الأحلام والرُؤى
يُعتبرُ موضوع الأحلام والرُؤى وتفسيراته من الأُمور الّتي تُهمّ كثيراً من النّاس على اختلافِ أعمارِهم وأجناسِهم٬ وتكاد لا تخلو أيّامنا ممن يسأل عن حُلم أو رُؤيا رآها ويبحثُ عن تفسيرٍ لها٬ وما إذا كانت تأتي بالبشائر وتُنذِر باقتِراب المصائب أو المشاكِل. يخلط المُسلمون بين الأحلام والرُؤى٬ ولكن وضّحَ الإسلام هذهِ الشّبهة وفرّق بين الرُّؤيا والحُلُم٬ كمّا وضّحَ لنا الإسلام كيفيّة التعامُل مع هذهِ الأحلام والرُّؤى.
الفرق بين الأحلام والرُّؤى
هنالِك علامات وبيّنات واضِحة تبيّن الفرق بين الرُّؤى وأضغاث الأحلام٬ وتتلخَّص هذِهِ العلامات في مجموعة من النِّقاط المُبيّنة فيما يلي:
- تحمِلُ الرُؤى بُشرى سارّة أو تحذير: يستيقظ من رأى رؤية في منامِهِ وفي قلبِهِ راحة واطمئنان سواءً كانت الرؤية تحملُ بُشرى أو تحذّر من وقوع أمرٍ ما٬ وهذهِ إحدى الشُّروط للتّفريق بين الحُلُم والرُّؤيا.
- اتّساقُ الأحداث ووضوحِها: يذكُر صاحب الرُّؤيا بدايتِها ونِهايتِها٬ وتكونُ الأحداثُ مُتّصلةً ببعضِها البعض وواضحة؛ بحيث يستطيعُ سردها لعالِم بتفسير الرُّؤى.
- وضوح تفاصيلِ الرُّؤيا : تبدو تفاصيل الرُّؤيا واضحة؛ بحيث لا يحدُث التِباسٌ بين تفاصيلها٬ فيتذكّرُها بغضِّ النّظر عن موعد الرؤيا أو وقتها من ساعات اللّيل.
- خلوّها من الأمور الّتي تشغلُ باله : إذا رأى المُسلم بينما هو نائم حُلماً لشيء كان يُفكّر بهِ قبل نومِهِ فيكون هذا الحُلم عبارةً عن صُور تعكسُ أفكارهُ وحالتُهُ العقلية٬ وهذهِ من الأدلّة القويّة على أنّ ما رآهُ كان مُجرّد حُلم وليسَ رؤيا؛ فالرُّؤيا لا تحمل تفاصيل عن موضوعات حياته الخاصّة الّتي تؤرّقهُ أو تشغلُ بالهُ.
- عدم حُدوث الرُّؤيا أثناءَ المرض: إذا كان الشخص الّذي رأى الحُلُم مريضاً أو محموماً٬ فلا تُعتبر رؤيا؛ فهي مُجرَّد أوهام أو هلوسات وآثار للمرض عليهِ.
- تحمِل الرُّؤيا أفكاراً منطقيّة وتخضع للعقل؛ فلا تحمل الرُّؤيا أفكاراً مُستحيلة٬ يستحيلُ حدوثُها على أمرِ الواقِع.
- صِدق صاحِب الرُّؤيا: أن يكون صاحب الرُّؤيا من الأشخاص الصّادقين في حياتِهم٬ والذين لا يكذبون٬ ولا يُنافِقون مع النّاس الآخرين.
- رؤية الرّسول مُحمّد عليهِ الصّلاةُ والسّلام في المنام هي رؤيا حق: فقد ذُكر عن نبي الله عليهِ الصّلاةُ والسّلام أنَّهُ قال: (من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثّل بي) {صحيح البخاري}.
التعامُل مع الرّؤيا والحِلم
يتعامل المُسلم مع الرُّؤيا بألّا يُخبِر بها أحداً إلا من يُحب إن كانت فيها بُشرى لُهُ٬ وألا يكذِب في تفاصيلِها٬ وألا يسأل أحداً عنها إلّا أهل العِلم والاختِصاص، أمّا الحُلم فعلى من رآهُ التّعوّذ باللّه مما رأى٬ والتّعوّذ بالله من الشّيطان الرّجيم٬ وأن ينفِث على يسارِهِ ثلاث مرّات٬ والتّقلّب على الجانب الآخر والنّوم٬ وألا يُخبِر أحداً بما رآه.