كفارة من تهاون
إذا أخّر المسلم قضاء ما أفطره في شهر رمضان من باب التهاون فإنّ ذلك يوجب عليه التوبة، وقضاء ما أفطره من الأيام لعذر، وعليه أيضًا كفارة التأخير، أي تأخير القضاء، ومقدارها إطعام مسكين واحد مقابل كل يوم أخرَ قضاءه بلا عذر، أمّا مقدار الإطعام فهو مُدّ من قوت أهل البلد، وهو يعادل تقريبًا سبعمئة وخمسين غرامًا من الأرز.[١]
فالمحصلة أنَّ من أخّرَ قضاء ما أفطره من رمضان لا يخرج عن حالتين، الأولى أن يكون لعذر، فليس عليه سوى قضاء ما أفطره، والحالة الثانية أن يكون التأخير بلا عذر، فهو آثم بذلك، فاتفقوا على القضاء، واختلفوا على الإطعام مع القضاء، وقد فصّلنا ذلك.[٢]
كفارة الحامل والمرضع
في هذه القضية ثلاثة أقوال، أولها ما ذهب إليه الإمام أبي حنيفة، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من الصحابة من أنّها تقضي هذه الأيام فقط، والقول الثاني مذهب الإمام الشافعي والإمام أحمد أنّ عليهما القضاء فقط إن خافتا على نفسيهما، وعليهما قضاء وإطعام مسكين مقابل كل يوم إذا خشيتا على ولديهما، أمّا القول الثالث قال به ابن عباس رضي الله عنه وورد في المغني عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّهما يطعمان فقط، وليس عليهما قضاء.[٣]
كفارة النفساء
من أخّرت قضاء ما أفطرته في رمضان بسبب النفاس عن رمضان الذي تلاه، عليها التوبة إلى الله، وقضاء ما أفطرته من الأيام، وعليها أيضًا كفارة التأخير، أي تأخير القضاء، ومقدارها إطعام مسكين واحد مقابل كل يوم أخرَت قضاءه بلا عذر، أمّا مقدار الإطعام فهو مدّ أي نصف صاع من قوت أهل البلد، أمّا إذا كان تأخير القضاء بسبب عذر كمرض فإنّها تقضي ما أفطرته لعذر، ولكن لا تطعم، ولا يكون عليها إثم من ذلك.[٤]
المراجع
- ↑ "ما يجب على من لم تقض ما عليها من صيام لعدة سنوات تهاونا منها"، طريق الإسلام ، 22-6-2014، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2018. بتصرّف.
- ↑ "تأخير قضاء رمضان حتى يدخل رمضان الثاني"، الإسلام سؤال وجواب، 25-8-2007، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2018. بتصرّف.
- ↑ "الحامل والمرضع تفطران وتقضيان ولا يجزئهما الإطعام"، الإسلام سؤال وجواب، 11-11-2003، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2018. بتصرّف.
- ↑ "حكم من أفطرت عدة رمضانات بسبب النفاس ولم تقضها"، الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2018.