بناء مدينة بغداد
تم بناء مدينة بغداد على الضفة الغربية لنهر دجلة من قبل الخليفة الثاني للإمبراطورية العباسية المنصور في عام 762م، وذلك بهدف جعلها العاصمة الإدارية للإمبراطورية الجديدة، واكتمل بنائها عام 766م حيث كلف البناء مصاريف وصلت لحوالي 883.000 درهم، واستخدم ما يقارب 100.000 مهندس معماري وحرفي وعمال من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وقد تم بناء هذه المدينة في شكل دائري في تقليد للبارثية الساسانية، وامتلكت المدينة ثلاثة جدران متحدة المركز وأربعة أبواب مفتوحة باتجاه البصرة وسوريا والكوفة وخاراسان، كما وكانت محاطة بخندق عميق وأربع طرق سريعة تنطلق من البوابات الأربعة، وقد تم اختيار اسم "دار السلام" للإشارة لهذه المدينة من قبل المنصور، وقد اكتسبت المدينة أسماء متعددة في الأوقات اللاحقة مثل المدورة أو "المدينة المستديرة" بسبب شكلها الدائري، أو اسم "المدينة المتعرجة" بسبب موقعها على ضفاف دجلة المتعرج.[١]
مدينة بغداد
تعتبر بغداد عاصمة العراق وتقع على نهر دجلة وعلى بعد 530 كلم من منابع الخليج العربي في قلب بلاد ما بين النهرين القديمة، كما وتعرف بغداد بأنها أكبر مدينة في العراق وواحدة من التجمعات الحضرية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الشرق الأوسط، واعتبرت المدينة على مدى 500 عام أهم مركز ثقافي للحضارة العربية والإسلامية وواحدة من أعظم مدن العالم، وقد وقعت المدينة في يد الزعيم المغولي هوليغو الذي احتلها عام 1258م وبعدها تضاءلت أهميتها، ثم استعادت بغداد مكانتها عندما أصبحت عاصمة العراق عام 1920م، وعلى مدار نصف القرن التالي نمت المدينة بشكل كبير واستولت على جميع خصائص المدن الحديثة.[٢]
تاريخ بغداد الثقافي
عرفت بغداد منذ القدم بأنها من أهم المناطق التي أنتجت الشعراء والكتاب والفنانين، حيث بدأت الحركة الثقافية في الظهور لتصبح المدينة واحدة من العواصم الأكثر نفوذاً بين العواصم العربية للثقافة والفنون، كما وغنى العديد من الشعراء والفنانين العراقيين والعرب لبغداد، كما ويعتبر موقع بغداد موقعاً استراتيجياً وذلك بسبب توافر المياه فيها وانخفاض مخاطر الفيضانات، مما أدى إلى توسعة المدينة وزيادة تأثيرها وكذلك سهولة الاتصال عبر نهر دجلة عبر الجسور التي تربطها مع الجانب الأيسر من النهر.[٣]