أشعار وقصائد قصيرة

كتابة - آخر تحديث: ٢٢:٤٦ ، ١٧ مارس ٢٠١٩
أشعار وقصائد قصيرة

قصيدة رويدك أيها الملك الجليل

  • يقول المتنبي:

رُوَيدَكَ أَيُّها المَلِكُ الجَليلُ

تَأَنَّ وَعُدَّهُ مِمّا تُنيلُ

وَجودَكَ بِالمُقامِ وَلَو قَليلاً

فَما فيما تَجودُ بِهِ قَليلُ

لِأَكبِتَ حاسِداً وَأَرى عَدُوّاً

كَأَنَّهُما وَداعُكَ وَالرَحيلُ

وَيَهدَأَ ذا السَحابُ فَقَد شَكَكنا

أَتَغلِبُ أَم حَياهُ لَكُم قَبيلُ

وَكُنتُ أَعيبُ عَذلاً في سَماحٍ

فَها أَنا في السَماحِ لَهُ عَذولُ

وَما أَخشى نُبوَّكَ عَن طَريقٍ

وَسَيفُ الدَولَةِ الماضي الصَقيلُ

وَكُلُّ شَواةِ غِطريفٍ تَمَنّى

لِسَيرِكَ أَنَّ مَفرِقَها السَبيلُ

وَمِثلِ العَمقِ مَملوءٍ دِماءً

جَرَت بِكَ في مَجاريهِ الخُيولُ

إِذا اِعتادَ الفَتى خَوضَ المَنايا

فَأَهوَنُ ما يَمُرُّ بِهِ الوُحولُ

وَمَن أَمَرَ الحُصونَ فَما عَصَتهُ

أَطاعَتهُ الحُزونَةُ وَالسُهولُ

أَتَخفِرُ كُلَّ مَن رَمَتِ اللَيالي

وَتُنشِرُ كُلَّ مَن دَفَنَ الخُمولُ

وَنَدعوكَ الحُسامَ وَهَل حُسامٌ

يَعيشُ بِهِ مِنَ المَوتِ القَتيلُ

وَما لِلسَيفِ إِلّا القَطعَ فِعلٌ

وَأَنتَ القاطِعُ البَرُّ الوَصولُ

وَأَنتَ الفارِسُ القَوّالُ صَبراً

وَقَد فَنِيَ التَكَلُّمُ وَالصَهيلُ

يَحيدُ الرُمحُ عَنكَ وَفيهِ قَصدٌ

وَيَقصُرُ أَن يَنالَ وَفيهِ طولُ

فَلَو قَدَرَ السِنانُ عَلى لِسانٍ

لَقالَ لَكَ السِنانُ كَما أَقولُ

وَلَو جازَ الخُلودُ خَلَدتَ فَرداً

وَلَكِن لَيسَ لِلدُنيا خَليلُ


قصيدة مرحبا بالفتى العظيم الشان

  • يقول أحمد شوقي:

مرحبا بالفتى العظيم الشان

سيد الكل من بنى الألمان

وارث النسر للسلام جناحا

ه وللحرب ذانك المِخلبان

يخطف النصر في وجوه السرايا

زاهدا في غنائم العقبان

مصر من نوركم ونور اخيكم

قد مشى فوق أرضها الفرقدان

أنت في كل بلدة تتجلى

وأبوك العظيم ملء الزمان

مظهر الشمس في الوجود علوا

ونشاط الأفلاك في الدوران

عالم شاعر حكيم خطيب

ماله فوق منبر العصر ثاني

ما نسينا وقوفه بصلاح ال

دين والعالمون في نسيان

كلمات قد زادت القبر طيبا

فوق طيب العظام والأكفان

وإذا القلب كان سمحا كريما

ظهرت طيباته في اللسان

والمروءات عند أربابها فو

ق اختلاف الآراء والأديان

قف برمسيس إنه كصلاح ال

دين أهل لذلك الإحسان

قل له يا أبا الملوك هل العي

ش وإن طال غير بضع ثوان

قم فعظنا فهذه هامة أبن ال

شمس اين النحاس والتاجان

ونعم هذه يمينك لكن

حيل بين اليمين والصولجان

وتأمل على الصعيد بقايا

دولة فوق دولة الرومان

قهرت أربعين شعبا إلى أن

قبرتها طوارق الحدثان

يا ابن غليوم يوم ترجع بر

لين ويصغى لقولك الوالدان

قل لمولاك يا أبي ومليكي

مصر أم الشعوب ذات الحنان

منهل العالمين من كل جنس

وخِوان لكل قاصٍ دانى


قصيدة محمد أشرف الأعراب والعجم

  • يقول البوصيري:

مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ

مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ

مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعَةً

مُحَمَّدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَرَمِ

مُحَمَّدٌ تاجُ رُسْلٍ اللهِ قاطِبَةً

مُحَمَّدٌ صادِقُ الأٌقْوَالِ والكَلِمِ

مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ

مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَمِ

مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ

مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَلْ نُوراً مِنَ القِدَمِ

مُحَمَّدٌ حاكِمٌ بالعَدْلِ ذُو شَرَفٍ

مُحَمَّدٌ مَعْدِنُ الإنْعامِ وَالحِكَمِ

مُحَمَّدٌ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ مُضَرٍ

مُحَمَّدٌ خَيْرُ رُسْلِ اللهِ كُلِّهِمِ

مُحَمَّدٌ دِينُهُ حَقَّ النَّذِرُ بِهِ

مُحَمَّدٌ مُجْمَلٌ حَقَاً عَلَى عَلَمِ

مُحَمَّدٌ ذِكْرُهُ رُوحٌ لأَنْفُسِنَا

مُحَمَّدٌ شُكْرُهُ فَرْضٌ عَلَى الأُمَمِ

مُحَمَّدٌ زِينَةُ الدُّنْيَا ومُهْجَتُها

مُحَمَّدٌ كاشِفُ الغُمَّاتِ وَالظُّلَمِ

مُحَمَّدٌ سَيِّدٌ طابَتْ مناقِبُهُ

مُحَمَّدٌ صاغَهُ الرَّحْمنُ بِالنِّعَمِ

مُحَمَّدٌ صَفْوَةُ البارِي وخِيرَتُهُ

مُحَمَّدٌ طاهِرٌ ساتِرُ التُّهَمِ

مُحَمَّدٌ ضاحِكٌ لِلضَّيْفِ مَكْرُمَةً

مُحَمَّدٌ جارُهُ واللهِ لَمْ يُضَمِ

مُحَمَّدٌ طابَتِ الدُّنيا ببِعْثَتِهِ

مُحَمَّدٌ جاءَ بالآياتِ والْحِكَمِ

مُحَمَّدٌ يَوْمَ بَعْثِ النَّاسِ شَافِعُنَا

مُحَمَّدٌ نُورُهُ الهادِي مِنَ الظُّلَمِ

مُحَمَّدٌ

مُحَمَّدٌ خَاتِمَ لِلرُّسْلِ كُلِّهِمِ


قصيدة حتى متى أنا صابر يا هاجر

  • يقول الشاب الظريف:

حَتّى مَتَى أَنا صَابرٌ يا هَاجِرُ

أَترى لهذَا الهَجْرِ عِنْدَك آخِرُ

ما كُنْتُ لَوْلا نَظْمُ ثَغْرِكَ نَاظِماً

وَبوَصْفِ ثَغْرِكَ صَحَّ أنِّيَ شاعِرُ

وَلَقدْ عَلاني لاِحْمِرَارِ خُدُودهِ

فَرْطُ اصْفِرارٍ حَارَ مِنْهُ النّاظِرُ

فَاعْجَبْ لَهُ عَرَضاً يَقُومُ بِذَاتِهِ

إذْ لَيْسَ لي جَسَدٌ بِسُقْمِيَ ظاهِرُ

قَلْبي إليْكَ يَميلُ طَبْعاً في الهَوى

فإِلامَ يُثْنيهِ العَذُولُ القاسِرُ

وَلَقَدْ عَهِدْتُ النارَ شِيمَتُها الهُدى

وَبنارِ خَدِّكَ كُلُّ قَلْبٍ حَائِرُ

لا تَخْشَ مِنْ نَارٍ بِخَدِّكَ أُضْرِمَتْ

فالبَدْرُ لِلْفَلَكِ الأَثِيرِ مُجَاوِرُ


قصيدة أقلب قلبي شوقا إليه

  • يقول الشاب الظريف:

