على امتداد التاريخ كانت منطقة خراسان منطقةً واسعةً جداً من الناحية الجغرافيّة؛ حيث كانت تتضمّن أجزاءً متنوّعةً وواسعةً من أفغانستان (الشمال الغربي)، وتركمنستان، بالإضافة إلى خراسان الحاليّة (مقاطعة خراسان. أمّا مقاطعة خراسان الحالية؛ فهي التي تقع في الشرق من إيران، وهي منطقة أصغر من الناحية الجغرافيّة القديمة التي كانت موجودةً فيما مضى.
في خراسان هناك العديد من الأصول والأعراق؛ فعلى أرض خراسان كان هناك الفرس والبلوش والبشتون، بالإضافة إلى الترك في الشمال، وقبل أن ينتشر الإسلام في هذه الأرض، كانت خراسان هي المركز الّذي احتضن الديانة المجوسيّة، خاصّةً في منطقة أفغانستان ( بلخ تحديداً )، وعندما استقرّ الإسلام في هذه المنطقة وانتشر فيها كما في باقي المناطق المختلفة، دخل الخرسانيّون في هذا الدين الجديد، وكانوا يتبعون المذهب الشافعي، وبعضهم كان حنفيّاً، وهؤلاء كلهم من أهل السنّة والجماعة.
محافظات خراسان
خراسان الحاليّة والتي تقع في الشمال الشرقي الإيراني، قسمت إلى ثلاثة أقسام (محافظات ) رئيسيّة، وهي: خراسان الشماليّة، وخراسان الجنوبيّة، وخراسان رضوي، أمّا خراسان الشمالية فهي تقع في واحدة من المحافظات الواحدة والثلاثين في إيران، والتي يشكّل الفرس فيها نصف عدد السكّان تقريباً ( 50 % )، أمّا التركمان فيشكّلون ثلث السكّان تقريباً ( 30 % )، في حين يشكّل الأكراد الخمس تقريباً ( 20 % ). عاصمة محافظة خراسان الشماليّة هي بجنورد، وفيها العديد من المدن المتعدّدة والّتي منها: اسفارين، وشيروان، وجاجرم، وسملقان، ومانة، وفاروج. في الوقت الّتي تعدّ فيه بيرجند عاصمة خراسان الجنوبيّة. أمّا خراسان رضوي فعاصمتها هي مشهد، أمّا المركز الثقافي لهذه المحافظة الإيرانيّة الهامة فهي مدينة نيسابور، وإجمالي مساحتها تقدّر تقريباً بحوالي 120 ألف كيلو متراً مربّعاً، أمّا عدد سكّانها فيقدّر بحوالي ستّة ملايين.
وممّا سبق نستنتج أنّه تمّ تقسيم محافظة خراسان إلى ثلاث محافظات كما ذكرنا، وذلك في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر. ومن أبرز المدن في هذه الدولة هي كاشمر والجنابذ وتربت جام وتايباد وغيرها العديد من المدن الأخرى. وبذلك نكون قد تحدّثنا عن هذه المنطقة وموقعها الهام ومحافظاتها الّتي كان لها دور بارز في العديد من المجالات.
