انتفاخ البطن والغازات
يُعدّ انتفاخ البطن (بالإنجليزية:Abdominal bloating) من المشاكل الشائعة جداً، التي تصيب الأفراد من مختلف الأعمار، فالغالبية العُظمى من الناس قد أُصيبوا بالانتفاخ في مرحلة ما من حياتهم، ويمكن تعريف الانتفاخ على أنّه شعور بالامتلاء أو الانزعاج في منطقة البطن، وقد ترافقه أعراض أخرى كالتجشّؤ المتكرر، وإطلاق الريح على نحو مفرط، وملاحظة انتفاخ البطن وزيادة حجمه عن المعتاد قليلاً، بالإضافة لاحتمالية الشعور بألم في البطن في بعض الحالات.[١][٢]
أسباب انتفاخ البطن
لا يستدعي الانتفاخ القلق إذا كان مرتبطاً بتناول الطعام، أو لُوحظ أنّ أعراضه لا تزداد سوءاً بمرور الوقت، أو تختفي بمضي يوم أو يومين، ولكن ينبغي التنبيه إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال ظهور بعض الأعراض التي قد تدلّ على وجود مشكلةٍ صحية خطيرة، مثل: الشعور بألم شديد في البطن، والإصابة بالحُمّى، والمعاناة من التقيؤ لمدة تزيد عن 24 ساعة، وخروج دم مع البراز، وحدوث الانتفاخ بعد الخضوع لعملية جراحية أو بعد التعرض لحادث سير أو التعرّض لإصابة في منطقة المعدة، وبشكلٍ عام يمكن إجمال أهم أسباب الإصابة بالانتفاخ فيما يأتي:[٣]
- زيادة تجمع الغازات: بشكلٍ عام فإنّ زيادة تجمّع وتراكم الغازات في القناة الهضميةّ يُعتبر أكثر أسباب الإصابة بالانتفاخ شيوعاً، وفيما يأتي توضيح لأبرز الأسباب التي يمكن أن تزيد من تجمّع الغازات في البطن:
- تناول أنواع معينة من الطعام: إذ يُعدّ تناول الأطعمة النشويّة، أو الغنية بالألياف مثل الشوفان، والمعكرونة، والبطاطا، سبباً في زيادة تراكم الغازات في البطن، نظراً لمواجهة الجهاز الهضمي صعوبةً في تحطيمها وهضمها، ومن الأمثلة على أنواع الطعام التي قد تزيد من تجمّع الغازات: مشتقّات الحليب، والمشمش، والموز، والبصل، والملفوف، والجزر، والفاصولياء.[٤]
- استخدام المُحلّيات الصناعيّة مثل السوربيتول.[٤]
- ابتلاع كميات كبيرة من الهواء: حيث إنّ هناك العديد من الممارسات التي قد تزيد من الكميات المبتلعة من الهواء، كمضغ اللبان، والشرب أو الأكل بشكلٍ سريع، والتدخين، واستخدام القشّة في الشرب، وتناول المشروبات الغازية، وارتداء أطقم الأسنان الواسعة.[٤]
- الإصابة ببعض الأمراض والاضطرابات.[٤]
- عسر الهضم: يتسبّب عسر الهضم بالشعور بالألم أو الانزعاج في المعدة، وتُعزى معظم حالات الإصابة بعسر الهضم إلى تناول الكحول، أو الإفراط في تناول الطعام، وتناول بعض الأدوية التي تهيّج المعدة كالآيبوبروفين (بالإنجليزية:ibuprofen)، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الانتباه في حال كان سوء الهضم يحدث بشكلٍ متكرر، ولا يرتبط بتناول الطعام أو لا يوجد له سبب محدد، فقد يدلّ ذلك على وجود مشكلة صحية أكثر خطورة مثل قرحة المعدة، والإصابة بالسرطان أو بفشل الكبد.[٣]
- الإصابة بالعدوى: حيث إنّ الانتفاخ يُعدّ أحد أعراض الإصابة بالعدوى البكتيريّة أو الفيروسيّة، ومن الأعراض الأخرى للإصابة بعدوى في المعدة: الإسهال، والتقيؤ، والغثيان، والشعور بألم في المعدة.[٣]
- فرط نمو البكتيريا الضارة في الأمعاء: إنّ اضطراب واختلال التوازن الطبيعي للبكتيريا النافعة التي تعيش في المعدة والأمعاء وتساعد على إتمام عملية الهضم، قد يؤدي إلى حدوث زيادة في أعداد البكتيريا الضارة، وظهور عدة أعراض على المريض مثل الانتفاخ، وصعوبة هضم أو امتصاص بعض المواد الغذائية، والإصابة المتكررة بالإسهال.[٣]
