تجارة العملات
تعرف تجارة العملات أو تداول العملات الأجنبية باسم الفوركس، وهو عبارة عن سوق عالمية لا مركزية يتم فيها تداول وتبادل العملات في مختلف أنحاء العالم وفقاً لأسعار صرف العملات، ويعدّ سوق الفوركس من أكبر وأكثر الأسواق سيولة حيث يتجاوز معدل حجم تبادل العملات اليومي فيه 5 ترليون دولار، وهو معدل كبير جداً؛ حيث إنّ جميع الأسهم العالمية مجتمعة لا تقترب من حجم التداول هذا،[١] ويسهّل سوق الفوركس عملية بيع وشراء العملات في مختلف أنحاء العالم، وتكمن آلية العمل في تحقيق الربح عن طريق بيع العملة في حال ارتفاع سعرها، وشراء العملات المنخفضة، والجدير بالذكر أنّه توجد درجة عالية من المخاطر الناتجة عن صفقات التبادل والتي قد تؤدّي إلى حدوث خسائر كبيرة لتُجّار العملة.[٢]
وتحتلّ العملة أهمية كبيرة في حياة الأفراد في مختلف أنحاء العالم؛ حيث يحتاج الفرد لتبادلها والتحويل من عملة إلى أخرى من أجل تسيير الأعمال التجارية المختلفة، وعلى سبيل المثال، إذا أراد سائح فرنسي أن يشتري سلعة ما من مصر، أو أن يدفع لرؤية الأهرامات في مصر، فلن تُقبَل العملة الفرنسية هناك، إذ يجب عليه تحويل اليورو إلى الجنيه المصري، وهي العملة المقبولة في مصر، وبالتالي فإنه سوف يتبادل العملة وفقاً لسعر الجنيه المصري في ذلك الوقت، ويمكن قياس ذلك على مختلف المواقف والأعمال التجارية المختلفة، وعلى هذا النحو يظهر السبب الرئيسي في كون سوق تبادل العملات من أكبر الأسواق المالية وأكثرها سيولة في العالم، فحاجة الأفراد إلى تبادل العملات هو ما يجعله على قدر من الأهمية.[٣]
وإنّ من أهم الأمور التي تميّز تبادل العملات هو أنه لا يوجد سوق مركزي لعملية تبادل النقد؛ حيث يتم تداول العملات بطريقة إلكترونية عبر الإنترنت، فتحدث مختلف المعاملات بين تجار العملة في جميع أنحاء العالم باستخدام شبكات الحاسوب، ويكون السوق مفتوح طوال اليوم أي 24 ساعة، ويتم تبادل العملات وتداولها في كل منطقة وفقاً للتوقيت الزمني فيها، فمثلاً عند انتهاء يوم التداول في الولايات المتحدة، يبدأ سوق التداول في طوكيو من جديد وهكذا، أما أسعار العملات فهي في تغيُّر مستمر.[٣]
تاريخ تجارة العملات
في عام 1876م بدأت فكرة تثبيت العملات العالمية من خلال ربطها بسعر الذهب، وبدأ تطبيق ما يُعرَف بمعيار الذهب، وكان قائماً في أساسه على تدعيم جميع العملات الورقية بالذهب الصُّلب، وقد كانت الفكرة جيدة من الناحية النظرية؛ إلّا أنّها أسفرت عن ركود وكساد اقتصادي من الناحية العملية؛ ممّا أدى إلى التوجه نحو إسقاط هذا المبدأ، وبالرغم من انخفاض سعر الذهب إلّا أنّه تمّ وبالفعل إلغاء هذه الفكرة في بداية الحرب العالمية الثانية؛ حيثُ لم تكن تمتلك الدول الأوروبية الذهب الكافي لتدعيم العملات الورقية التي كانت تطبعها بكميات كبيرة من أجل التمويلات العسكرية الكبيرة.[٤]
وفي عام 1944م، صدر قرار قرار بوضع أسعار صرف ثابتة للعملات الأجنبية، وأنّ الدولار الأمريكي هو العملة الوحيدة التي سوف يتم تدعيمها بالذهب، وعُرِفَ هذا النظام باسم بريتون وودز (بالإنجليزية: Bretton Woods)، وفي عام 1971م أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تدعم عملتها بالذهب، وبالتالي توقفت عن تبادل الذهب مقابل الدولار الأمريكي، وقررت عدم ربطه بسعر الذهب وانتهى بذلك نظام بريتون وودز، وفي عام 1976م ظهر سوق الصرف الأجنبي أو سوق تجارة العملات الأجنبية، والذي نتج عن القبول العالمي لأسعار صرف العملات الأجنبية، أمّا التداول باستعمال الإنترنت فلم يبدأ إلّا مع حلول منتصف التسعينيات.[٤]
جهات تداول العملات
تعمل بتجارة العملات جهات متعددة، منها:[٤]
- البنوك: تتداول البنوك العملات كل يوم وبكميات كبيرة، فبعض البنوك يمكن أن تتداول مليارات الدولارات يومياً، ويتم في بعض الاحيان تداول العملات نيابة عن العملاء، كما يتداول بعض التجار العملات لحساب البنك الخاص.
