ذبيحة الفدو
تعد الذبائح التي تذبح لله تعالى بغية التقرب منه نوعاً من أنواع العبادات، وفي الدين الإسلامي لا يجوز أن تذبح الذبائح قرباناً لأحد إلا الله سبحانه وتعالى؛ لأنه المعبود وحده لا شريك له، وذبيحة الفدو نوع من أنواع هذه الذبائح، ومقصدها كما هو معروف بين العوام أنها تقرب لله ليحفظ ذابحها وعائلته من كل سوء، إلا أنها أيضاً تقسم إلى أنواع أخرى، ونحن في هذا المقال بصدد الحديث المباشر عن أنواع ذبيحة الفدو وشروطها وكيفية توزيعها.
أنواع ذبيحة الفدو
تقسم ذبيحة الفدو حسب نية ذابحها، لا سيما وأنها قربان لله وحده، فمن الناس من يعقد العزم على أنها أضحية عيد الأضحى، شريطة أن يلتزم بوقتها المحدد، ومنهم من يذبحها بنية أنها عقيقة مولود، ولربما ذبحها المتمتع في الحج هدياً أو تكفيراً عن ارتكابه أحد محظورات الإحرام لتصرف على فقراء الحرم المكي، ولربما أيضاً ذبحت دفعاً للسوء والبلاء.
شروط ذبيحة الفدو
يشترط في ذبيحة الفدو كما يشترط في الأضحية من حيث السن والخلو من العيوب، ونوجز شروط ذبيحة الفدو في ما يأتي:
- أن يكون من بهيمة الأنعام؛ وهي: البقر، والماعز، والضأن، والإبل، فلا تجوز بالأسماك أو الطيور.
- أن تكون بالغة للسن المقدر شرعاً، فسن الإبل الذي يضحى به هو ما أتم النصف سنة أو ثنية، وما أتم سن السنتين أو الثني من البقر أو الماعز.
- أن تكون خالية من العيوب، وهذه العيوب أولاها هو العور البيّن؛ أي ابيضاض العين أو انخفاسها، فيجب أن تكون الأضحية عمياء، وثانيها المرض البيّن؛ كالجرب والحمى والجرح العميق، إلا أن يزول المرض أو تتسهل ولادتها إن كانت معسرة، وثالثها العرج البيّن الذي يمنع سيرها على نحو سليم؛ أي ألا تكون مقطوعة الرجل أو اليد، ورابعها الهزال، كمن تعجز عن السير لعاهة فيجب أن لا تكون ذبيحة الفدو هزلة هزلاً مزيلاً للمخ.
- أن تكون ملكاً لذابحها؛ أي أنها غير مسروقة أو مغصوبة.
- أن لا يكون متعلق بها حق من حقوق عباد الله؛ كأن تكون مرهونة.
توزيع ذبيحة الفدو
تقسم ذبيحة الفدو عادة إلى ثلاثة أثلاث، وهي على النحو التالي:
- الثلث الأول: يكون لذابح ذبيحة الفدو وعائلته يأكلون منها.
- الثلث الثاني: يوزعه ذابح الفدو على أحبائه ومن أراد.
- الثلث الثالث: يوزعه ذابح الفدو على الفقراء أو الأيتام من أهل البلاد لوجه الله راجياً منه الثواب الجزيل.