- الإصابة بأمراض أو اضطرابات مزمنة: تُعزى بعض حالات الإصابة بالانتفاخ إلى إصابة الشخص بمشكلة صحيّة معينة، كمتلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية:irritable bowel syndrome)، ومرض كرون (بالإنجليزية:Crohn's disease) الذي يُعدّ أحد أمراض القناة الهضمية الالتهابية، ويرافق الشعور بالاتفاخ في هذه الحالات أعراض أخرى كالإسهال، والتقيؤ، وفقدان الوزن غير المتعمّد.[٣]
- خَزَل المعدة: (بالإنجليزية: Gastroparesis)، تتمثل هذه الحالة بتأثر قدرة المعدة على تفريغ محتوياتها، بالإضافة لتأثر سرعة انتقال الطعام عبر المعدة والأمعاء بحيث تصبح أبطأ من المعتاد، ويُعزى ذلك إلى توقف عضلات المعدة عن العمل بشكل طبيعي على نحو مفاجئ.[٣]
- عدم تحمل أنواع معينة من الطعام: يواجه الجهاز الهضمي لبعض الأفراد صعوبة في تحمّل أنواع معينة من الطعام، ومن الأمثلة على الأمراض والاضطرابات المتعلقة بتحمّل الطعام: داء سيلياك المعروف بين الناس بمرض حساسية القمح (بالإنجليزية: celiac disease)، ومرض عدم تحمل اللاكتوز (بالإنجليزية:lactose intolerant).[٣]
- الانتباذ البطاني الرحمي: من الممكن أن تكون الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية:endometriosis) المعروف بمرض بطانة الرحم المهاجرة سبباً في الإصابة بالمغص والانتفاخ، ويكون ذلك في حال نمو جزء من النسيج الرحمي في المعدة أو الأمعاء.[٣]
- الإصابة بالإمساك: يُعتبر الإمساك أحد أسباب الإصابة بالانتفاخ، ومن الأسباب المؤدّية للإصابة بالإمساك: الحمل، والإصابة بالجفاف، وعدم تناول كميّات كافية من الألياف، ونقص مستوى المغنيسيوم في الجسم، وتناول أنواع معينة من الأدوية.[٣]
علاج الإصابة بالانتفاخ والغازات
في حال كانت الأعراض الظاهرة على الشخص تدلّ على احتمالية إصابته بمرضٍ أو اضطرابٍ صحيّ معيّن ينبغي استشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب في البداية،[٢] وبشكلٍ عام هناك العديد من الطرق والعلاجات التي يمكن اللجوء إليها بهدف التخلص من الانتفاخ، ومنها:[٥]
- تغيير نمط الحياة: يساعد تغيير بعض العادات والممارسات اليومية على علاج مشكلة الانتفاخ وتجمّع الغازات في الجهاز الهضمي، ومنها:
- عدم الإسراع في تناول الطعام والحرص على مضغه بشكل جيد.
- تقسيم الوجبات المتناولة يومياً إلى عدة وجبات صغيرة بدلاً من تناول وجبات كبيرة دفعة واحدة.
- الجلوس بشكلٍ مستقيم بعد الانتهاء من تناول وجبة الطعام.
- العلاج بالأعشاب: تمتلك العديد من النباتات العشبية خصائص طاردة للغازات ممّا يؤهلها للاستخدام في علاج الانتفاخ أو الوقاية من الإصابة به، وفيما يلي بيان لبعض الأعشاب التي تساعد على التخلص من الغازات:
- العلاج بالأدوية: يتوفر عدد من الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية، ويمكن استخدامها في التخلص من الانتفاخ مثل: دواء سيميثيكون (بالإنجليزية: Simethicone)، وحبوب الفحم النشط (بالإنجليزية: Activated charcoal) ودواء إنزيم ألفا جالاكتوديز (بالإنجليزية:Alpha-galactosidase) الذي لا يصنّعه جسم الإنسان، وتقوم وظيفته على تحسين هضم البقوليات وبعض أنواع الخضراوات .
المراجع
- ↑ "What Causes Abdominal Bloating?", www.healthline.com, Retrieved 23-10-2018. Edited.
- ^ أ ب "Eighteen ways to reduce bloating", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-10-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "What causes abdominal bloating?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-10-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث "The Causes of Excessive Gas", www.everydayhealth.com, Retrieved 23-10-2018. Edited.
- ↑ "Home Remedies for Gas and Bloating", www.everydayhealth.com, Retrieved 23-10-2018. Edited.