الجنة
الجنة، هي دار الخلود، والجزاء العادل الذي أعدّه الله سبحانه وتعالى لعِباده المؤمنين الصالحين، وهي دار القَرار والاستقرار والفوز بالمَراتب العليا، وقد وَرد ذكر الجنّة في الكثير من آيات القرآن الكريم، التي حثّت على العمل لأجل الفوز بها، ورغّبت بها، ومما ورد في ذكر الجنة، أنّ لها عدة أبوابٍ يدخل منها المؤمنون.
قال تعالى في مُحكم التنزيل: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) [الزمر:73]، كما ورد ذكر أبواب الجنة في الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ) [صحيح البخاري ومسلم]
عدد أبواب الجنة وأسماؤها
يبلغ عدد أبواب الجنة ثمانية أبواب، وما بين مصراعي كل باب كما بين مكّة وبُصرى، أو كما مكّة وحِميَر، والجدير ذكره أنّ بعض المؤمنين يدعون من جميع الأبواب وتُفتح لهم، ولا يُغلق في وجههم أي باب، وهم الذين يشهدون بأنّ الله وحده لا شريك له، وأنّ سيدنا محمد عبد الله ورسوله، وأن عيسى عليه السلام هو عبد الله تعالى وابن أَمته، وأنه روحٌ من الله وكلمته التي ألقاها إلى مريم، وأنّ الجنة والنار حق، وأسماء أبوب الجنّة ما يأتي:
- باب من أخلصوا التّوحيد وأحسنوا التوكل على الله: وردت في ذكر هذا الباب الكثير من الأحاديث في السنة النبوية المطهرة، والتي ذكرت أنّه الباب الأيمن من الجنة، يدخل منه سبعون ألفاً من المؤمنين بغير حِساب ولا سابقة عذاب، وهم الّذين لم يسرقوا، ولم يتطيّروا، ودائماً متوكلون على ربّهم حق التوكل.
- باب الريّان: يدخل من هذا الباب الصائمون، ولا يدخل منه أي أحدٍ غير الصائمين، فإن تم دخول جميع المؤمنين الصائمين منه، أُغلق هذا الباب ولم يدخل منه أحد.
- باب الصلاة: يدخل منه المصلّون الذين يُحافظون على صلاتهم في كل وقتٍ ويكثرون منها ولا ينسونها.
- باب الجهاد: يدخل منه المجاهدون في سبيل الله، المدافعون عن الدين وإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى.
- باب الصدقة: يدخل منه المتصدّقون المنفقون، الذين يقدمون الصدقات للفقراء والمحتاجين.
- باب الوالدين: هذا الباب هو أوسط أبواب الجنة، ويدخل منه البارون بوالديهم، والمحسنون إليهم، الذين يُقدمون طاعة أمهم وأبيهم على طاعة الآخرين ما دامت في رضا الله سبحانه وتعالى.
- باب "لا حول ولا قوة إلا بالله": يدخل من هذا الباب المؤمنون الذين يكثرون من قول لا حول ولا قوة إلا بالله.
- باب الحج: يدخل منه من يؤدّي فريضة الحج لوجه الله تعالى، بحيث يكون حجاً مبروراً خالصاً لله.