لكلّ شخص طريقته المختلفة والتي تميزه عن غيره من البشر في الكلام، والانفعالات، والتعبير عن المشاعر، وغيرها من الاختلافات التي تميزنا عن بعضنا البعض، والتي نطلق عليها بمعنى أوسع مفهوم (لغة الجسد)، وفي هذه المقالة سنتطرق للحديث عن تحليل شخصية الفرد من طريقة كلامه فلكل منّا طريقته الخاصة والتي تعبر عن شخصيته.
محتويات
الشخصية من أسلوب الكلام
للكلام أساليب ودلائل عديدة تعطي لنا انطباعاً عن صاحبها، فمثلاً تجد من يتحدث وفي حديثه يلجأ، لأنّ يرفق كلامه بإشارات في يديه سواء يرفعها أو ينزلها أو يستخدم العد بأصابعه، ونجد البعض من الناس يلجأ إلى لمس الأذن وهذا يدل على التشكيك بكلام يقال أمامهم، وهناك أيضاً من يلمس وجهه أو أنفه أثناء حديث مرتبط بالكذب وهناك العديد من الحركات والإيماءات التي تنمّ عن مشاعر المتحدّث وانفعالاته واستجاباته سواء سلبياً أو إيجابياً. هناك طرق وأساليب معينة في الكلام وهذه الأساليب أعطت لكلّ شخصٍ شخصيته المستقلة، والتي تعبّر عن حالته سواء في الوقت الحالي أو بشكل عام، وأنواع هذه الشخصيات هي:
الشخصية المتوترة
نجد أصحاب هذه الشخصية يتحدثون بشكل سريع متعمداً في ذلك نبرته السريعة والمتواترة التي تحمل التوتّر داخلياً والإثارة خارجياً، ويعاني أصحاب هذه الشخصية من حالة عاطفية حادّة قد تكون إيجابية كالفرح، وقد تكون سلبية مثل الغضب والقلق.
الشخصية المثالية
يتميّز أصحاب هذه الشخصية بالميل للتحدث ببطء شديد بحيث يختار كلماته التي ينطقها، ويحدّدها، ويفكّر جيداً قبل النطق بأيّ كلمة، مع الحرص على ذلك وتجد أصحاب هذه الشخصيّة يحلمون المثالية، ويميلون إليها في حياتهم وعلاقاتهم مع الآخرين.
الشخصية المنفتحة
هؤلاء الأشخاص يتحدثون بصوت ناعم وأقرب إلى صوت مذيعي التلفاز والراديو بحيث يحرص هؤلاء الأشخاص على أن تكن كلماتهم منغمة وناعمة وهادئة، وهذه الفئة من الناس هم الأكثر انفتاحاً على الآخرين وعاداتهم وثقافاتهم، ومن مميزاتهم أنّهم متفائلون ولا يخشون المستقبل.
الشخصية العملية
هي فئة من الناس تتحدث بصوت يجعلك تشعر بأن صاحبه محمل بشيء من الحزن، والشجن، نبراتهم هادئة، وهم عالأغلب لا يشعرون بالأمان العاطفي والإستقرار النفسي، ومع ذلك فهو إنسان يتحمّل المسؤولية وقادر عليها.
الشخصية العطوفة
هذا النوع من الناس تجده مسيطر تماماً على كلماته، وينتقي ألفاظه بعناية، فهو شخص يحب التعامل مع الآخرين، وعلاقاته الاجتماعيّة واسعة نوعاً ما، ويحب تكوين الصداقات، يتميز أصحاب هذه الشخصيّات أيضاً بأنّهم شخصيّات قيادية، لكن لا يفرقون بين القيادة في البيت مع الأسرة والأطفال وبين القيادة في محيط العمل، وهم أشخاص دائمو المراقبة لتصرفات غيرهم وغالباً ما يسدون النصائح لهم.
الشخصية القيادية
هي شخصيّات مميزة من الناس تتحدث بصوت قوي، وبنبرة هادئة في نفس الوقت، هي أيضاً شخصية قيادية من الطراز الأول في كل شيء، ويستطيعون قيادة الأشخاص دون السيطرة عليهم لأنهم منضبطون ويحبون النظام، يبتعدون عن الوحدة والإنعزال قدرالإمكان، لأصحاب هذه الشخصيّات قدرة على التحدث في الخطب الرسمية والاجتماعات بثقة تامة ودون توتر أو ارتباك.
الشخصية العصبية
هؤلاء الاشخاص يتمتعون بالإبداع، ولا يشعرون بالأمان بسهولة لمن حولهم، وهم أيضاً لا يزعجون من حولهم، ولكن من سلبيات هذه الشخصية هو التسرّع في الحكم على الآخرين وعلى الأمور، وهم أشخاص مندفعين، لا يفكرون كثيراً في خطواتهم ، نبرتهم حادّة وسريعة وهذا ما تعبر عنه شخصيّاتهم العصبيّة.
في ختام هذا المقال أحببت أن أنهي حديثي بمثل يوناني قديم قاله واحد من أهم فلاسفة اليونان، وهو: (تحدّث حتى أراك)، أي أنّ الحديث هو مرآة الشخص التي تنقل وتعكس أفكاره وصفاته وميزاته للأشخاص الذين يتعامل معهم ويتحدث إليهم.