أهل الجنة
جعل الله سبحانه وتعالى هذه الحياة الدنيا امتحاناً واختباراً للعباد، وقد رتب الله سبحانه للناجحين في هذا الاختبار جائزة وهي الجنة، وقد وصفها رب العزة في كتابه العزيز، كما وصفها النبي عليه الصلاة والسلام، ومن بين أوصافها أنها لبنة من فضة، ولبنة من ذهب، حصباؤها اللؤلؤ، وترابها المسك الأذفر.
الله سبحانه قد أعد في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وفي هذه الجنة يدخل المؤمنون لكي يتنعموا ويستمتعوا بالملذات، وتكون لأهل الجنة صفات معينة في أشكالهم، وهيئاتهم، وشهواتهم، فهم يختلفون في الجنة عن حالهم في الدنيا، فما هي أبرز صفات أهل الجنة ؟ وهذا ما سنبينه من خلال هذا المقال.
صفات أهل الجنة
هناك صفات عديدة لأهل الجنة تميزهم وهي كالتالي:
أشكالهم
ورد في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أن أول زمرة تدخل الجنة على هيئة القمر ليلة البدر، وهذا يدل على جمالهم ووضاءة وجوههم، كما روي أنهم يكونون على صورة سيدنا يوسف عليه السلام الذي أتاه الله شطر الحسن والجمال.
اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون أهل الجنة على صورة واحدة، حتى لا يكون لأحد منهم اختلاف عن الآخر، فلا يقول أحدهم أنا أجمل من غيري، فالجنة لا حسد فيها ولا حزن أو كمد.
طولهم
يدخل أهل الجنة وطول أجسادهم كطول سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام، فقد خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام يوم خلقه طوله ستون ذراعاً، والذراع يساوي أربعة وستين سنتيمتراً.
أعمارهم وتحيتهم
تكون أعمار أهل الجنة حين يدخلونها كسن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام حينما رفعه الله إليه وهو ثلاثة وثلاثون سنة، ولا يكون في الجنة كبيراً في السن، بل كلهم على سن صغيرة. يحيي أهل الجنة بعضهم البعض بتحية الإسلام وهي السلام، ولا شك بأن كلمة السلام تدخل الاطمئنان إلى قلوبهم وتزيد النعيم نعيماً وسلاماً.
صفات أخرى
من الصفات الجسدية التي يكون عليها أهل الجنة أنهم جُرد، ومعنى جُرد أي لا تغطي وجوههم وأجسادهم الشعر، وأعينهم مكحلة أي يعلوها الكحل الذي يزينها ويزيدها جمالاً، وهم لا يبولون ولا يتغوطون، وإنما ترشح فضلات أجسادهم ريحاً كريح المسك.
يزيد الله سبحانه وتعالى في قوة أجسادهم وشهواتهم حتى يستمروا في النعيم المقيم واللذة الدائمة التي لا تنقطع، وهم لا يعرفون النوم لأن النوم هو الموتة الصغرى، والجنة لا موت فيها.