ما قيل عن الشعر

كتابة - آخر تحديث: ١٧:٠٨ ، ٣ يونيو ٢٠١٩
ما قيل عن الشعر

الشعر

الشعر هو ذلك الكلام الموزون لحناً، العذب لغة، لا يتقنه إلّا قلة قليلة حباها الله بهذه الموهبة الفذة، فالشعراء الحقيقيون قليلون في هذه الحياة، فالشعر هو كالمرأة يعكس واقع حياتنا، فنجد الشعر عن الحب، والحرب، والفرح، والحزن، والسعادة، والانتصار، والهزيمة، إننا نجد بالشعر ترجمة لكل الأحاسيس العصية على البوح، فقد أحضرنا لكم باقة عن أجمل ما قيل عن الشعر.


ما قيل عن الشعر

  • الشعر موهبة ومثابرة لصقل تلك المنحة الإلهية.. الشعر مناجاة الروح للروح.. وأشياء أخرى.
  • الشعر صناعة لغوية.. للتعبير عن ذواتنا.. عن إنسانيتنا.. وأحلامنا التائهة.
  • إنّ صوغ الشعر جزء من الأحلام، والشاعر لا بدّ أنّه حالم.
  • الأوزان والقافية مهمان للشعر، لكنهما يستعملان بحذر، فإذا جاءت القافية- الموسيقى- بشكل عفوي كان بها، وإلا فلا ضرورة برأيي أن نضحي بالمعنى أو الصورة من أجل الوزن.
  • القارئ وحده هو الذي يقرر كيف يفسر أو يفهم المعاني في القصيدة، و لا مبرر لأن يحاول الشاعر تفسير كل شيء، فتتحول القصيدة إلى موعظة أو نص إرشادي ممل، الشعر احترام لذكاء القراء وأذواقهم ويجب ترك مجال واسع لهم للتأويل.
  • مصادر الفكرة في الشعر متعددة، وهي وسائل الإلهام تأتي من الواقع، من الملاحظات أو المشاهدات اليومية، من الناس والأشياء الجميلة وغير الجميلة.
  • ما هو الشعر إن لم يكن مصدره ذلك اللغز العذب الذي يسمونه إلهاماً؟ وما هو الشعر إن لم يكن فناً كسائر الفنون .. لا يكون فناً بغير الجمال .. الذي يجذب حواس الإنسان.. إن تبقى لديه شيء منها.
  • الشعر جمال وغموض محبب يبعث النشوة في القلوب.. شلال يتدفق من مشاعر الإنسان حين يحدث ذلك التفاعل الغريب المفاجئ بين عناصر الطبيعة وعناصر الإنسان وعناصر اللغة.
  • الشعر محتوى والشعر شكل يتفاعلان فيخرج منهما سيمفونيات لغوية وأدبية وفنية رائعة تعبر عن ذكاء الإنسان وتميزه عن باقي المخلوقات.


أبيات شعرية عن الشعر

قصيدة أعرني لساناً أيها الشعر للشكر

قصيدة أعرني لساناً أيها الشعر للشكر للشاعر معروف الرصافي، اسمه معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي وهو شاعر وأديب عراقي الأصل ولد عام 1294 هجرياً في مدينة بغداد وترعرع بالرصافة، وقد عمل الشاعر معروف الرصافي في تدريس اللغة العربية، وللشاعر معروف الرصافي العديد من الدواوين والكتب منها: ديوان الرصافي، وكتاب دفع الهجنة، ومحاضرات في الأدب العربي وغيرها الكثير، وقد توفي الشاعر معروف الرصافي ببيته في الأعظمية ببغداد عام 1364 هجرياً.

