البحث العلميّ
هو بحث يتميّز بأسلوبه المنظّم، والذي بدوره يعتمد على الحقائق العلميّة، والملاحظة، والبيانات الصحيحة لدراسة ظاهرة البحث المحددة بشكل موضوعيّ خالٍ من الأهواء والميول الخاصة بالباحث، للوصول إلى الحقائق العلميّة الخاصة بالظاهرة التي يمكن التعميم والقياس عليها، ولامتلاك بحث علميّ ذي مواصفات عالية يجب أن يمتلك عدداً من العناصر، متمثّلة في التنظيم الذي يسير الباحث ضمن منهج وخطوات علميّة هادفة ومتكاملة، والحقيقة التي يسعى الباحث دوماً للوصول إليها، والموضوعيّة التي تجبر الباحث على عدم التحيّز لموقف ما، والتعميم بعد توصّل الباحث لنتيجة ما، والقياس الذي يوظّف على إثره الباحث المواقف التي يمرّ بها بالمستقبل، ويقيسها بما لديه من خبرات ومعلومات سابقة. عادةً تُجرى البحوث لتحقيق بعض الأهداف، ومنها: الرغبة في الحصول على درجة أكاديميّة أو علميّة، والرغبة في خدمة مجتمعنا، والرغبة في تحقيق المتعة الشخصيّة، والرغبة في التنافس والتحدّي، والرغبة في الحصول على جائزة قيّمة أو ترقية في العمل، والشك في نتائج بحث ما، والرغبة في تحسين ظروف العمل أو توجيهات المؤسسة.
أهداف البحث العمليّ
- الوصف: لإجراء البحث بشكل صحيح لا بدّ من إجراء وصف دقيق ومشدّد ومحدّد لملامح الظاهرة المعينة، للحث والتوصل إلى حقيقة معينة.
- الفهم: للحصول على المعرفة العلميّة لظاهرة البحث علينا الإجابة عن بعض التساؤلات، لفهمها والتعرّف عليها، ومعرفة ظروفها، وتبيّن علاقتها بالظاهرة.
- التفسير: يسعى أيّ بحث متعلّق بظاهرة البحث إلى تفسير الظاهرة التي نتعامل معها بشكل يوميّ في حياتنا، وجمع المعلومات الخاصّة بها.
- التنبّؤ: يبحث الباحث عن العوامل المسبّبة لظاهرة البحث، وذلك لتوقّع الحصول على حدث ما قبل أن يحدث، والوصول إلى قمّة عالية من التنبؤ الدقيق.
- الضبط والتحكم: وتتمثّل بقدرة الباحث على ضبط التغيّرات المؤثّرة والمستقلّة في ظاهرة البحث.
مميّزات البحث العلمي
ينفرد البحث العلمي بعدد من المميّزات المهمة المتمثّلة بالموضوعيّة بعيدة عن رأي الباحث الخاص وأهوائه، كما يتميّز بأن تكون نتائج البحث قابلة للتعميم والقياس، وأن تكون النتائج التي تخرج من البحث قابلة للإثبات العلميّ مهما طرأت عليها الظروف المكانيّة أو الزمانيّة المختلفة، كما يسمح بالتنبؤ بالنتائج الظاهرة التي تظهر من إجراء البحث، ويجب أن يتّصف البحث الناجح بالمرونة، حيث يكون قابلاً لموائمة المشكلات في العلوم الأخرى.
أساليب ومناهج البحث العلميّ
هناك الكثير من أساليب ومناهج البحث العلمي التي يعتمد عليها الباحثون في بحوثهم، ويختص كل أسلوب بنوع معين للبحث وبأهداف محددة:
- الأساسي/النظري: لغاية الخروج بنظريّات جديدة لتطوير بحث قائم سابق.
- التطبيقيّ: للاهتمام بالمشكلات على أرض الواقع، لتحديد العلاقات بين المشكلة والظاهرة المحددة.
- الإجرائي: ويُعتمد نتيجة استجابة الباحث لحدث معيّن يواجهه.
- التطويريّ: للخروج بنتائج فعّالة، لاستخدمها في حدث معيّن والتطوير بها.
- التاريخي: بهدف اهتمام الباحث بأحداث وقعت في الماضي، والتركيز عليها وفهمها وتحليلها وتفسيرها على أسس منهجيّة دقيقة وعلميّة.
- الوصفي: لبحوث تختص بالعلوم التربويّة، والعلوم السلوكيّة، والعلوم الاجتماعيّة، ويُقسم البحث الوصفي إلى نوعين من الدراسات: دراسات مسحيّة، ودراسات سببيّة مقارنة.
- النمائيّ: لدراسة التغيّرات الحاصلة للظاهرة، ومعدل التغيّر، والعوامل المؤثّرة في الظاهرة خلال مدة زمنيّة معينة، وتعتمد هذه البحوث على الملاحظة الدقيقة والمخطط لها.
- التجريبي: لاستخدام تجربة علمية في دراسة ظاهرة البحث، ودراسة متغيراتها، والسيطرة الكاملة على ظروف التجربة الخاصة بالبحث.
- الاستدلالي: ويُنفّذ هذا البحث دون قصد الملاحظة، والفرضيّات، والتجربة، والاختبار، إنّما هو يبدأ بتسليم المسلمات إلى قضايا أخرى.
- التقويم: لإجراء تحسين للعمل وأسلوبه في مكان ما.
- النوعيّ: لاستخدام أساليب بحثيّة لدراسة ظاهرة في البيئة الطبيعيّة، دون حاجة للاعتماد على دراسة سابقة.
- الكمي: لجمع البيانات والمعلومات حول ظاهرة ما باستخدام أدوات القياس الكميّة.
- الاستكشافي/الاستطلاعي: لاستكشاف ظروف محيطة بظاهرة ما، للتعرّف على أبعادها وجوانبها للمساعدة في صياغة مشكلة البحث.
- التحليليّ: لتحليل عيّنات محددة من زواية محددة، لتحديد بعض السمات، ومعرفة نسبة كل سمة منها.