ما هي الحضارة

كتابة - آخر تحديث: ٤:٤٩ ، ١٧ يناير ٢٠١٨
ما هي الحضارة

تعريف الحضارة

الحضارة هي عدّة إنجازات ذات طبيعة ملموسة يساهم في ظهورها مجتمع معين؛ عن طريق تأثيره في أغلب مجالات الحياة سواء الدينيّة أو الاجتماعيّة أو العمرانيّة أو السياسيّة؛ بسبب ظهور تفاعل بين الشعوب والبيئة التي يولدون فيها،[١] وتُعرَّف الحضارة بأنّها الثمرة الناتجة عن الجهود الإنسانيّة التي تُساهم في تحسّن ظروف الحياة، سواء كانت هذه الجهود مقصودةً أمّ غير مقصودة للوصول إلى ثمرة الحضارة.[٢] ومن التعريفات الأُخرى للحضارة هي كلمة مشتقة من الجذر الثلاثيّ العربيّ حَضَرَ، وتُمثّل مجموعة من المنازل والقُرى المأهولة بالسُكّان، كما استخدمت كلمة الحضارة للإشارة إلى المجتمعات المُعقدة التي يسكّن فيها أكثر من شخصٍ، ويعملون في الزراعة أو الصناعة.[٣]


شروط الحضارة

يعتمد ظهور حضارة معينة على وجود مجموعة من الشروط التي تجتمع معاً، وفيما يأتي معلومات عن مجموعة منها:[٣]

  • الاستقرار الحضاريّ: هو امتلاك الشعب استقراراً معتمداً على مجموعة من العوامل، مثل التطوّر الحضاريّ والازدهار، كما يُشير الاستقرار إلى عدم حركة الأفراد من مكانٍ إلى آخر؛ من خلال اعتماد الإنسان على الزراعة التي تشجّعه على الإبداع في اختراع مجموعة من الآلات والأدوات لاستخدامها في الأعمال الزراعيّة.
  • التّعاون بين الأفراد: هو التّرابط الذي يظهر عند الإنسان بعد تحقيقه للاستقرار في مكانٍ ما؛ عن طريق الاعتماد على الجهود الجماعيّة التي تربط بين النّاس، ويدفعهم ذلك إلى السعي لتحقيق التعاون بينهم وتجنّب المنافسة داخل المجتمع الواحد؛ إذ إنّ الجهود الفرديّة تكون ضعيفة وغير قادرة على الوصول إلى الكفاية الغذائيّة، وتوفير الحماية اتّجاه العدوان الخارجيّ سواء كان من مجتمعات إنسانيّة أُخرى أو كان من مصادر حيوانيّة.
  • ظهور الكتابة: هي شرط أساسيّ لظهور أي حضارةٍ إنسانيّة؛ بسبب دورها في تفعيل عملية الاتصال والتواصل المستمر بين النّاس؛ لذلك اهتمّت العديد من الحضارات منذ ظهورها باختراع الكتابة؛ حتّى تساهم في نقل معلومات عن الأفعال والأقوال الخاصة بها إلى الأجيال اللاحقة، كما تُشارك الكتابة في المحافظة على المكاسب والاختراعات التي ظهرت نتيجة لإبداع الإنسان.


العلاقة بين الحضارة والنّاس

توجد علاقة تربط الحضارة مع النّاس الذين يعيشون على أرضها، ويصبحون جزءاً أساسيّاً منها، وتلخص هذه العلاقة وفقاً للآتي:[٣]

  • الاكتساب: هو دور الحضارة في بناء الصفات المرتبطة بالإنسان الذي يعيش على أرضها؛ إذ يوّلدُ كائناً بيولوجيّاً لا يتميّزُ بأيّ صفاتٍ اجتماعيّة، ويُساهم وجوده في أسرته بتزويده بمجموعة من المكوّنات والخصائص الثقافيّة الخاصة بمجتمعه؛ من خلال الاعتماد على دور التربية الاجتماعيّة التي تُعلّم الأعراف، والتقاليد، والدين، واللغة التي تحوّل الإنسان إلى كائن اجتماعيّ يتمتع بصفات المجتمع الذي يعيش فيه.
  • الميراث الاجتماعيّ: هو دور الحضارة في توصيل الأفكار والخبرات وطُرق الاتصال بين الأشخاص؛ عن طريق استخدام قنوات الاتصال الخاصة بها، مثل الضبط الاجتماعيّ والتربية الاجتماعيّة، ولا يعني أنّ الحضارة جزء من الميراث الاجتماعيّ بأنّها غير قادرة على التكيف مع التطوّرات الحديثة المتلاحقة، أو أنّها منفصلة عن الحاضر والواقع في المجتمع، بل تحرص الحضارة على تطوير أساليبها وأدواتها في التربية والتعليم وتنظيم العلاقات بين النّاس؛ بهدف المحافظة على استمرارها وتجنّب تراجعها.


