محتويات
صفات الله سبحانه وتعالى
أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نسأل الله علماً نافعاً؛ حيث قال في حديثٍ رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "سلوا الله علماً نافعاً، وتعوّذوا بالله من علمٍ لا ينفع". أنفع العلوم هي من عرَّفت العبد بربه وقرّبته إليه، ومنها علم التوحيد الذي يؤكّد على وحدانية الله عزّ وجل، ويُعرّفنا بصفاته الجلالية والجمالية.
الفرق بين أسماء الله وصفاته
قبل الحديث عن صفات الله والخوض بها يجب أن نميّز أولاً بين صفات الله وأسمائه، فما يميز الاسم عن الصفة والصفة عن الاسم أنّ الأسماء تشتقّ منها الصفات، أمّا الصفات فلا تشتق منها الأسماء، مثال: يشتق من اسم الله العظيم صفة العظمة لكننا لا نستطيع أن نشتق مثلاً صفة المكر اسم الماكر، فالأسماء تدل على ذات الله، أمّا صفاته فهي نعوت؛ فالمغفرة ليست هي الله بل من صفاته سبحانه.
صفات الله تعالى وعددها
رجّح بعض علماء الدين أنّ صفات الله سبحانه وتعالى تجتمع في ثلاث عشرة صفة وهي: الوجود، والوحدانية، والعدم، والبقاء، والقيام بالنفس، والقدرة، والإرادة، والعلم، والسمع، والبصر، والحياة، والكلام، والمخالفة للحوادث.
أنواع الصفات
تقسم صفات الله تعالى إلى ثلاثة أقسام، وكلّ قسمٍ قُسِّم إلى نوعين:
- القسم الأول باعتبار إثباتها ونفيها، له نوعان من الصفات، صفات ثبوتية: وهي صفات أثبتها الله سبحانه لنفسه، أو أثبتها له الرسول صلى الله عليه وسلم وهي صفات المدح والكمال كالنُزُول واليد...وعلى هذا النحو، وصفات سلبية؛ وهي الصفات التي نفاها الله جلَّ شأنه عن نفسه، أو نفاها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي صفات تتمثل بالنقص؛ كالموت والظلم.
- القسم الثاني باعتبار تعلّقها بذات الله وأفعاله؛ وله نوعان: صفات ذاتية: وهي الصفات التي لا يزال الله تعالى متّصفاً بها؛ كالقدرة، والعلم، والسمع والبصر... وهي نوعان، لازمة: كالنزول والإتيان، ومتعدية: كالعطاء، أمّا الصفات الفعلية وما يَنشأ عنها من أقوال وأفعال تسمى صفات أفعال، مثال: كلام الله سبحانه وتعالى باعتبار أصله، ونوعه صفة ذات، وباعتبار آحاد الكلام وأفراده صفة فعل.
- القسم الثالث باعتبار ثبوتها وأدلتها له أيضاً نوعان: صفات خبرية: وهي الصفات التي تثبت عن طريق السمع والخبر عن الله تعالى أو عن رسوله الكريم، وتكون ذاتية؛ كالوجه واليدين، وفعلية؛ كالضحك، وصفات سمعية عقلية: وهي الصفات التي يشترك في إثباتها الدليل السمعي والعقلي، وتكون ذاتية كالحياة، وقد تكون فعلية؛ كالعطاء.