محتويات
أقول وقد ناحت بقربي حمامة
أقُول وقَد نَاحت بقُربي حمامَة ٌ
- أيا جارتا هل تشعرين بحالي؟
معاذ الهوى! ما ذُقتِ طارقة النوى
- ولا خَطَرَت مِنك الهُمُوم ببال
أتحملُ محزون الفؤادِ قوادمٌ
- على غُصُنٍ نائي المسافةِ عالِ؟
أيا جارتا، ما أنصفَ الدهرُ بيننا
- تعاليْ أُقاسمكِ الهمومَ، تعالي!
تعالي تري روحاً لديّ ضعيفةً
- تردّد في جسمٍ يُعذّب بالي
أيضْحك مأسورٌ، وتبكي طليقةٌ
- ويسكتُ محزونٌ، ويندبُ سال؟
لقد كنتُ أولى منك بالدمع مقلةً
- ولكنّ دمْعي في الحوادث غَال
كأنّما الماءُ عليه الجسر
كأنّما الماءُ عليه الجسر
- درج بياض خطّ فيه سطر
كأننا، لمّا استتبّ العبرُ،
- أسرة ُ "موسى" يومَ شقّ البحرُ!
مِن بَحر شعركَ أغترف
مِن بحر شعركَ أغترف،
- وبفضل علمك أعترف
أنشدتني؛ فكأنما
- شققت عن درٍّ صدف
شِعراً، إذا ما قستهُ
- بجميع أشعار السلف
قصَّرن، دون قراهُ تقــ
- ـصِيرَ الحروفِ عن الألف
ولقدْ أبيتُ، وجلُّ ما أدعو به
ولقدْ أبيتُ، وجلُّ ما أدعو بهِ،
- حتى الصّباحِ، وقد أقضّ المضجع
لا همَّ، إنَّ أخي لديك وديعةٌ
- مني وليس يضيعُ ما تستودعُ
أيا سافراً ورداءُ الخجل
أيا سافراً! ورداءُ الخجل
- مقيمٌ بوجنته، لم يزل!
بعيشك، ردَّ عليك اللثام!
- أخاف عليك جراح المقل
فما حقّ حسنك أن يجتلى،
- ولا حقُّ وجهك أن يبتذل
أمنتُ عليك صروف الزمان،
- كما قد أمنت عليّ الملل
رددتُ على بني قَطنٍ بسيفي
رَددتُ على بني قَطنٍ بسيفي
- أسِيراً غير مرجوّ الإياب
سَررتُ بفكّه حيّي نُميرٍ،
- وسؤتُ بني "ربيعةَ" و"الضباب"
وما أبغي سوى شكري ثواباً
- وإنَّ الشكرَ من خير الثوابِ
فهل مُثنٍ عليّ فتى نُمَيرٍ
- بحلي عنهُ قدَّ بني "كلابِ"
فإن أهلك فعنْ أجلٍ مُسمى سلي فتيات هذا الحيّ عنّي
فإن أهلك فعن أجلٍ مسمّى سلي فتياتِ هذا الحيّ عنّي
- يقُلن بما رأين وما سمعنه
ألست أمدهم، لذويّ، ظلاَّ،
- ألست أعدهم، للقوم، جفنه
ألست أقرهم بالضيف، عيناً
- ألست أمرهم، في الحرب لهنه
رضيتُ العاذلات، وما يقلنه،
- وإن أصبحتُ عصّاءً لهنّه
وكم فجرٍ سبقن إلى ملامي
- فعدت ضحىً ولم أحفل بهنّه
وراجعةٍ إليّ، تقول سرّاً:
- أعودُ إلى نصيحته لعنّهْ
فلمّا لم تجد طمعاً تولّت،
- وقالت فيّ، عاتبةً وقلنه
أريتك ما تقول بنات عمي
- إذا وصف النساء رجالهنّه
أما والله لا يمسين، حسرى،
- يلفقن الكلام، ويعتذرنه
ولكن سوف أوجدهنّ وصفاً
- وأبسط في المديح كلامهنّه
متى ما يدن منْ أجلٍ كتابي
- أمُت، بين الأعنّة والأسنّه
تواعدنا بآذار
تواعدنا بآذار
- لمسعىً غير مختارِ
وقمنا، نسحب الريط،
- إلى حانة خمّار؛
فلم ندر، وقد فاحت
- لنا من جانب الدّارِ
بخمارٍ، من القوم،
- نزلنا، أم بعطّار؟
فلما ألبس الليل،
- لنا ثوباً منَ القار
وقلنا: أوْقد النّار
- لطُراقٍ وزوّار
وجا خاصرة الدّن
- فأغنانا عن النار
وما في طلب اللّهو،
- على الفتيان، منْ عار!
ألا من مبلغٌ سروات قومي
ألا من مبلغٌ سروات قومي
- وسيف الدّولة الملك، الهماما
بأني لم أدع فتيات قومي،
- إذا حدَّثن، جمجمن الكلاما
شريت ثناءهنّ ببذل نفسي،
- ونار الحرب تضطرم اضطراما
ولمّا لم أجد إلاّ فراراً
- أشدَّ من المنية أو حماما
حملت، على ورود الموت، نفسي
- وقلتُ لعصبتي :"موتوا كراما!"
ولم أبذل، لخوفهم، مجنّاً،
- ولم ألبس حذار الموت، لاما
وعذتُ بصارم، ويد، وقلب
- حماني أن ألام، وأن أضاما
ألفهم وأنشرهم كأني
- أُطرّدُ منهم الإبل السّواما
وأنتقد الفوارس، بيدَ أنّي
- رأيتُ اللّوم أن أَلقى اللّئاما
ومدعوٍ إلى أجاب لمَّا
- رَأى أن قَد تذمّم واستلاما
عقدت على مقلده يميني،
- وأعفيتُ المثقف والحساما
وهلْ عذرٌ، و"سيف الدين ركني،
- إذَا لَم أركبِ الخُططَ العظاما؟
وأتبع فعله، في كلّ أمرٍ،
- وأجعلُ فضلهُ، أبداً، إماما
وقدْ أصبحتُ منتسباً إليه،
- وحسبي أن أكون له غلاما
أراني كيف أكتسب المعالي،
- وأعطاني، على الدّهر، الذّماما
وربّاني ففقت به البرايا،
- وأنشأني فسدت به الأناما
فعمّره الإله لنا طويلاً،
- وزاد الله نعمتهُ دواما