مشاكل صحية عديدة، ومن الجدير بالذكر أنَّ الغذاء الذي يتناوله الأشخاص يحتوي على الكثير من المواد الكيميائية المصنعة، ومن أبرز الأمثلة على هذه المواد هو الإستروجين الاصطناعي، والذي يتصرف مثل هرمون الاستروجين المُفرز في الجسم، مما قد يؤدي إلى اضطراب في التوازن الهرموني الدقيق للجسم، وغالباً ما تظهر تأثيرات الإستروجين الصناعي على النساء من خلال إحداث تغيرات في الدورة الشهرية، وقد يصعب ملاحظة تأثيراته لدى الرجال، ولكنّها عادة ما تتجلى بالمعاناة من الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) وفقدان السيطرة على الحياة اليومية. ومن أعراض السمية على الهرمونات أيضاً: حدوث انخفاض في درجة حرارة الجسم، ومشاكل في الخصوبة، وتقلب المزاج.
المراجع
- ↑ "3 Phases of Detoxification", www.metagenics.com, Retrieved 19-3-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "detoxication", peer.tamu.edu, Retrieved 23-3-2019. Edited.
- ↑ "body_waste", idahoptv.org, Retrieved 23-3-2019. Edited.
- ↑ "how-body-naturally-detox-itself", www.sharecare.com/, Retrieved 23-3-2019. Edited.
- ↑ "Can a Detox or Cleanse Help Your Liver?", www.webmd.com, Retrieved 23-3-2019. Edited.
- ^ أ ب "Are you toxic? 6 Common Signs of Toxicity", www.bodyhealth.com,27-9-2018، Retrieved 23-3-2019. Edited.
- ↑ "signs-you-need-to-detox", thetruthaboutcancer.com,25-12-2017، Retrieved 23-3-2019. Edited.
- ↑ "11-signs-its-time-clean-the-toxins-your-body", www.lifehack.org, Retrieved 23-3-2019. Edited.