تهيُّج المعدة
يعاني معظم الناس من اضطرابات المعدة في أحد مراحل حياتهم، هناك العديد من الأسباب التي تقود إلى هذه المشكلة، فقد يؤدي تناول بعض الأطعمة إلى تفاقم أعراض اضطراب المعدة، كالعديد من الأطباق المحتوية على الدهون، وبعض السكريات والألياف التي تتخمر في الأمعاء، مما يسبب الانتفاخ والغازات وآلام المعدة والإسهال، بالمقابل هناك بعض الأطعمة الأخرى التي قد تساعد على تخفيف اضطراب المعدة مثل السلطات الخفيفة؛ وذلك لاحتوائها على كميات منخفضة من الألياف المتخمرة، ومن الجدير بالذكر أنّ التغيرات البسيطة على بعض الأطباق المفضلة قد يساعد على جعلها أطباق ملائمة لصحة المعدة وصجة الجسم بشكل عام.[١][٢]
أطعمة تهيج المعدة
قد ينتج تهيج المعدة واضطراباتها من التعرض لسوء الهضم، الذي قد يكون بسبب كثرة تناول الطعام، أو تناول الطعام بسرعة، أو تناول الأطعمة الدهنية، أو تناول الطعام في أوقات الضغط والتوتر،[٣] وهناك العديد من الاغذية التي يسبب تناولها اضطراباً وتهيجاً في المعدة، ومنها ما يأتي:[٤][٥][٦]
- الألياف غير الذائبة: حيث أن هناك نوعان من الألياف حسب ذائبيتها في الماء؛ الألياف القابلة للذوبان وهي التي تمتص الماء وتصبح لزجة أشبه بالهلام عندما تكون رطبة، وحسب أكاديمية التغذية وعلم التغذية فإن الألياف الذائبة تكون مفيدة في حالات الإسهال والإمساك، حيث أن تناولها مع كميات كبيرة من الماء تساعد على تكوين براز ناعم وكبير الحجم، ومن مصادرها: نخالة الشوفان، والشعير، والمكسرات، والبذور، والفاصولياء، والعدس، والبازيلاء، أما النوع الثاني فهو الألياف غير القابلة للذوبان، تمتاز بقلة امتصاص الماء، وتحافظ على قوامها تقريباً عندما تكون رطبة، كما قد يساعد إضافتها إلى النظام الغذائي الأشخاص الذين يعانون من الإمساك، وبالمقابل قد يؤدي تناولها إلى زيادة الإسهال؛ لأنها تسرّع حركة الطعام عبر الأمعاء، أو قد تؤدي إلى تفاقم أعراض مشاكل الجهاز الهضمي المزمن، لذا ينصح الأشخاص المصابون بالإسهال أو مشاكل الجهاز الهضمي الأخرى بأخذ استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل زيادة كمية الألياف الغذائية غير القابلة للذوبان، ومن الأمثلة على الألياف غير القابلة للذوبان؛ نخالة القمح والحبوب الكاملة والخضراوات.
- لقراءة المزيد عن مصادر الألياف الذائبة وغير الذائبة يمكنك الرجوع لمقال ما هي الألياف الغذائية
الأغذية العالية بالفودماب: (بالإنجليزية: FODMAP)، ويشير هذا المصطلح إلى الأغذية الغنية بالكربوهيدرات قصيرة السلسة من السكريات قليلة التخمر والسكريات الأحادية والثنائية والسكريات الكحولية، التي يصعب على الأمعاء امتصاصها بالشكل الصحيح، ويؤدي تناولها إلى تحفيز ظهور بعض الأعراض مثل: آلام البطن والشعور بعدم الراحة، النفخَ، والغازات، وانتفاخ البطن، وتغيرات في سلوك الأمعاء، ومن الأمثلة على هذه الأطعمة: الثوم، والبصل، والفاصولياء، ونبات الهليون، والتفاح، والإجاص، والخوخ، والتوت، والعسل، ودبس السكر، وحليب الصويا وغيرها.
