محتويات
مسجد قباء
قباء هو أول مسجد بني في الإسلام في جنوب المدينة المنورة على بعد خمسة كيلومترات من المسجد النّبوي الشّريف، قام ببنائه الرّسول محمد صلى الله عليه وسلم والصّحابة بعد هجرتهم من مكة إلى المدينة، وفيه بئر ماء يعود لأبي أيوب الأنصاري، وقد ارتبط اسم المسجد بقصة شهيرة ومباركة وهي قصّة ناقة الرّسول صلى الله عليه وسلم، فبعد وصوله إلى المدينة المنورة تلهّف الصحابة رضي الله عنهم لأخذ ناقة الرسول عليه السلام إلا أنّه طلب منهم تركها تمشي وحدها حتى بركت في مكان المسجد، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بناء مسجد قباء حيث بركت.
سبب تسمية قباء
سمّي مسجد قباء بهذا الاسم نسبةً إلى بئر ماء، فقال العلماء أنّه ذكر في بعض كتب معجم البلدان، أنّ قباء تعني بئر، فقال الله تعالى: (الَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التّقْوَى مِنْ أولِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)[التوبة:108].
مسجد قباء على مرّ العصور
عهد الخلافة الراشدة
عمل الصّحابة والأنصار بعد وفاة الرّسول صلى الله عليه وسلم على تعمير مسجد قباء، فقام أمير المؤمنين عثمان بن عفان في عهد خلافته بتجديد المسجد وتحسينه، وتجديد المسجد النّبوي الشّريف، وبقي مسجد قباء على حاله بعد التّجديد إلى أيام عهد الوليد بن عبد الملك.
العهد الاموي
عَمر الملك الوليد بن عبد الملك جميع المسجد والآثار الإسلاميّة، فأوعز إلى ابن عمه عمرو بن عبد العزيز بتجديد بناء مسجد قباء وتوسعته، فقام بتنفيذ كلّ ما طلب منه، وكان أوّل من يشيّد لمسجد قباء مئذنة، وبنى العديدَ من الأعمدةِ الحجرية به.
عهد الدولة العثمانيّة
عمل الشريف أبو علي أحمد بن الحسن على عمارة مسجد قباء عام 435هـ، فوضع به العديد من النّقوش بالخط الكوفي، وجدّد جمال الدَين الأصفهاني المسجد عام 555هـ، واعتنى السّلطان قايبتاي سلطان المماليك بمسجد قباء وأضاف إليه محاريبَ جديدةً من الرّخام، وقام السّلطان محمود الثّاني ببناء منارة رائعة الجمال لمسجد قباء، وأكمل العمل بها بعهد السّلطان عبد المجيد الأول، فقام ببناء منارة.
العهد السَعودي
سعى الملك فيصل بن عبد العزيز في عهده عام 1388هـ، بتجديد الجدران الخارجية للمسجد، وبناء مدخلٍ خاصٍ للنساء، وكلّف بذلك تجديد مسجد قباء 800 ألف ريال سعوديّ، وأصبح المسجد مربعَ الشّكل يبلغ عرضه 40م.
توسعة الملك فهد
في عهد الملك فهد قامت وزارة الحج بتجديد فرش مسجد قباء لفرشٍ من الطّراز المعماري الإسلامي وتوسعته خارجياً على يد الملك فهد بن عبد العزيز، فأصبح المسجد يستوعب عشرين ألف مصلٍ، وأصبح بذلك المسجد مستطيلَ الشّكل، وأصبح للمسجد أربع مآذن، و56 قبةً، وشكل السّقف على شكلِ قبب، فيبلغ ارتفاع القبة الرّئيسية 25م.
ما زال التّخطيط قائماً لتطوير مسجد قباء ضمن مشروع التّخطيط للدراسة المعمارية لاستيعاب عددٍ كبيرٍ من الحجاج والزّائرين، فمن المتوقّع وضع حجر أساس المشروع في منتصف شهر رمضان من عام 1436هـ.