أُقَلّبُ قَلْبيَ شَوْقاً إليْهِ

وَأَذرْي عَلَيْه دُمُوعاً غِزَارا

وَأَرْعَى الكَواكِبَ أَنَّى سَرَيْنَ

وَأَرْقبُ بَدْرَ الدُّجى حَيْثُ سَارا

وَألغَيْتُ مِنْ نَاظِريَّ السُّهادَ

وَأَلَقَيْتُ في القَلْبِ نُوراً ونَارا

إليكُمُ خَمْرَكُمْ عنِّي مَع الوَتَرِ

لَيْسَ المُدامةُ والأَلحانُ مِنْ وَطَري

فَما يَقرُّ سُرورٌ عِنْدَ ذي حُزْنٍ

ولا يَسرُّ قَرارٌ عِنْدَ ذِي فِكَرِ

لَوْ أنَّ بِالأُفْقِ ما لاقَيْتُ مِنْ حُرقٍ

إذاً لَفرَّق شَمْلَ الأَنْجُمِ الزُّهرِ

إنْ رُمتْمُوني نَدِيما فَارْفَعُوا كَمَدِي

واسْتَنْجِدوا جَلدي واسْتَوْقِفُوا سَهَري

لا أَسْتَلِذُّ كؤُوسَ الخَمْرِ دائرةً

حَتّى أَرى كَأْسَ خَمْرِ الهَجْرِ لَمْ يَدُرِ


قصيدة كم لنا من عجيبة

  • يقول أحمد شوقي:

كم لنا من عجيبة

طى هذى البسيطةِ

أمم قد تغيرت

وبلاد تولتِ

وبحار تحوّلت

من مكان لبقعة

ثم نابت جزيرة

عندها عن جزيرة

حدّثينا حديثهم

وصِفى القوم وانعتي

دول قد تصرمت

دولة إثر دولة

وقرون تلاحقت

وعصور تقضت

ذهب الدهر كله

بين يوم وليلة


قصيدة كم مر بي فيك عيش لست أذكره

  • يقول حافظ ابراهيم:

كَم مَرَّ بي فيكِ عَيشٌ لَستُ أَذكُرُهُ

وَمَرَّ بي فيكِ عَيشٌ لَستُ أَنساهُ

وَدَّعتُ فيكِ بَقايا ما عَلِقتُ بِهِ

مِنَ الشَبابِ وَما وَدَّعتُ ذِكراهُ

أَهفو إِلَيهِ عَلى ما أَقرَحَت كَبِدي

مِنَ التَباريحِ أولاهُ وَأُخراهُ

لَبِستُهُ وَدُموعُ العَينِ طَيِّعَةٌ

وَالنَفسُ جَيّاشَةٌ وَالقَلبُ أَوّاهُ

فَكانَ عَوني عَلى وَجدٍ أُكابِدُهُ

وَمُرِّ عَيشٍ عَلى العِلّاتِ أَلقاهُ

إِن خانَ وُدّي صَديقٌ كُنتُ أَصحَبُهُ

أَو خانَ عَهدي حَبيبٌ كُنتُ أَهواهُ

قَد أَرخَصَ الدَمعَ يَنبوعُ الغَناءِ بِهِ

وا لَهفَتي وَنُضوبُ الشَيبِ أَغلاهُ

كَم رَوَّحَ الدَمعُ عَن قَلبي وَكَم غَسَلَت

مِنهُ السَوابِقُ حُزناً في حَناياهُ

لَم أَدرِ ما يَدُهُ حَتّى تَرَشَّفَهُ

فَمُ المَشيبِ عَلى رَغمي فَأَفناهُ

قالوا تَحَرَّرتَ مِن قَيدِ المِلاحِ فَعِش

حُرّاً فَفي الأَسرِ ذُلٌّ كُنتَ تَأباهُ

فَقُلتُ يا لَيتَهُ دامَت صَرامَتُهُ

ما كانَ أَرفَقُهُ عِندي وَأَحناهُ

بُدِّلتُ مِنهُ بِقَيدٍ لَستُ أُفلَتُهُ

وَكَيفَ أُفلَتُ قَيداً صاغَهُ اللَهُ

أَسرى الصَبابَةِ أَحياءٌ وَإِن جَهِدوا

أَمّا المَشيبُ فَفي الأَمواتِ أَسراهُ
472 مشاهدة