- الأغذية العالية بالدهون: يؤدي تناول الأطعمة العالية بالدهون إلى تفاقم اضطراب المعدة؛ وذلك لصعوبة هضمها، لذا يُنصح بتجنب تناولها من قبل الأشخاص الذين يعانون من التقيوء أو الإسهال، ومن الأمثلة على هذه الأطعمة: اللحوم عالية الدهون، الأجبان عالية الدهون بما في ذلك الأجبان الكريمية، بالإضافة إلى الكريمة الحامضة أو القشطة الرائبة، والأطعمة التي تحتوي على الزبدة، أو السمن النباتي، أو الزيوت المختلفة.
- الكافيين: يحفز الكافيين من حركة الجهاز الهضمي، وسرعة مرور الطعام من خلاله، وقد يؤدي الإفراط في تناوله إلى الإسهال، لذا فإن الكافيين يزيد من سوء المشاكل الهضمية لدى الأشخاص المصابين بالإسهال، ومن مصادر الكافيين؛ الشاي، والقهوة، والصودا، والشوكولاته، من الجدير بالذكر أن القهوة الخالية من الكافيين لا تخلو تماماً من الكافيين لذا لا بد من الانتباه عند تناولها.
- الأطعمة الحارة: تحفز الأطعمة الحارة الجهاز الهضمي، مما يزيد من سوء حالات الأشخاص المصابون بالغثيان، والقيء، والإسهال، ومن الجدير بالذكر أن تناول الأطعمة الحارة قد لا يؤثر على العديد من الأشخاص، إلا أنها قد تسبب عسر الهضم للآخرين، لذا يجب تجنب تناولها عند حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي، ويفضل اختيار الأطعمة الخفيفة، بالإضافة إلى تجنب التوابل التي تسبب مشاكل للجهاز الهضمي.
- الأطعمة الحمضية: قد يؤدي تناول الأطعمة الحمضية مثل: الليمون، والليمون الأخضر المعروف بالليم، والبرتقال، والجريب فروت، قد تزيد من خطر الإصابة بمشاكل في الجهاز الهضمي، ومن الجدير بالذكر أنّ المشروبات الغازية أيضاً حمضيّة، لذا يجب تجنب تناول هذه الأطعمة عند حدوث ذلك.
- منتجات الحليب: قد يصعب على الجسم هضم منتجات الألبان عالية الدهون عند حدوث اضطرابات في المعدة وهي التي تشمل: الحليب، والجبن، واللبن، والبوظة وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على الحليب ومنجاته؛ وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون؛ مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في المعدة، إلا أن اللبن الخالي من الدسم قد لا يؤثر على المعدة، لذا يُنصح بتناوله تدريجياً للتأكد من ذلك، ومن ناحية أخرى قد يعاني بعض الأشخاص من عدم تحمل اللاكتوز أو ما يعرف بسكر الحليب، مما يعني عدم قدرتهم على هضمه وبالتالي قد يصاب الشخص بالانتفاخ وآلام المعدة والاسهال وغيرها، لذا يمكن لهؤلاء الأشخاص تناول منتجات الألبان خالية اللاكتوز لتجنب هذه الأعراض.
- لقراءة المزيد عن الأطعمة الخالية من اللاكتوز يمكنك الرجوع لمقال أطعمة خالية من اللاكتوز
- الأطعمة المقلية: قد تزيد الأطعمة المقلية من اضطراب المعدة؛ بسبب احتوائها على نسبة عالية من الزيوت والدهون التي يصعب هضمها مما يزيد من سوء اضطرابات المعدة.
- الأطعمة الجاهزة: تحتوي الأطعمة الجاهزة على المواد الحافظة والألوان الاصطناعية، إذ قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية اتجاه هذه المواد المضافة التي يظهر تأثيرها عند حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي، كما قد تحتوي بعض هذه الأطعمة على اللاكتوز المسبب للغازات والشعور بعدم الراحة كما ذكرنا سابقاً، بالإضافة إلى ذلك فإن الوجبات الجاهزة خالية من الألياف الغذائية، التي تساعد على تنظيم حركة الأمعاء خاصةً لمَن يعانون من الإمساك، لذا في حال الإصابة بالإمساك ومشاكل الجهاز الهضمي الأخرى لا بد من تجنبها.
