متى يمكن إجهاض الجنين شرعاً

محتويات

١ متى يمكن إجهاض الجنين شرعاً
٢ الإجهاض حسب العمر
٣ إجهاض الحمل الناتج عن الاغتصاب
٤ المراجع

متى يمكن إجهاض الجنين شرعاً

يحرمُ إجهاض الجنين في جميع مراحله، وأطواره، وتتفاوتُ درجةُ التّحريم بين مرحلة وأخرى، ولكنّ الإثمَ يقع، وتجب كفارةُ القتل إذا تمّ إجهاضُ الجنين، وقال الإمام الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين: "وأوّل مراتب الوجود أن تقع النّطفة في الرحم، وتختلط بماء المرأة، وتستعدّ لقبول الحياة وإفساد ذلك جناية، فإن صارت مضغةً وعلقة كانت الجناية أفحشَ، وإن نفخ فيه الروح، واستوت الخلقة ازدادت الجناية تفاحشاً، ومنتهى التفاحش في الجناية بعد الانفصال حياً" وهذا هو القولُ المعتمد عند المالكية، وقول من عند الحنفية، واختاره بعض الحنابلة، واستدلوا على ذلك بأنّ الإجهاض هو اعتداء على كائن، حين ينمو، ليكونَ نفساً مؤمنةً، وأنّ الاعتداء على الأحياء الأصلُ فيه المنعُ، حتى لو لم تنفخ فيه الرّوح، وأنّ الشريعة منعت حتى الاعتداء على النباتات، وإتلافها بغير حاجة، فالأولى منع الاعتداء على النّطفة الحية.^[١]

الإجهاض حسب العمر

قرّر مجلسُ هيئة كبار العلماء ما يلي فيما يتعلق بالإجهاض:^[٢]

لا يجوز الإجهاض في كل مراحل الحمل إلا لمبرّر، وعذر شرعيّ، وضمن حدود ضيّقة.
إذا كان الحمل لم يتمَّ أربعين يوماً، وهي مرحلة الطور الأول من الحمل، وكانَ في إسقاطه مصلحة شرعية، ودفعُ ضرر فيجوز الإجهاض. وممّا لا يمكن أن يُعتبَر سبباً للإجهاض الخوفُ من التكاليف الماديّة للمعيشة، والتعليم، والخوف من مشقّة التربية، والاكتفاء بما لدى الزوجين من أولاد، أو من أجل المستقبل، وهذه كلُّها أسباب لا تُجيز إجهاضَ الجنين، ومن الحالات التي تجيز ذلك توالي الحمل لثلاث مرات، حيث إنّ هذه الفترات المتقاربة تُضعف الأمّ، وتسبّب لها المشقةَ الشديدة، وتضعف جسدَها، وهذا قد يؤثر على الجنين.
إذا زادَ الحمل عن أربعين يوماً، يحرُم الإجهاض، فبعد الأربعين يوماً يكون علقةً، والعلقة هي بداية خلق الإنسان، والحالات التي تجيز الإسقاطَ هي قرار لجنة طبية موثوقة بأنّ الاستمرار في الحمل يشكِّل خطراً على حياة الأمّ، وقد يسبّب هلاكها.

إجهاض الحمل الناتج عن الاغتصاب

الأصل في الإحهاض المنعُ، والحُرمة، وبعض العلماء يجيز الإجهاض قبلَ الأربعين، وكلّما كانَ العذر أقوى تكون الرخصة أظهر، وكلّما كانَ قبل الأربعين كان الإجهاض أقربَ للرّخصة، والاغتصاب عذر قويّ للمرأة، وهذه رخصة يُفتى بها، وخاصة في الأيام الأولى للحمل.^[٣]