محتويات
معركة القادسيّة
هي إحدى معارك الفتوحات الإسلاميّة، وقد وقعت في تاريخ الثالث عشر من شهر شعبان، للعام الخامس عشر من الهجرة، وتمّت المعركة الشهيرة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في موقع القادسيّة بالعراق، وقد انتهت بانتصار المسلمين وهزيمة الفُرس، ومقتل قائدهم رُستم هُرمُزد ، وكانت القادسيّة إحدى أهمّ المعارك التي أدّت لفتح العراق؛ فعندما لم تستجب الإمبراطورية الفارسيّة لرسل المسلمين، ودعوتهم إلى الإسلام، ودخول العراق دون إراقة الدماء، كان ردّ المسلمين حازماً بإعلان الجهاد عليهم، وقد تولّى قيادة المسلمين في معركة القادسيّة أحد الصحابة الكرام؛ فكان له الأثر الكبير في انتصار المسلمين، وثباتهم عند القتال، وفي هذا المقال سوف نتحدّث عنه.
سعد بن أبي وقاص قائد القادسية
إنّ الصحابي الكريم سعد بن أبي وقاص، هو قائد المسلمين في معركة القادسية، وهو سَعْد بن أَبي وقاص مَالِك القرشي الزهري؛ أحد الصحابة العشرة المُبشرين بالجنة، ومن أوائل الذين دخلوا في الإسلام، وهو من أخوال النبي عليه الصلاة والسلام، وأحد المسلمين الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده.
يُرجّح أنّه وُلد إمّا في العام ثلاثةٍ وعشرين هجري، أو سبعةٍ وعشرين هجري، هاجر سَعْدُ إلى المدينة المنورة، وشهد العديد من الغزوات وأبلى فيها بلاءً حسناً؛ كغزوة بدر، وأُحد، وغزوة الخندق، وبايع في الحديبية، وشهد خيبر، وفتح مكة، وهو أول ولاة الكوفة في العراق، وتوفي سعد في العقيق، ودُفن في المدينة المنورة، عام خمسةٍ وخمسين هجري.
قيادة معركة القادسية
اجتمع عمر بن الخطاب في المسلمين لمشورتهم في المعركة، وتولية الشخص المناسب على رأس جيش المسلمين؛ فوقع الاختيار على سعد بن أبي وقاص؛ الذي كان يوصف بشجاعته الفذّة، وإيمانه الشديد، وحرصه على تعاضد صفوف المسلمين؛ إضافةٍ إلى أنّه تمتع بمهارة القيادة حيث أدار المعركة من فوق قصره، كما لو أنّه في ساحة المعركة، فقد أصابت الدمامل جسده، وولّى بدلاً عنه في القتال خالد بن عرفطة، وأمر المسلمين بطاعته في حال موته.
مجريات معركة القادسية
كان عدد جيش المسلمين في معركة القادسية ثلاثين ألف، بينما كان عدد جنود العدو مئةً وعشرين ألف؛ ما بين فارسي وبيزنطي فقد تحالفت الإمبراطورية الفارسية بقيادة يزدجرد، مع الإمبراطورية البيزنطية؛ بقيادة هرقل آنذاك لمواجهة المسلمين.
كان إلى جانب سعد في إدارة المعركة وتحريك الصفوف عدا بن عرفطة، سواد بن مالك، وسلمان بن ربيعة الباهلي، وحمال بن مالك الأسدي، وعبد الله بن ذي السهمي، وسلمان الفارسي، إلى جانب هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، والقعقاع بن عمرو التميمي اللذان قَدِما بمددٍ من الشام، لجيش الفتح في العراق؛ ومن براعة القعقاع أنه جعل جيشه، يمرّ قرب موقع إقامة جيش الفرس أفواجاً أفواجاً؛ ليظنّوا بذلك أنّ جيش المسلمين يفوقهم عدداً؛ فيقع الرعب في قلوبهم وتهبط معنوياتهم.
استمرّت المعركة لثلاثة أيام استخدم فيها الفرس الفيلة؛ وكان من سعد بن أبي وقاص أمر المسلمين بضرورة التخلص من الفيلة التي ساعدت الفرس على مواجهة المسلمين؛ فقد نفرت خيولهم، وأسقطت الفرسان عن ظهورها، فعمد المقاتلون من المسلمين إلى تحطيم توابيت الفيلة التي تثبت على ظهورها، فلم يعدّ بمقدورها القتال أو التركيز في الحرب، وفي اليوم الثاني لم يستخدم الفُرس الفيلة، لانشغالهم بإصلاح التوابيت، وفي اليوم الثالث الذي سُمّي بعمواس حُسمت النتيجة، وهُزم الفرس وقُتل منهم ما يزيد عن عشرين ألفاً، وقد وقع أيضاً القتلى والجرحى من المسلمين، وكان العنصر الأبرز في اليوم الثالث؛ هو القعقاع بن عمرو، حيث وصل إلى مخدع القائد رستم، ولم يجده في فراشه، وكان الأخير قد هرب إلى النهر، فأخرجه القعقاع من النهر وقتله.