الحب
يعتبر الحبّ من أجمل المشاعر الإنسانيّة التي قد يمرّ بها الإنسان؛ حيث إنّه يدخل إلى قلوبهم من غير استئذان. تحدّث الكثير من شعراء الأدب العربي عن الحب ووصفوه، وبيّنوا تأثيره على العاشقين، وسنذكر في هذا المقال أبرز وأجمل ما قيل في شعر الغزل.
أما وعدتــني يا قلب أنـي
أما وعدتــني يا قلب أنّـي
إذا ما تبت عن ليلي تـتوب؟
فها أنا تائـب عن حب ليلي
فمـا لك كلما ذكرت تـذوب؟
إن كان ذنبي أن حـبـك شاغلي
عمّن سـواك فلست عنه بتائـب
لــو رام قلـبـي عن هـواك تصبراً
ما كان لي طول الحياة بصاحب
سلب الهوى عقلي وقلبي عنوةً
لم يبق منّي غير جـسمٍ شاحب
صـبـراً علـيـك فما أري من حلـيةٍ
إلا الـتـمـسّـك بالرجاء الخـائـب
لــم أعــد داريــاً أيــن أذهــب
كــل يــومٍ أحــس أنــكِ أقــرَب
كـل يـومٍ يصيرُ وَجـهـُكِ جـزءاً
من حياتي ويُصبحُ العُمرُ أَخصَب
وتَصيرُ الأشكالُ أجـمـل شكلاً
وتصـيـر الأشـيـاءُ أحـلـى وأطـيـب
قد تسرّبت في مسامات جلدي
مـثـلـمـا قـطـرة الـنـدى تـتـسـرّب
اعتيادي على غـيـابـك صعـب
واعـيـادي عـلـيّ حـضـوركِ أصـعـب
كم أنا ؛ كم أنا أحبكِ ؛ حتى
أن نـفـسـي مـن نـفـسـهـا تـتـعـجّـب
يسكن الشعرُ في حدائق عينيكِ
فـلـولا عـيـنـاكِ لا شــعــر يــكــتــب
مـنـذُ أحــبــبــتــكِ الـبـحـارُ
أصـبـحـت مـن مـيـاه عـيـنـيـكِ تـشـرب
حـُـبـك الـبـربـريُ أكـبـرُ مـنـي
فـلـمـاذا عـلـى ذراعـيـكِ أُصـلـب؟
أنتِ أحلى خُرافـةٍ في حـيـاتـي
والـــذي يــتــبــعُ الــخــرافــات يـتـعـب
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
ولكن من يبصر جفونك يعشق
أغرّك منّي أنّ حبّك قاتلي
وأنّك مهما تأمري القلب يفعل
يهواك ما عشت القلب فإن أمت
يتبع صداي صداك في الأقبر
أنت النّعيم لقلبي والعذاب له
فما أمرّك في قلبي وأحلاك
وما عجبي موت المحبّين في الهوى
ولكن بقاء العاشقين عجيب
لقد دبّ الهوى لك في فؤادي
دبيب دم الحياة إلى عروقي
خَليلَيَ فيما عشتما هل رأيتما
قتيلاً بكى من حبّ قاتله قبلي
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم
و لا رضيت سواكم في الهوى بدلا ً
فيا ليت هذا الحبّ يعشق مرّةً
فيعلم ما يلقى المحبّ من الهجر
عيناكِ نازلتا القلوب فكلّهـــــا
إمـا جـريـحٌ أو مـصـاب الـمـقـتــــلِ
وإنّي لأهوى النّوم في غير حينـه
لـــعـلّ لـقـاءً فـي الـمـنـام يـكون
ولولا الهوى ما ذُلّ في الأرض عاشـقٌ
ولـكنّ عـزيـز الـعاشـقـيـن ذلـيل
نقّل فؤادك حيث شئت من الهــــوى
ما الــحـبّ إلّا لـلـحـبـيــــب الأوّل
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلّها ففـي
وجـه مـن تـهوى جـمـيع المحاسن
لا تحـارب بنـاظريك فــــؤادي
فــضــعـيــفــان يــغـلــبــان قـويّــــاً
إذا مـا رأت عـيـني جـمالـك مـقـبلاً
وحـقّـك يـا روحي سـكرت بـلا شرب
كـتـب الـدّمع بخـدّي عـهــــــده
لـلــهــوى و الـشـوق يمـلي ما كـتـب
أحـبّك حُـبّـين حـبّ الـهـــــــــــوى
وحــبــّاً لأنـّـك أهـل لـذاك
رأيـت بهـا بدراً على الأرض ماشـياً
ولـم أر بـدراً قـطّ يـمشي عـلى الأرض
قـالوا الفراق غـداً لا شكّ قـلت لهـم
بـل مـوت نـفـسي مـن قبل الفراق غـداً
قفي ودعيـنا قبل وشك التفـرّق
فمـا أنا مـن يـحـيا إلى حـيـننـلـتقي