يحتاج الإنسان إلى الغذاء لكي يحافظ على إستمرار حياته و يحافظ على تطوره و تقدمه الذهني و الجسدي ، و يمكن أن نقسم إحتياجات الإنسان في الحياة إلى ثلاثة أقسام : أولها البدنية ، و فيها يحتاج الإنسان إلى العناصر اللازمة لتوفير الحياة له ، فهو يحتاج إلى الغذاء الصحي الذي يحتوي على المعادن ، و البروتينات ، و الألياف ، و الدهون ، و غير ذلك من المواد الغذائية التي يجدها الشخص في الطعام و المياه . و ثاني تلك الإحتياجات من الغذاء هو الغذاء العقلي ، و به يحافظ الإنسان على تفكيره و نشاطه الذهني و الإبداعي الذي يمكنه من العمل بشكل مستقل ، و تفادي الأخطار ، و الإبداع قي إيجاد الطرق التي يمكن أن يغذي بها بدنه و يوفيه إحتياجاته و يشبع مشاعره أيضاً . و ثالث تلك الإحتياجات هو الإحتياج إلى الغذاء الروحي ، و يكون عن طريق العمل على تسامي المشاعر و الأفكار ، و الشعور بالقدرة الإلهية ، و التدين الذي يحتاجه الإنسان ليشعر بالطمأنينة في الحياة ، و يمكن لبعض الأشخاص أن يجدوا ذلك في المناظر الطبيعية و الهدوءو السكينة التي تمنحها الطبيعة ، أو في الموسيقى التي يبدعها الغير أو يقومون هم بإبداعها ، أو في الرسم و اللحوات الفنية ، و غير ذلك من الطرق الدنيوية منها و الصوفية .
من الواضح في ذكر الثلاث عناصر السابقة إرتباطهم معاً بشئ واحد ، و ما يجمع هؤلاء هو الإنسان ، و بما أن موضوعنا عن الغذاء العقلي سوف نركز إهتمامنا على المدخلات التي يمكن أن تغذي العقل ، لكي تؤدي إلى ظهرو مخرجات إبداعية و بدنية و روحية جديدة تجعل من افنسان شخص أفضل و تسهم في تطوّره و رقيّه .
بداية فإن أهم غذاء للعقل هو القراءة ، و القراءة يجب أن تكون عادة و هواية لدى الشخص ، و أن يقرأ في جميع المجالات الفنية و العلمية قدر الإستطاعة ، حيث يجعله ذلك على دراية أوسع بالعالم من حوله ، و يجعله شخص واثق من نفسه و من معلوماته عند الدخول في أي حديث . كذلك يمكن تنمية العقل بالتدريبات الذهنية التي تعتمد على تنمية مهارات معينة لدى الإنسان ، فهناك بعض التمارين مخصصة لتنمية التركيز ، و هناك تمارين لقوة الملاحظة . و هناك تمارين لزيادة سرعة استرجاع المعلومات . و كل تلك الأشياء تعتبر من الأشياء التي تغذي العقل بشكل كبير و تجعله في حالة جيدة دائماً .