بشار بن برد
هو الشاعر بشار بن بُرد بن برجوح العُقيلي والمكنّى بأبي معاذ، ولد في 96 هـ في مضارب بني عقيل في بادية البصرة، وولد وهو أعمى، وتعود أصوله إلى إقليم خراسان، ويُقال بأنّ له نسباً من ناحية أجداده يربطه بملوك فارس لذلك كان كثير التغنّي والفخر بنسبه، وتوفي ابنه ويدعى محمد وهو صغير وقد حزن على فراقه حزناً مريراً فرثاه في إحدى قصائده. ويعتبر شاعراً مخضرماً لمعاصرته الخلافتين الأموية والعباسية
صفاته
اتصف بشار بن بُرد بطلاقة لسانه فكان من أكثر الشعراء فصاحةً، وكان قليل التكلّف وكثير الافتتان، وكان ذا شعر غزير، سمح القريحة، وقيل بأنّه من أشعر الشعراء، وبالرغم من ذلك كان أيضاً سريع الهجاء، وسريع الغضب، وشجاع القلب، وثابت الرأي، أما صفاته الخَلقية فقد كان ذا جسم ضخم، ودميم الخلقة، وفي عينيه جحوظ وقد غطاهما لحم أحمر، ومجدور الوجه، ويُقال أنّه قد ضُرب المثل بقباحة عينيه، وحظي بشار بن برد بحياة عربية بحتة في مضارب بني عقيل، الأمر الذي جعل من لسانه فصيحاً لا تخالط لغته العربية أية لهجة أو لغة أخرى.
حياته الشعرية
عمدت الرّقابة الّتي كانت تفرضها الدولة في العصور الّتي عاشها بشار إلى حذف الكثير من شعره بعد قتله، ويُشار إلى أنّه قد تغنّى بأكثر من اثني عشرة ألف قصيدة ولكن لم يصل منها سوى القليل.
يُذكر بأن ابن بُرد كان مولعاً بالجلوس بالصالونات العصرية فتأتيه النساء الراغبات في إلقاء مسامعهن إلى شعره وغزله، وكان يحاول استغلال شعره في جلب المال لينفقه على ملذاته إلا أنه لم ينل الكثير من ذلك، وكان سريع الهجاء لمن يمتنع عن العطاء.
حاول بن بُرد في بداية حياته الشعرية أن يثبت وجوده بمهاجمة الجرير من خلال هجائه، وكان الجرير شاعر عصره في ذلك الحين إلا أنه لم يلقِ له بالاً ولم يرد عليّه، فآلم ذلك ابن برد.
وفاته
كشف ابن المعتز في كتابه طبقات الشعراء عن سبب مقتل ابن برد، حيث إنه هجا الخليفة المهدي ووزيره يعقوب بن داوود بعد ان امتنعا عن إعطائه الهدايا، فوصل الخبر إلى الخليفة فأمر بالقبض عليه وأمر بضربه سبعين جلدة بالسوط حتى الموت، وبعد أن فارق الحياة أُلقي به على لوح خشبي وألقي بالماء وحملته المياه إلى أهله في البصرة ودفنوه هناك، ويذكر بأنه قد اتهم بالكفر والزندقة، وكما قيل بأنه بعد وفاته تم التفتيش في منزله فتم العثور على ورقة مكتوب عليها كلمة لم يفهمها أحد هي"م حخكنم".