قيام الليل
قيام الليل هو عبادة نافلة زائدة عن الفرائض معناها أن يقضي العبد ليله أو جزءاً منه حتى لو ساعة في عبادة الله تعالى، ومعنى العبادة يدور حول قراءة القرآن الكريم وترتيله بما تيسر من سور القرآن الكريم الطوال أو القصار، وأداء الصلاة، والمستحب في أداء صلاة القيام قضاء الفوائت، وإن لم يكن فات المرء صلاة، فصلاة التطوع التي تطول فيها القراءة مع تقليل السجود، كما يصحّ قيام الليل بذكر لله جل وعلا، والذكر يكون بالتسبيح، والحمد، والدعاء، بالإضافة إلى الصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، ونستنتج من ذلك جواز قيام الحائض في العبادات المشروعة لها خلال هذه الفترة بما يحول دون مس القرآن، والصلاة.
قيام الليل بعد صلاة العشاء
على الرغم من أنّ الشائع في وقت القيام هي الفترة الممتدة من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل أذان الفجر؛ إلّا أنّ العلماء أفتوا أنّ القيام متبوع بكلمة ليل، والليل لغة وعرفاً يبدأ من بعد مغيب الشمس أي بعد صلاة المغرب، وهذا يعني أنّ أي صلاة نافلة تطوعية زائدة عن الفرض يؤديها العبد بعد صلاة المغرب تدخل في عداد قيام الليل، والثابت عن النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أنّ عدد ركعات قيامه لم يزد عن إحدى عشرة ركعة، وفي رواية لم يزد عن ثلاث عشرة ركعة، أي يؤديها مثنى مثنى إلا في الأخيرة فيوتر.
فضائل قيام الليل
- سبب من أسباب محبة الله للعبد، فيحفظه الله تعالى من كلّ شيطان وصديق سوء ونفس أمارة بالسوء.
- سبب من أسباب الفوز بجنات النعيم التي وعد الله المتقين من عباده، والجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
- صلاة القيام هي أفضل صلاة بعد الفريضة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ المكتوبةِ الصَّلاةُ في جوفِ اللَّيلِ وأفضلُ الصِّيامِ بعدَ شهرِ رمضانَ الشَّهرُ الَّذي يدعونه المُحرَّمَ) [حسن].
- مدْح الله أهله في كتابه الكريم، فلم يساوي بينهم وبين من يقضي الليل نائماً أو ساهراً على مواقع الدردشة، والمسلسلات التلفزيونية، وغير ذلك مما فيه مضيعة للوقت، ولهو غير مفيد، قال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر: 9].
- صلاة قيام الليل هي شرف للمؤمن، فالمؤمن الذي يقوم الليل هو نِعْم المؤمن، إذ يرفع الله عباده المداومين عليها درجات في الدنيا والآخرة، ويبعث في وجوههم ضياءً ونوراً.
- دلالة على توفيق الله ورضاه عن العبد، فالقيام نعمة لا يهبها سبحانه لأي كان.
- توجد ساعة في الثلث الأخير من ساعات القيام، أي في جوف الليل الذي يبدأ في الساعة الواحدة منتصف الليل إلى الفجر لا يرد فيها العبد بما دعا، فمن طلب من الله أي أمر من أمور الدنيا لا معصية فيه ولا ضرر يعطيه إياه، ومن طلب المغفرة نالها إلا أن يكون ظالماً لأحد أو معتدٍ على عرض أحد فهذه أمور تخص العباد لا يغفرها الله إلا أن أصفح عنها العبد نفسه.