صفات الحضارة

تمتلك الحضارة مجموعة من الصفات والخصائص التي تُساهم في تميّزها، وهي:[٣]

  • تتميّز الحضارة بالإنسانيّة؛ بسبب ارتباطها المباشر مع الإنسان دون الكائنات الحية الأُخرى.
  • توجد الحضارة ضمن الأفكار الإنسانيّة، والناتجة عن إدراك وتعلّم الإنسان بأنّ الماضي متفاعل ومرتبط مع الحاضر.
  • تختلف الحضارة بين المجتمعات، ولكنها تشترك معاً بصفاتها الإنسانيّة.
  • تتغيّرُ الحضارة بشكلٍ تدريجيّ وليس بصورةٍ فجائيّة.
  • تستعيرُ الأُمّة التي تعيش في حضارةٍ معينة بعضاً من مكوّنات حضارتها من الحضارات التابعة للأُمّم الأُخرى.
  • لا يستطيع الأفراد الهروب بشكلٍ تام من مكوّنات حضارتهم أو الحضارات التي يعيشون فيها.


الحضارات في الوطن العربيّ

ظهرت خلال الأزمنة المتعاقبة على أراضي الوطن العربيّ الكثير من الحضارات التي استمرت للعديد من السنوات، وساهمت في التأثير بتاريخ البشريّة في العديد من المجالات، مثل الطبّ، والأدب، والعلوم، والثقافة والفلسفة، والاقتصاد، وغيرها من المجالات الأُخرى التي أثّرت في العالم، وفيما يأتي مجموعة من هذه الحضارات:[٤]

  • حضارة مصر القديمة: وتُعرف أيضاً باسم حضارة وادي النّيل، وأُسّست في عام 4000 قبل الميلاد، وامتدت لتشمل شمال السودان ومصر، وتُعدّ أوّل الحضارات ظهوراً في العالم القديم.
  • حضارات العراق: وتُعرف أيضاً باسم حضارات بلاد الرافدين، وضمّت مجموعة من الحضارات التي عاشت فيها عدّة شعوب، وهمّ الآشوريون، والبابليون، والسومريون، وحرصت هذه الحضارات والشعوب على التفاعل والتأثّر والتأثير بالحضارات المحيطة بها.
  • الحضارات في سوريا: هي الحضارات التي احتوّت على شعوب ساهموا في نقل أصول وأُسّس الحضارة إلى دول العالم القديم، ومن أهمّ الشعوب السوريّة الآراميون، والكنعانيون، والعمّوريون، والفينيقيون.
  • الحضارات في أراضي شبه الجزيرة العربيّة: هي مجموعة من الحضارات العربيّة التي انتشرت في مناطق الجزيرة العربيّة، ومن الأمثلة عليها الحضارة اليمنيّة التي تميّزت باهتمامها بالتّجارة وإنشاء وسائل الرّي والسدود، كما ظهرت في شمال الجزيرة مجموعة من القبائل والشعوب التي اهتمّت بتأسيس دولٍ قوية، وهم التدمّريون، والأنباط، والغسّاسنة، وتميّزت أيضاً شبه الجزيرة العربيّة بأنّها كانت النقطة الأساسيّة لهجرة العديد من الشعوب التي وصلت إلى الكثير من أراضي العالم العربيّ، كما امتدّت هجرتها إلى أراضي المغرب العربيّ، ويُشار كذلك إلى أن شبه الجزيرة العربيّة ساهمت في تأسيس العديد من الحضارات العربيّة الأوّلى التي شكّلت أجزاءً من الوطن العربيّ، وساهمت في التّمهيد لانتشار الديانات السماويّة.


المراجع

  1. "الحضارة"، www.onefd.edu.dz، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2017. بتصرّف.
  2. د. حسين مؤنس (1978)، الحضارة - عالم المعرفة، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، صفحة 13. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث جامعة بابل، الحضارة (1)، صفحة 1 - 3. بتصرّف.
  4. الدكتور إسماعيل سيبوكر، محاضرات في مقياس الحضارة الإنسانية، صفحة 2، 3. بتصرّف.
7,478 مشاهدة