محتويات
الشعر الأندلسي
الأندلس وهي إسبانيا حديثاً، تقع في الطرف الجنوبيّ للقارة الأوروبية، ولفظة الأندلس أطلقها عليها العرب بعد فتحهم لها، وتمتاز الطبيعة الأندلسية بسحر أراضيها الخلابة والأنهار الجارية، وفيها من المناظر الخلابة التي فتنت وتفنن في وصفها الشعراء، وبذلك فقد تطور وازدهر الشعر والأدب في هذا العصر، وأكثر ما يُميزه هو ظهور الموشحات، وتعدد الأغراض الشعرية التي نظم فيها الشعراء، إضافة إلى ظهور الزجل.
عوامل ازدهار الآداب في العصر الأندلسي
- الاستقرار والرفاه الذي عاش فيه الأندلسيون، وقد أطلق عليه المؤرخون اسم العصر الذهبي.
- امتزاج الأجناس واندماجها مع الحضارة الغربية.
- انتشار للحرية الفكرية والانفتاح على العلوم والثقافات الأخرى عن طريق الترجمة.
- تعلُّق الحكام الأندلسيين ومحبتهم للمعرفة، وتشجيعهم للعلماء على أخذ العلم ونشره.
نشأة الموشحات
أكثر ما يميز التطور الذي طرأ على الشعر هو ظهور الموشحات والتي ارتبط ذكرها بهذا العصر، فالموشحات تُعرَّف على أنها كلام موزون ومنظوم يتكون في الغالب من ستة أقفال وخمسة أبيات، وهو ما يُطلق عليه اسم الموشح التامّ والذي يبدأ بالقفل، أو أحياناً يتكون من خمسة أقفال وخمسة أبيات ويُسمى بالأقرع والذي يبدأ بالبيت، وقد سُميت الموشحات بهذا الاسم لما فيها من تزيين في القوافي والأوزان وتشبيهاً لها بوشاح المرأة المُرصع بالمجوهرات.
عوامل نشأة الموشحات
- الموسيقا والغناء الذي ارتبط ظهورهما بنشأة الموشح من خلال انتشار مجالس الطرب واللهو في البيئة الأندلسية.
- ظهور زرياب الذي على يده ظهر التجديد الموسيقيّ، ومن بعده قام تلاميذه بزيادة بعض الأواتر الموسيقية.
- إحياء الأوزان العروضية التي وضعها الفراهيدي، والتفنن فيها، حيثُ عمل الشعراء الأندلسيون على التنويع في ذلك لتأكيد قدرتهم اللغوية.
خصائص الشعر الأندلسي
- البساطة في التعبير، واستخدام الأخيلة والتصويرات الواضحة.
- الإيقاع الموسيقيّ الذي نلمسه في الألفاظ والتراكيب.
- التناغم من خلال تكرار في بعض الحروف في أواخر الأبيات الشعرية، وهو ما يُسمى بالروي.
- رقة الألفاظ والعناية بها، مما جعلها صالحة للغناء.
- سلاسة وسهولة اللغة والتراكيب.
- المحسنات البديعية التي أكثر منها الشعراء ولكن بدون تكلُّف.
- العاطفة الصادقة الجياشة وخاصة في شعر الغزل وإظهار الشوق للمحبوبة.
- تأثر الشعراء بالطبيعة الخلابة.
- ظهور نظام المقطوعات لا نظام القصيدة وخاصة في شعر الطبيعة.
الأغراض الشعرية الأندلسية
- المدح، فقد كان من الأغراض الشعرية الرئيسيّة للموشحات والشعر الأندلسي، وأشهر من نظم فيه هو لسان الدين بن الخطيب مادحاً الأمير الغني بالله صاحب غرناطة.
- الرثاء، حيثُ كثر بعد سقوط الأندلس، حيثُ رثاها الشعراء رثاء الموجوع البكاي، ومن أشهر من قال فيه أبو البقاء الرُندي.
- الهجاء، وقد لجأ إليه الكثير من الشعراء الذين هجوا أنفسهم الهجاء اللاذع، كما فعل ابن حزمون.
- الغزل، والذي احتل مكانة كبيرة في الموشحات الأندلسية، وقد وصلنا الكثير من القصائد في الغزل والذي كان يرتبط بوصف الطبيعة لما فيها من جمال كجمال محبوباتهم، ومن هؤلاء الشعراء ابن زيدون، الذي ارتبط اسمه بمحبوبته ولادة بنت المستكفي، وابن زهير الإشبيليّ.
- شعر الطبيعة، فقد سحرت الطبيعة ألأندلسية الآفاق الشعريّة للشعراء ومن الذين نظموا فيه ابن خفاجة.