أعرني لساناً أيها الشعر للشكر

وان تطق شكراً فلا كنت من شعر

وجئني بنور الشمس والبدرِ كي أرى

بمَعْناك نور الشمس يُشرق والبدر

وحُم حول أزهار الرياض تطيبا

بها مثلما حام الفراش على الزهر

وقم في مقام الشكر وانشر لواءهُ

برأس عمودٍ خذه من غرة الفجر

فإن لبيروت حقوقاً جليلة

على َّ فنب يا شعر عنيَ في الشكر

فإني ببيروت أقمتُ لياليا

وربَك لم أحسب سواهن من عمري

وقضيتُ أياماً إذا ما ذكرتها

غفرت الذنوب الماضيات من الدهر

لئن تك في بغداد يا دهر مذنباً

على ففي بيروتَ كم لك من عذر

قرأت بها درسَ المكارمِ مُعجبا

بكل كبير النفس ذي خُلق حر

فكنت بها من باذخ العز في الذرى

ومن سرواتِ القوم في أنجم زهر

وداعاً وداعاً ايها القوم انني

مُفارقكم لا عن صدود ولا هجر

لئن ازف الترحال عنكم فان بي

إليكم لأشوَاقا أحر من الجمر

اودعكم والشوق بالصبر فاتك

كفتك الملوكِ المستبدين بالأمر

أحبكم قلبي اعترافا بفضلكم

وانكر في يوم النوى حكمة الصبر

ولا غرو ان اكرمتم الضيف شيمة ً

توارثتُموها عن جُدود لكم غر

ألستم من العرب الألى طار صيتهم

إلى حيثَ يَبقَى تحته طائر النسر

اعاريب نهاضون في طلب العلى

غطاريف سباقون في حلبة الفخر

سأذكركم ذكر المحبِّ حبيبه

وأشكركم شكر الجدوب ندى القطر

فلا تحرِموني من رضاكم فإنني

اليكم اليكم ما حييت لذو فقر


قصيدة وما الشعر إلا خطبة من مؤلف

قصيدة وَمَا الشِّعْرُ إِلاَّ خُطْبَة ٌ مِنْ مُؤَلِّفٍ للشاعر الأحوص، اسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم الأنصاري، وهو من شعراء العصر الإسلامي وقد كان يلقب بالأحوص بسبب وجود ضيق في عينه، وقد كان الأحوص مشهور بالهجاء، وصافي الديباجة، والأحوص من سكان المدينة المنورة وقد عاصر كل من جرير والفرزدق.

