متى كانت حرب القادسية

كتابة - آخر تحديث: ١١:٥٥ ، ٢٣ مارس ٢٠١٥
متى كانت حرب القادسية

لم تحظَ معركةٌ أو حربٌ بعد وفاة النبيّ عليه الصلاة والسلام مثلَ ما حظيت به معركة القادسيّة؛ حيث تناولها الباحثون وأهل التاريخ بالسرد والتفصيل لأنّها أوَل معركةٍ فاصلةٍ بين المسلمين والفُرس، خصوصاً أنَّ المُسلمين في عهد عُمر بن الخطاب رضيَ الله عنه قد تثاقلت أنفسهم عن الخُروج لقتال الفُرس لما يعلمون من شدّة بطشهم وشدّة وقوّة جيشهم وسلطانهم، فقد كانت قوّة الفُرس ضاربةً في شرق الأرض، ولم يكسر شوكتها إلّا جيش الإسلام والتوحيد بقيادة سعد بن أبي وقّاص عهدَ الخليفة الراشد عُمر بن الخطّاب رضيَ الله عنه.


متى وقعت معركة القادسيّة

وقعت هذه المعركة الفاصلة بين المُسلمين والفُرس في شهر شعبان من السّنة الخامسة عشرة للهجرة، وقد كانَ قائد المعركة هوَ سعد بن أبي وقّاص رضيَ الله عنه الّذي أمّرهُ عُمَر بن الخطّاب رضيَ الله عنه على العراق، وأمرَ عُمر رضيَ الله عنه المُسلمين بقتال الفُرس من خلال سنّ التجنيد الإجباريّ طوعاً أو كراهيّة، لأنَّ بعض الناس من المُسلمين كانوا يخشون قتال الفُرس لما عليه حالهُم من البأس والبطش، وكانَ جيش الفُرس بقيادة رستم فرخزاد، ومِن ميّزات رجال القادسية من المُسلمين أنّ فيهم عدداً كبيراً ممّن شهِدَ بدراً، وهم خُلاصة جيش الإسلام الأوّل، وهُم الّذين أحفّهم الله برحمته وأولاهم بنصره ورعايته، وأيضاُ من الجيش ما يقرب من الثلاثمائة ممّن شهدوا بيعة الرضوان التي رضيَ الله فيها عمّن بايعهُ تحتَ الشجرة، وفيهم من شهد فتح مكّة، فخلاصة القول إنّ جيش القادسيّة كانَ فيهِ من الرجال الّذين تشهدُ لهُم الأمّة بالفضل والأقدميّة، والسبق إلى الإسلام.


وقد امتدّت معركة القادسيّة أو حرب المُسلمين مع الفُرس إلى أربعة أيّام من الحرب الضروس التي استخدمَ فيها جيش الفُرس الفيلة في حربهم كأداةٍ نوعيّة وسلاحٍ جديد في مواجهة جيش الإسلام. وتفصيل هذه الأيّام كالآتي:

  • اليوم الأوّل كانَ الثالث عشر من شعبان لسنة 15 للهجرة، وهو يوم أرماث، وفي هذا اليوم دارت الحرب على أشدّها بين الفُرس والمُسلمين، وكانَ الهُجوم من الفُرس على قبيلة بجيلة، وهي أشدّ قطاعات المُسلمين بأساً، وأكثرها عدداً، وأمدّهم بنو أسد بالعون وأبلوا بلاءً حسناً.
  • اليوم الثاني كانَ يُدعى يوم أغواث، وهو يوم وصول طليعة المدد الإسلاميّ من الشام، وفي مقدّمة هذا المدد القعقاع بن عمرو التميميّ ومعهُ طليعة من ألف فارس، وقد شنّوا على الفُرس هُجوماً كاسحاً قُتل فيه يومها من جيش الفُرس عشرة آلاف قتيل، ومن المُسلمين ألفين منهم أبناء الخنساء الأربعة.
  • اليوم الثالث، وهو يوم عماس؛ حيث كانَ من ضمنه أن وضعوا الرّماح في أعين الفيلة حتّى ثارت وولّت هاربة، وقد استمرّ هذا القتال في يوم عماس من دون انقطاع في الليل ولا في النهار.
  • اليوم الرّابع، وهو يوم القادسيّة الموافق السادس عشر من شعبان للسنة الخامسة عشرة للهجرة، وفي هذا اليوم تكلّل للمسلمين النصر على عدوّ الله وعدوّهم، وكانَ أمرُ الله مفعولا.
1,187 مشاهدة