سورة ص
أنزلَ الله سبحانه وتعالى القرآنَ الكريم على أفضل المرسلين نبيّه محمّد -صلى الله عليه وسلّم- لهدايةِ الناس إلى طريق الحقّ والخير وإبعادهم عن طريق الشرّ والكفر، ففي تلاوته سكينةٌ للقلب وهدوءٌ للجوراح، وعصمة للرقاب من النار، ويحتوي القرآنُ الكريم على مئة وأربعِ عشرةَ سورة، ولكلّ سورة منه سببٌ وفضلٌ لنزولِها، وفي هذا المقال سوف نتناولُ الحديثَ عن فضل سورة ص، وأسباب نزولها.
سورة ص سورة مكيّة نزلتْ على النبيّ محمد –صلى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرمة، عدد آياتها 88 آيةً، وتأخذُ الترتيبَ الثامن والثلاثين بين سور القرآن، وقد سمّيت بهذا الاسم؛ لأنّها بدأتْ بالقسم، وقد تناولتْ هذ السورة الحديث عن قضيّة الوقوع في الخطأ وعواقبه، وكذلك تتحدّث عن ثلاثة أنبياء الذين ظنوا بأنّهم أتخذوا قراراتٍ بعيدةً عن الحق، ثمّ استسلموا وعادوا إلى الحقّ، ثم تحدثتِ السورة عن نموذج عكسيّ، وهو إبليس الذي رفض الاستسلامَ بعدما عرفَ عن الحقّ وعدلَ عنه.
فضل سورة ص
لقراءةِ سورة ص فضلٌ كبير على المسلم، حيث تُكتبُ لمن قرأها حسناتٌ بوزن الجبال، وفيها عصم للرقاب من النار، ومغفرة للذنوب والخطايا والمعاصي التي يقع بها الإنسان، كما في حديث أبي الواهي عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم: (مَن قرأَ سورةَ ص كانَ له بوزن كلّ جبلٍ سخّره الله لداود عشرُ حسنات، وعُصِم أَن يُصرّ على ذنب صغير أَو كبير).
مضمون السورة
تبيّنُ السورة تعجّبَ الكفار من نبوّة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، ووصف المنكرين والمكذبين رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بالافتراء والاختلاق، وظهور أحوال يوم القضاء، واختصاص الله تعالى بملك السماء والأرض، وقصّة سليمان في حديث الملك، وعجائب حديث داود، وذكر أيّوب في الشفاء، والابتلاء، وحكاية أحوال ساكني الجنة، وتخصيص إبراهيم وأولاده، وعجز حال الأشقياء في سقر ولظى، وواقعة إبليس مع حوّاء وآدم، وتهديد الكفار على افترائهم وتكذيبهم على النبيّ -عليه الصلاة والسّلام-، قال تعالى: (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ*وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ)، [ص: آية 87-88].
سبب نزول السورة
نزلتْ هذه السورة عندما مرض أبو طالب، فجاءته قريش وجاءه رسول الله، فشكوه إلى أبي طالب، فقال له يا ابن أخي ماذا تريدُ من قومك؟ قال له يا عمّ إنمّا أريدُ منهم كلمة تدينُ لهم بها العرب، كلمة واحدة، ثمّ سأله أبو طالب ما هي؟ قال: لا إله إلا الله، ثمّ نزل هذه الآيات الكريمة.