الطلاق
الطلاق هو انفصال الأزواج عن بعضهم البعض، وفض عقد النكاح بينهما نتيجة العديد من الأسباب كوجود الخلافات والمشاكل المستمرة، أو قيام أحد الأطراف بأعمالٍ منافيةٍ للأخلاق والدين، أو الإصابة بمرضٍ معين، وغيرها، ويكون ذلك عن طريق تلفظ الزوج بعبارة أنت طالق أمام زوجته، أو أمام القاضي، أو حتى أمام جمعٍ من الناس في غياب الزوجة، إلا أنّه في بعض الأحيان يكون الحلف بيمين الطلاق صادراً عن الغضب، أو المزح، وفي هذا المقال سنعرفكم على أحكام كفارة هذا اليمين.
كفارة يمين الطلاق
قبل التطرق إلى كفارة هذا اليمين، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الطلاق من الأمور التي تترتب عليها العديد من العواقب الوخيمة على الأزواج، والأبناء إن وجدوا، لذلك على الرجل أن لا يتلفظ به على سبيل المزاح، أو بسبب الغضب، ففي ذلك تلاعبٌ واستخفافٌ في أحكام الله سبحانه وتعالى، ومخالفةٌ لسنة نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام.
إن تلفظ الرجل بعبارة "إذا قمت بهذا الأمر، فأنتِ طالق"، أو ما يشبهها من العبارات المشروطة، يعرف باسم "الطلاق المعلّق"، حيث أجاز بعض الفقهاء والعلماء في الشرع وقوع الطلاق إذا ما تحقّق الشرط، أي أنّ الزوجة لن تبقى في عصمة زوجها.
من ناحيةٍ أخرى كان هناك بعض العلماء، والفقهاء أمثال ابن تيمية، أجمعوا على أنّ هذا النوع من الطلاق فيه تفصيل، أي أنّ الأمر يرجع إلى نية الرجل، فإن كان مقصده هو التخويف، والتهديد، أو التكذيب، فلن يقع الطلاق، وبالتالي عليه أن يكفّر على يمينه عند الحنث، أمّا إذا كانت نيته هي وقوع الطلاق، ففي هذه الحالة لن تبقى الزوجة على عصمته، وسيكون حكمها طلقةً واحدة.
من الجدير بالذكر أنّ الطلاق هو من الأمور التي يستوي فيها المزح، مع الجد، وهذا يعني أنّ الرجل إذا قال لزوجته "أنتِ طالق" بصريح العبارة، حتى وإن كانت نيته هي المزاح فإنّ الطلاق سيقع، وستصبح هي محرمةً عليه.
أحكام الطلاق
- الطلاق الرجعي: يستطيع الزوج إعادة زوجته قبل انتهاء عدتها، إلا أنّه بعد انتهاء مدّة الثلاثة أشهر، فإنّ الطلاق يدخل في حكم البينونة الصغرى.
- البينونة الصغرى: هو التلفظ بعبارة الطلاق مرتين كحدٍ أقصى، وعدم إرجاع الزوجة خلال فترة العدة، ولهذا النوع من الطلاق بعض الأحكام، وهي:
- إرجاع الزوجة قبل انقضاء الثلاثة أشهر يكون بمهرٍ وعقدٍ جديدين.
- الدخول في حكم البينونة الكبرى، وذلك بعد انقضاء الثلاثة أشهر.
- طلاق البينونة الكبرى: وهو الطلاق الذي يكون بعد الطلقة الثالثة، وفي هذه الحالة يجب على الزوجة أن تتزوّج من رجلٍ آخر في حالة أراد زوجها أن يعيدها إلى عصمته.
- طلاق القاضي: والذي يقوم به القاضي في المحكمة نتيجة العديد من الأسباب، أهمها: غياب الزوج، واختفائه.