حكم شعرية قصيرة

كتابة - آخر تحديث: ٢٢:٢٨ ، ٢٦ فبراير ٢٠١٩
حكم شعرية قصيرة

حكم الإمام الشافعي

عمدني بنصحك في انفرادي

وجنبني النصيحة في الجماعة.

فإن النصح بين الناس نوع

من التوبيخ لا أرضى استماعه.

وإن خالفتني وعصيت قولي

فلا تجزع إذا لم تعط طاعه.
  • حكم شعرية عن السكوت:

وجدت سكوتي متجرا فلزمته

إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر.

وما الصمت إلا في الرجال متاجر

وتاجره يعلو على كل تاجر.
  • حكم شعرية عن تجنّب السفيه:

يخاطبني السفيه بكل قبح

فأكره أن أكون له مجيبا.

يزيد سفاهة فأزيد حلما

كعود زاده الإحراق طيبا.
  • حكم شعرية عن الحياة:

دع الأيام تفعل ما تشاء

وطب نفسا إذا حكم القضاء.

ولا تجزع لحادثة الليالي

فما لحوادث الدنيا بقاء.

وكن رجلا على الأهوال جلداً

وشيمتك السماحة والوفاء.

وإن كثرت عيوبك في البرايا

وسرك أن يكون لها غطاء.

تستر بالسخاء فكل عيب

يغطيه كما قيل السخاء.

ولا تر للأعادي قط ذلاً

فإن شماتة الأعداء بلاء.

ولا ترج السماحة من بخيل

فما في النار للظمآن ماء.

ورزقك ليس ينقصه التأني

وليس يزيد في الرزق العناء.

ولا حزن يدوم ولا سرور

ولا بؤس عليك ولا رخاء.

إذا ما كنت ذا قلب قنوع

فأنت ومالك الدنيا سواء.

ومن نزلت بساحته المنايا

فلا أرض تقيه ولا سماء.

وأرض الله واسعة ولكن

إذا نزل القضا ضاق الفضاء.

دع الأيام تغدر كل حين

فما يغني عن الموت الدواء.


حكم المتنبي

  • وَالهَمُّ يَختَرمُ الجَسيمَ نحافةً
وَيُشيبُ نَاصية الصبيّ وَيُهرمُ.

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الشقاوة ينعــم.
  • نَبْكي على الدّنْيا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ
جَمَعَتْهُمُ الدّنْيا فَلَمْ يَتَفَرّقُوا

أينَ الأكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى

كَنَزُوا الكُنُوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا

من كلّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بجيْشِهِ

حتى ثَوَى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيّقُ

خُرْسٌ إذا نُودوا كأنْ لم يَعْلَمُوا

أنّ الكَلامَ لَهُمْ حَلالٌ مُطلَقُ

فَالمَوْتُ آتٍ وَالنُّفُوسُ نَفائِسٌ

وَالمُسْتَعِزُّ بِمَا لَدَيْهِ الأحْمَقُ

وَالمَرْءُ يأمُلُ وَالحَيَاةُ شَهِيّةٌ

وَالشّيْبُ أوْقَرُ وَالشّبيبَةُ أنْزَقُ
  • إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ
فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ

فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ

كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ


حكم علي بن أبي طالب

النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت

إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها.

لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها

إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها.

فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها

وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها.

أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً

حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها.

أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها

وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها.

كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت

أًمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها.

لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ

مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها.

فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها

وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويه.


حكم زهير بن أبي سلمى

سَئِمتُ تَكاليفَ الحياة وَمَن يَعِش

ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ.

رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب

تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ.

وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ

وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَم.

وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ

يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ.

وَمَن يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلِهِ

عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَيُذمَمِ.

وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ

يَفِرهُ وَمَن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشتَمِ.

ومن لا يزد عن حوضه بنفسه

يهدم ومن يخالق الناس يعلم.

وَمَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَها

وَإن يرق أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِ.

وَمَن يَعصِ أَطرافَ الزُجاجِ ينلنهُ

يُطيعُ العَوالي رُكِّبَت كُلَّ لَهذَمِ.

وَمَن يوفِ لا يُذمَم وَمَن يُفضِ قَلبُهُ

إِلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمجَمِ.

وَمَن يَغتَرِب يَحسِب عَدُوّاً صَديقَهُ

وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَهُ لا يُكَرَّمِ.

وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ

وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ.

وَمَن يزل حاملاً على الناسَ نَفسَهُ

وَلا يُغنِها يَوماً مِنَ الدَهرِ يُسأَمِ.
481 مشاهدة