- المحليات الصناعية: هناك جزء من المحليات الصناعيّة يسمى السكريات الكحولية، ويعتبر السوربيتول (بالإنجليزيّة: Sorbitol) السكر الكحولي الأكثر تأثيراً في مشاكل الجهاز الهضمي، ويعود ذلك إلى صعوبة هضمه، كما يسبب الغازات والانتفاخ بمجرد وصوله إلى الأمعاء الغليظة، ويُنصح الأشخاص الذين يعانون من الإسهال بتجنب تناول الأطعمة المحتوية عليه، إذ يُستخدم السوربيتول في تحلية العلكة والأطعمة الخالية من السكر، كما يوجد بشكل طبيعي في بعض الفواكه مثل: البرقوق، والتفاح، والخوخ.
- المشروبات الغازية: تسبب المشروبات الغازية زيادة الإصابة بتهيج المعدة، وذلك لأنها تحتوي على الغازات، بالإضافة إلى احتوائها على كميات عالية من السكر، فقد تزداد حالات الإسهال سوءً عند الحصول على كميات كبيرة من السكر دفعة واحدة كتناول هذه المشروبات الغازية، كما يؤدي تناولها بكميات كبيرة إلى ارتفاع نسبة السكر في مجرى الدم، وكما ذكرنا سابقاً تعد المشروبات الغازية من الأطعمة الحمضية التي تزيد من مشاكل الجهاز الهضمي.
أطعمة مفيدة لصحة المعدة
قد يسبب اضطراب المعدة أو الإسهال غير المُعالج إلى الشعور بالإحباط، والإرهاق، والجفاف، لذا يجب الحفاظ على التغذية السليمة للجسم[٧]هناك العديد من الأطعمة التي قد تساهم في صحة الجهاز الهضمي؛ منها الموز الذي يحتوي على المعادن الضرورية التي قد يخسرها الشخص في حالة الإسهال والتقيؤ، والأرز الأبيض الذي قد يقلل من الإسهال المرافق لاضطرابات المعدة، وخبز التوست الأبيض أو الخبز الأبيض العربي،[٦] و كذلك البيض أو بياض البيض، أو بدائل البيض غير المقلية، والمأكولات البحرية غير المقلية، والخضروات قليلة الحموضة مثل: الخيار، والبطاطا البيضاء، والجزر، والفواكه قليلة السكر والحموضة مثل: اليقطين، والعنب البري، والفراولة، والتفاح، والبابايا بالإضافة إلى النعناع، والزنجبيل، والكركم، والبابونج، وعرق السوس، وبذور الكتان، وغيرها.[٨][٩]
وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول الأغذية التي تخفف من تهيج المعدة يمكنك قراءة مقال أطعمة مريحة للمعدة
المراجع
- ↑ Jennifer Huizen (11-1-2020), "Home and natural remedies for upset stomach"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-8-2020. Edited.
- ↑ Regina Boyle Wheeler (17-2-2012), "Stomach-Friendly Comfort Food"، www.everydayhealth.com, Retrieved 17-8-2020. Edited.
- ↑ "Upset Stomach (Indigestion): Possible Causes", www.my.clevelandclinic.org,11-1-2016، Retrieved 17-8-2020. Edited.
- ↑ Louisa Richards (3-6-2020), "What are the best foods for an upset stomach?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-8-2020. Edited.
- ↑ Christine Bahls (21-6-2017), "11 Foods to Avoid When You're Having Digestive Problems"، www.everydayhealth.com, Retrieved 17-8-2020. Edited.
- ^ أ ب "What to Eat (or Not) When Your Stomach Hurts", www.webmd.com,14-5-2019، Retrieved 17-8-2020. Edited.
- ↑ "BRAT Diet: Recovering From an Upset Stomach", www.familydoctor.org,14-3-2017، Retrieved 17-8-2020. Edited.
- ↑ Abby Norman (24-1-2020), "What to Eat if You Have Gastritis"، www.verywellhealth.com, Retrieved 17-8-2020. Edited.
- ↑ Erica Julson (16-5-2018), "The 12 Best Foods for an Upset Stomach"، www.healthline.com, Retrieved 17-8-2020. Edited.