كثيراً ما نرى أو نسمع عن حالات بلع اللسان؛ وخصوصاً في مباريات كرة القدم، فأول ما يتبادر إلى اذهاننا بأن هذا الشخص قام بعملية بلع فعليه للسانه؛ فدخل اللسان في منطقة القصبات الهوائة؛ مما يمنع وصول الهواء إلى الرِّئتين وحصول الإختناق للشخص المُصاب؛ ثم الموت – لا سمح الله – إن لم يتدخَّل فريق طبي متخصص لسحب اللسان من القناة التنفسية. إن هذا المفهوم الشائع لمصطلح بلع اللسان لهو مفهوم خاطيء؛ ناتج عن فهم الناس للمصطلح لمجرَّد سماعه، وهذا ما يجعل البعض من غير ذي الإختصاص بمحاول إدخال أيديهم في فم المُصاب لسحب لسانه من القناة التنفسية، وهو ما قد يكون آثار سيئة على المُعالج والمُصاب، حيث أن كثرة لُعاب المصاب ستُعيقُ هذه العملية؛ كما التشنجات المُصاحبة لهذه الحالة ستجعل الأمر شديد الصعوبة ومؤلماً للمُعالج، وقد يؤدي إلى حدوث كسر بالفك للمُصاب. إن عضلة اللسان مثلها مثل أي عضلة في جسم الإنسان؛ تتأثر بالصدمات والإصابات التي يُعاني منها الجسم البشري، فعندما يدخل الإنسان في غيبوبة فإن جميع عضلاته ترتخي؛ ومن ضمنها عضلة اللسان، وهذا الأمر هو نفسه ما يحصل مع الإنسان في حالة النوم العميق؛ حيث أنه يستيقظ وهو يشعر بالإختناق إذا كان نائماً على ظهره، حيث أنه في هذه الحالة يكون قد مرَّ بتجربة بلع اللسان.
عند حصول إصابة بالغة على الرأس ودخول الشخص في غيبوبة؛ ترتخي جميع عضلات جسمه، وعندما ترتخي عضلة اللسان، فإن الجزء السفلي منها والموجود في قاعدة اللسان يرتخي، مما يؤدي إلى نزولها عند منطقة القناة التنفسية؛ فتؤدي إلى انسداد هذه القناة؛ الأمر الذي يمنع الهواء من الوصول إلى الرئتين فيحصل الإختناق. فهي ليست بدخول اللسان بالكامل إلى القناة التنفسية، بل إن قاعدة اللسان هي التي تسد مجرى التنفُّس. وفي هذه الحالة؛ يجب على الطبيب المُعالج أن يرفع رأس الشخص المُصاب بإمساك جبهَتِه ودفع الذِّقن إلى الخلف، مما يجعل شكل الرأس والرقبة مثل حرف (V) بالإنجليزية ولكن بالمقلوب، ثم يقوم بإمالة الشخص المُصاب إلى أحد جانبيه ويُفضَّل أن يكون إلى جنبه الأيمن، وذلك حتى يسمح للعاب أن يخرج من فمه؛ فلا يؤدي إلى حدوث اختناق لو نزل في جوفه. ومن شأن هذه الطريقة أن تقوم بفتح مجرى التنفس عن طريق رفع قاعدة اللسان إلى الأعلى بعد رفع الذِّقن؛ مما يسمح للهواء بالدخول إلى الرئتين وتنتهي حالة الإختناق، كما يجب القيام بها عند بداية حدوث الأمر، فالتأخر في إعطاء الإسعافات الأولية للمصاب سيؤدي إلى نقص الأكسجين عن أعضاء الجسم وخصوصاً المخ؛ مما قد يُسبِّب – لا سمح الله – آثاراً لا تُحمد عُقباها.
إن من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى حصول حالة بلع اللسان هي الضربات القوية والشديدة على منطقة الرأس، وهي ما تؤدي إلى دخول الإنسان في غيبوبة، أو حصول تشنُّجات عضلية تؤدي إلى بلع اللسان. هبوط نسبة السكر في الدم والقصور في الدورة الدموية هما أيضاً سببين قد يؤديان إلى هذه الحالة، بالإضافة إلى وجود اضطرابات في تركيز بعض المعادن داخل جسم الإنسان مثل الصوديوم والبوتاسيوم؛ فتؤدي إلى حدوث ارتخاء في العضلات وينتج عنها حالة بلع اللسان.