وَمَا الشِّعْرُ إِلاَّ خُطْبَة ٌ مِنْ مُؤَلِّفٍ

بمنطقِ حقٍّ أوْ بمنطقِ باطلِ

فلا تقبلنْ إلاَّ الَّذي وافقَ الرِّضا

ولا ترجعنّا كالنِّساءِ الأراملِ

رَأَيْنَاكَ لَمْ تَعْدِلْ عَنِ الحَقِّ يَمْنَة ً

وَلاَ يَسْرَة ً فِعْلَ الظَّلُومِ المُجَادِلِ

وَلَكِنْ أَخَذْتَ القَصْدَ جُهْدَكَ كُلَّهُ

وَتَقْفُو مِثَالَ الصَّالِحِينَ الأَوَائِلِ

فَقُلْنَا، وَلَمْ نَكْذِبْ، بِمَا قَدْ بَدَا لَنَا

ومنْ ذا يردُّ الحقَّ منْ قولِ عاذلِ

ومنْ ذا يردُّ السَّهمَ بعدَ مروقهِ

على فوقهِ إنْ عارَ منْ نزعِ نابلِ

وَلَوْلاَ الَّذِي قَدْ عَوَّدَتْنَا خَلاَئِفٌ

غَطَارِيفُ كَانَتْ كَالُّليُوثِ البَوَاسِلِ

لَمَا وَخَدَتْ شهْراً بِرَحْلِيَ جَسْرَة ٌ

تَفُلُّ مُتُونَ البِيدِ بَيْنَ الرَّواحِلِ

وَلَكِنْ رَجَوْنَا مِنْكَ مِثْلَ الَّذِي بِهِ

صُرِفْنَا قَدِيماً مِنْ ذَوِيكَ الأَفَاضِلِ

فإنْ لمْ يكنْ للشَّعرِ عندكَ موضعٌ

وَإِنْ كَانَ مِثْلَ الدُّرِّ مِنْ قَوْلِ قَائِلِ

وكانَ مصيباً صادقاً لا يعيبهُ

سِوَى أَنَّهُ يُبْنَى بِنَاءَ المَنَازِلِ

فإنّ لنا قربى ، ومحضَ مودَّة ٍ

وَمِيرَاثَ آبَاءِ مَشَوْا بِالمَنَاصِلِ

فَزَادُوا عَدُوَّ السَّلْم عَنْ عُقْرِ دَارِهِمِ

وأرسوا عمودَ الدِّينِ بعدَ تسايلِ

فَقْبلَكَ مَا أَعْطَى الهُنَيْدَة َ جِلَّة ً

عَلَى الشِّعْرِ كَعْباً مِنْ سَدِيسٍ وَبَازِلِ

رَسُولُ الإِلهِ المُصْطَفَى بِنُبوَّة ٍ

عَلَيْهِ سَلامٌ بِالضُّحَى وَکلأَصَائِلِ

فَكُلُّ الَّذِي عَدَّدْتُ يَكْفِيكَ بَعْضُهُ

وَنَيْلُكَ خَيْرٌ مِنْ بُحُورِ السَّوَائِلِ

إِذَا نَالَ لَمْ يَفْرَحْ وَلَيْسَ لِنَكْبَة ٍ

إذا حدثتْ بالخاضعِ المتضائلِ


خواطر عن الشعر

الخاطرة الأولى:

إنّ الشعر ابتعاد عن عالم الواقع وهروب إلى الخيال الجميل.. عالم الأحلام والتأملات وتحقيق كل شيء في عالم اللاشيء.. جرب أن تغمض عينيك لحظات، وتنسم عبير الزهور في الحديقة، أو ربما حاول لمس بتلات الأزهار (ولا تحاول قطفها إذا سمحت).. اعمل كل ذلك ثمّ تناول قلماً واكتب أيّ شيء يأتي على الخاطر .. فيكون ما كتبته شعراً.


الخاطرة الثانية:

ما هو الشعر إن لم يكن لإثارة الأحاسيس الناعمة لدى كاتبه أو سامعه أو قارئه على حدّ سواء؟ ما هو الشعر إن لم يكن ذاك الشعور الفياض الذي يداعب عيون وآذان وعقول ووجدان البشر .. ليس كل البشر وإنّما فقط أولئك الذين يملكون حظاً من الحس الموسيقي .. والحس اللغوي .. والقلوب التي تتوق لتذوق الجمال في مخلوقات الله.


الخاطرة الثالثة:

ولا يمكن في رأيي أن يكون الشعر شعراً إذا كان مباشراً ودقيقاً وصريحاً كقطعة مأخوذة من كتاب فيزياء.. لا يمكن أن يكون الشعر شعراً إلّا إذا رافقه شعور بالاكتشاف.. وشعور بالحقيقة.. و لا يمكن أن يكون الشعر شعراً إلّا إذا كان مدعوماً بوعي بواقع العالم ونظرة معينة للأشياء.. أو ربما ما نسميه ثقافة.


الخاطرة الرابعة:

الشعر والجمال والمتعة.. طاقة إبداعية خلاقة.. تتجلى فيها النفس ويكافئ الإنسان نفسه بما يقول أو يكتب لا يهمه ما يقوله الآخرون من نقد أو إطراء.. إنّه مكافأة للذات.. من عناء العمل.. أو قل هروباً من أوقات الملل والرتابة.. وممارسة لصنع الكلمات الجميلة تنطق بالمشاعر الإنسانية الصادقة.. ولا أقصد هنا الشعر الذي يكتب تكسباً للمال أو الشهرة.. أو نفاقاً.. من نوع ما.


رسائل عن الشعر

الرسالة الأولى:

في الشعر وصف..

وفي الشعر سخرية..

وفي الشعر نقد..

وفي الشعر خواطر وتأملات..


الرسالة الثانية:

الشعر للعيون الجميلة..

ولابتسامات الأطفال..

ولألوان الطبيعة بأشكالها المتعددة..

الشعر للمعاناة.. للانتظار..

للموعد الذي نتعذب انتظاراً له..

وللشوق في القلوب العطشى..


الرسالة الثالثة:

الشعر ألحان وآلام.. ومواويل..

وخواطر تنتظم في أسطر بطريقة معينة..

فيها الحساسية للأشياء..

والعمق في فهم الأمور..

653 مشاهدة