- الأفراد: يشارك الأفراد في سوق صرف العملات الأجنبية من خلال تبادل الأموال أثناء السفر إلى بلد آخر لأي هدف كان؛ سواء أكان ذلك في المطار أو في البنك.
- الشركات: تستخدِم الشركات المختلفة سوق الصرف الأجبني لتداول العملات والتعامل مع الشركات الأخرى في الدول الأخرى المختلفة، ويكون ذلك من أجل بيع أو شراء سلع، أو تقديم خدمات معينة للدول الأخرىن، والجدير بالذكر أنّ جزءاً هاماً من نشاط سوق الصرف الأجنبي يكون مصدره الشركات التي تتبادل العملات للتعامل مع وجهات مختلفة في البلدان الأخرى.
- المستثمرون: تحتاج شركات الاستثمار التي تُعنى بإدارة المحافظ المالية لعملائها إلى استخدام سوق الصرف الأجنبي لتسهيل المعاملات الخاصة بهم والمتعلقة بالأوراق المالية الأجنبية.
- الحكومات والبنوك المركزية: للبنك المركزي في بلد معين دورٌ هامٌ في سوق الصرف الأجنبي؛ حيثُ يمكن أن يكون السبب في زيادة أو نقصان قيمة العملة في نفس البلد؛ وذلك من خلال محاولة السيطرة على أسعار الفائدة، أما لتحقيق الاستقرار في السوق فيمكن لتلك الدول أن تستخدم الاحتياطات التي تملكها من العملات الأجنبية.
مهارات تجارة الفوركس
فيما يلي بعض المهارات التي يحتاجها المرء للوصول إلى أهدافه في سوق الفوركس:[٤]
- الثقة الكاملة في القدرة على تحقيق الأهداف من خلال السير على استراتيجية معينة.
- المرونة في تجارة الفوركس، والتأقلم مع تغير الظروف للنجاح في تحقيق الأهداف.
- القدرة على تقبل الخسارة فيما إذا حصل ذلك.
- التفاني في العمل؛ وذلك لكي يصبح الفرد تاجر فوركس محترف.
- التحلّي بالصبر أثناء اتباع استراتيجية معينة في تجارة الفوركس.
- التركيز للبقاء على الخطة الموضوعة وعدم الانحراف عن المسار المحدد.
- القدرة على التنظيم والسير على العادات التجارية الإيجابية.
- النظر إلى سوق الصرف بطريقة منطقية وموضوعية.
- الواقعية في التعامل مع سوق الصرف، وعدم توجُّه الفرد لأن يصبح ثريّاً بسرعة؛ كي لا يقع في المشكلات أثناء تجارة العملات.
- التحلّي بالذكاء والبقاء على بيّنة، ومتابعة أحداث السوق أولاً بأول.
- السيطرة وعدم الإفراط في حجم التداول تجنباً لوقوع بعض الأمور غير المرغوب فيها.
المراجع
- ↑ "What is Forex?", www.fxcm.com, Retrieved 2017-10-27. Edited.
- ↑ "مخاطر تجارة العملات"، arabic-forex.com، اطّلع عليه بتاريخ 2017-10-27. بتصرّف.
- ^ أ ب Casey Murphy, "Forex Tutorial: What is Forex Trading?"، www.investopedia.com, Retrieved 2017-10-27. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Part 1: What Is Forex Trading ? – A Definition & Introduction", www.learntotradethemarket.com, Retrieved 2017-10-27. Edited.