مدينة حديثة في الأنبار
تُعرف مدينة حديثة - الواقعة في الدولة العراقية - بأنّها من أجمل المدن التي تتمتّع بسحرٍ خاص نتيجة لطبيعتها الجميلة، فهي المدينة التي أخرجت العديد من العلماء، والأدباء وخاصّة الشعراء الذين نظموا القريض فأبدعوا فيه.
الموقع
تقع مدينة حديثة في الجمهوريّة العراقيّة، وتحديداً في الجهة الغربيّة من محافظة الأنبار، حيث تبعد عن عاصمة البلاد مدينة بغداد مسافة تقدّر بحوالي مئتين وستين كيلومتراً إلى غربها، وتمتدّ هذه المدينة مسافة تقدّر بحوالي خمسة وعشرين كيلومتراً على ضفاف نهر الفرات.
السكّان
إنّ عدد سكّان مدينة الحديثة يبلغ حوالي تسعة وأربعين ألف نسمة، ويسكنها عدّة قبائل وعشائر عربيّة، إن كان من أهل المدينة ذاتها أو من مدينة الرمادي، وأيضاً من مدينة عنة، وحتى من مدينة وراوة.
المعالم
يوجد في مدينة الحديثة العديد من المعالم الهامّة، وخاصّة الأثريّة منها، حيث تشتهر فيها المساجد والأضرحة إضافة إلى المراقد العديدة والقديمة الموجودة فيها، ومنها: المرقد الشهير لضريح الشيخ عبد القادر الآلوسي الطيار، والذي يعود في نسبه للشيخ الكيلاني.
كما ويوجد فيها جامع الفاروق الشهير، والذي تمّ بناؤه في عهد خليفة المسلمين عمر بن الخطّاب في عام ستة عشر للهجرة، إبّان الفتوحات الإسلاميّة في العراق.
تمّ في عام ألفين وتسعة للميلاد اكتشاف مدينة أثريّة قديمة في بحيرة حديثة، وهذا الاكتشاف تمّ بعد أن انحسرت المياه التي كانت تغطّي البحيرة بفعل الجفاف، وحسب العلماء فإنّ تاريخ هذه المدينة الأثريّة يعود لأكثر من ثلاثة آلاف عام لما قبل الميلاد، وأنّ السكان الذين كانوا يقطنون فيها هم من العموريين والذين يعودون لمدينة عمورية.
السدّ
لا شكّ بأنّ سد مدينة حديثة والذي بُني أمام بحيرة المدينة، له الأثر الكبير في إنماء وتطوير هذه المدينة، إذ أنشئت فيه محطّات كهرومائيّة يبلغ عددها ستة، إضافة إلى مسيلٍ مائيّ يحوي على فتحات يبلغ عددها ستّة، تخضع لبوّابات شعاعيّة، وأيضاً فيه منفذان من أجل التفريغ، وبذلك فإنّ هذا السدّ هو من يسدّ حاجة جميع مدن محافظة الأنبار مما تحتاجه من طاقة كهربائيّة.
الميّزات
لعلّ مدينة الحديثة تتمتّع بالكثير من الخدمات الضروريّة لحياة السكّان فيها، ويأتي على رأسها الاكتفاء بالطاقة الكهربائيّة وأيضاً الماء، إذ إنّها كانت قديماً تمتلك نظاماً مائياً تميّزت به عن باقي المدن، وهذا بفضل النواعير التي تعمل بشكل ذاتيّ نتيجة لجريان النهر.