كليب بن ربيعه
كليب هو الرجل الذي حكم المنطقة العربية قبل ولادة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم، واسمه كليب بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر وهو شقيق المهلهل عدي بن ربيعة التغلبي الملقب بالزير سالم، وأوّل من ملك قوم تغلب وبكر وأبناء وائل وبعضاً من قبائل ربيعة من العدنانيين.
كليب الملك
كان كليب بن ربيعة فارساً عظيماً، حكم القبائل العربية بذكائه وفطنته وشجاعته وقتل العديد من الفرسان أمثال التبع اليماني وهو الملك حسان الذي كان ملكاً على بلاد اليمن، ولبيد الغساني وهو عامل الملك الكندي وكان ملكاً عظيماً يصدر القوانين ويأمر رعيته بتنفيذها، وكانت هذه القوانين هي السبب الأساسي في الخلاف العظيم الذي وقع بينه وبين قبيلة ابن عمه وأدّت إلى وفاته.
مقتل كليب
منع الملك العديد من القبائل من بينها قبلية ابن عمه، من أن يسقوا ماشيتهم ماء، وكان يمنع المواشي من أن ترعى مع ماشيته ويحدّد مناطق لناقته، ويمنع باقي الرعيّة من استخدام تلك الأماكن، ومع بداية هذا الجبروت والظلم في أوامر الملك بدأت أيضاً مشاعر الحقد والغضب في نفوس الرعية تشتعل، ومن بينهم كان ابن عم الملك جساس بن مرة، الذي أظهر غضبه وقتل كليب بن ربيعة.
اختلفت الأسباب التي جعلت جساس يقتل الملك، ولكن الكثير قالوا بأنَّ السبب هو قيام الملك بقتل ناقة تابعة للبسوس خالت جساس؛ لأنّ ناقة البسوس كانت ترعى في نفس المنطقة المحددة لرعاية ناقة الملك، وهذا ما دفع جساس لقتل الملك، والذي كان يكبر حبه في قلب أخيه سالم ابن ربيعه، وهنا بدأ الصراع بين أبناء العمومة فكيف لأخ أن يقبل بمقتل أخاه غدراً مقابل ناقة، وبدأت حرب بين أبناء العمومة استمرّت لأربعين عاماً، وكانت بأوامر من الزير سالم الذي تحول من زير نساء وصاحب كأس خمر إلى رجل مغوار يدافع عن دم أخيه الملك وقوانينه واستمرت تلك الحرب إلى أن قُتل سالم ابن ربيعه.
قبر كليب بن ربيعه
قامت قبيلة الملك بدفن هذا الملك العظيم، وقام سالم بن ربيعة ببناء قبراً عظيماً لأخيه وأصبح يبيت عنده ويتكلّم معه، وكأن أخاه ما زال على قيد الحياة، ولكن تماماً كما اختلف القوم في تحديد السبب الأساسي في مقتل الملك كليب اختلفوا أيضاً في تحديد المكان الأساسي لوجود قبر هذا الملك الشجاع، فالبعض يقول أنّ القبر في جبل خزاز والبعض الآخر يقول أنّ القبر موجود في وادي الخيطان؛ لأنّ هناك العديد من قبور التابعة لقبيلة الملك.