أهمية اجتناب المعاصي
معصية الله هي من أبشع الجرائم التي يقترفها الإنسان في حياته، فالمحرمات بأنواعها سواء المحرمات الأخلاقية كالكذب والغش والخداع والنصب والاحتيال والسرقة من المال العام وغيرها العديد من الأعمال إضافة إلى محرمات المأكل والمشرب وغيرها، هي من أشد ما يغضب الله تعالى، نظراً للضرر الكبير الذي تلحقه هذه المحرمات على المستوى الاجتماعي او على المستوى الجسدي أو حتى على المستوى الروحي، ومن هنا يجب على الإنسان أن يحرص كل الحرص على اجتناب المعاصي والمحرمات التي قد يرتكبها الإنسان في حياته، فرضا الله تعالى يكون بفعل ما يحب والابتعاد عما يكره.
كيف يجتنب الإنسان المعاصي
من أهم الطرق التي يستطيع بها الإنسان أن يعمل على اتقاء غضب الله تعالى عليه، هي بأن يستحضر الإنسان الله في كل وقت ويوم و مكان، فبهذا الاستحضار تسيطر هيبة الله تعالى وخشيته على القلب والجوارح فيبتعد الإنسان تلقائياً عن معصية الله تعالى، ويكون الاستحضار بان يعرف الإنسان من هو ربه، وذلك بالتأمل والسير في الأرض والنظر في مخلوقات الله، فالخلق دليل على وجود الخالق ودليل أيضاً على قدرة الخالق، إضافة إلى ذلك يستطيع الإنسان أن يدرك عظمة الخالق بان يدرس قصص الأنبياء والرسل ففيها تتجلى قدرة الله تعالى وكيف ان الله تعالى نجى انبياءه والمؤمنون ممن عاداهم في احلك المواقف وأشدها ظلمة وكل ذلك بسبب معرفتهم الحقيقية بربهم وبقدرته، كما ان الفنون تساعد على معرفة الخالق، خصوصاً الموسيقى التي كانت أداة من أدوات المتصوفة في التقرب من ربهم عبر ما عرف عندهم بالسماع، فالموسيقى ترفع من قيمة الروح الإنسانية مما يرفع من قيمة النفس ما يحس أداء العقل، وقد ثبت علمياً قدرة الموسيقى على تحسين القدرات العقلية للإنسان فهي كالرياضة بالنسبة للجسد، وبالتالي ومن هنا فالموسيقى تضع الإنسان في أجواء روحانية تجلي الغم والحزن من قلب الإنسان و تزيد من تعلق القلب بخالقه.
كل هذه الأمور من شأنها أن تساعد الإنسان على الإبتعاد عن غضب الله تعالى وسخطه، ويجب أن يتذكّر الإنسان أن الله قدم نفسه لنا على انه الغفور الرحيم، فإن حصل وأخطأ الإنسان وأتى واحدة من المعاصي والمحرمات التي حرمها الله تعالى على عباده فهذا لا يعني أن ذلك هو نهاية الدنيا، بل يستطيع مباشرة ان يستغفر ويطلب العفو من الله على الذنب الذي اقترفه مهما كان، وبالتالي وفي حال كان صادقاً في توبته ومشاعره وإحساسه بالذنب والمعصية فهو بالتأكيد سينال رضا الله تعالى في النهاية.