فوائد حبّ الله تعالى للعبد
يسعى المسلم دوماً إلى تحرّي جميع الأعمال التي توصل إلى رضا الله تعالى ومحبته في جميع حركاته، فمن ينال حبّ الله تعالى يكون قد فاز بأعظم ما يمكن أن يفوز به مخلوق، فيقول الله تعالى في الحديث القدسي: (ما تقرَّبَ إليَّ عبدٌ بمثلِ أداءِ ما افترضتُه عليه، ولا يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافلِ حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يُبصِرُ به، ويدَه التي يَبطِشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها، فبي يسمعُ، وبي يُبصرُ، وبي يَبطشُ، وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترددي عن قبضِ نفسِ عبدي المؤمنِ، يكرُه الموتَ، وأكرُه مساءتَه، ولا بدَّ له منه) [مجموع الفتاوى].
أحبّ الأعمال إلى الله تعالى
تبدأ الأعمال التي يحبّها الله تعالى بالفرائض، فالفرائض تتفاوت في حبّ الله تعالى لها، فأحبّ الفرائض التي تقرّب العبد من الله تعالى هي الصلاة في وقتها، ولهذا حرص الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام على أداء الصلاة في وقتها فكان أحدهم إذا سمع الأذان يسارع إلى الصلاة لا يؤخّرها لأيّ أمرٍ من أمور الدنيا.
برّ الوالدينمن أحبّ الأعمال إلى الله تعالى ، فرضا الوالدين هو طريقٌ يوصل إلى مرضاة الله تعالى وحبّه، أو كما يقول البعض ”الجنّة تحت أقدام الأمهات”، وقد سمعنا جميعاً العديد من القصص عمّن خسر في الدنيا والآخرة نتيجة غضب والديه أو دعائهما عليه.
كما أن الجهاد من الأعمال الأخرى التي يحبّها الله تعالى، والجهاد في سبيله تعالى لا يقتصر على الجهاد بالسلاح، فقد جاهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمالهم ونفسهم وعيالهم وبالكلمة وبأخلاقهم، حيث إنّ أفضل أنواع الجهاد كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم هو أن يجاهد المسلم نفسه وهواه في سبيل الله تعالى.
يسعى المسلم بشتى الطرق والوسائل المتاحة لديه لإرضاء الله تعالى بالفرائض والنوافل وغيرها، فنراه يلزم قيام الليل في رمضان أو العشر الأواخر وقراءة القرآن الكريم طيلة الليل، ولكن ما أن ينقضي رمضان حتى يعود إلى سابق عهده فلا يقرأ القرآن الكريم ولا يتصدق ولا يعمل أيّ عملٍ آخر.
لكنّ الله تعالى لا يطلب من الإنسان أن يكثر من العبادة بما يزيد عن طاقته، فلكلّ إنسانٍ طاقةٌ معيّنةٌ يستطيع أن يعبد الله تعالى بها، فهو يحتاج للترويح عن نفسه حتى يقوى على العبادة، ولهذا فمن المهم أن يبحث الإنسان عن الأعمال التي يحبّها وأن يعملها على قدر طاقته ويداوم على عملها حتى يفوز بمحبة الله تعالى.
