محتويات
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
عُرف عن نبيّنا الكريم مُحمّد صلى الله عليه وسلم حُسن الخلق حتى قبل أن يُبعث نبيّاً، فأطلقت عليه قريش لقب الصّادقِ الأمين، فقد كان كامل الخُلق، ثم بعثه الله سبحانه وتعالى، فأنعم عليه أيضاً بأخلاق الإسلام، فزادت أخلاقه حُسناً، قال عليه الصلاة والسلام: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق) [رواه البيهقي].
من مكارم أخلاقه عليه السلام أنّه عامل غير المسلمين من يهودٍ أو نصارى معاملةً حسنة، وأعطاهم حقوقهم، لكن دون أن يتعدّى على حق الإسلام والمسلمين، فأكّد النّبيُّ الكريم أنّ الإسلام هو دين الحق، وأن جميع الدّيانات الأخرى باطلةٌ؛ لأنّها مُحرّفة، وأكّد أنّ المُوالاة بين المسلمين فقط، ولا تكون لغيرهم، فلا يؤاخي المُسلم إلا المسلم، والمسلمون أُمّةٌ واحدةٌ دون غيرهم من الناس.
معاملة النبي عليه الصلاة والسّلام لليهود
حرص النبي -عليه الصلاة والسلام- على الدّوام على دعوة اليهود إلى الإسلام وهدايتهم، فما وجد عليه السلام أيّة فرصة للدّعوة وفوّتها، رغم ما وجده منهم من أذىً ورفضٍ وإهانات، حتى الحروب التي خاضها النبي معهم فإنه سبقها بالدّعوة والتّذكير. قدّم النبي صلى الله عليه وسلم لليهود حقوقَهم، فكان خير قدوةٍ للمسلمين.
حقوق غير المسلمين في الإسلام
مُعاملة النّاس الحسنة واجبةٌ على الجميع، حتى وإن كانوا من ديانةٍ أُخرى، وقد قدّم لهم الإسلام العديد من الحقوق، منها:
- حقُّ الحياة: ترك الإسلام النّاس جميعهم ليعيشوا بسلامٍ، إلا من قتل، أو خان، أو اعتدى.
- حقُّ اختيار الدين: لم يُكره النبي أي شخصٍ أو يُجبره على دخول الإسلام، بل ترك لهم حُرّيّة الاختيار، على الرّغم من مُحاولاته العديدة لهدايتهم.
- حقُّ التّملّك: لم يمنع النّبيُّ عليه السلام أحداً من اليهود من التمّلك، ولم يُصادر أيّاً من ممتلكاتهم.
- حقُّ العدل: كان النبي عليه السلام عادلاً في التّعامل مع اليَهود وأعطاهم حقوقهم، حتى لو كان ذلك على حساب المسلمين، وكان ينصر مظلومَهم، وتَرك لهم القضاءَ بينهم بقضاء دينهم -طالما لم يكن هناك طرف مسلمٌ في القضيّة- فحينها يكون القضاء للإسلام.
- حقُ المعاملة: أمر النبيُّ الكريم المُسلمين بمُعاملة اليهود بالبِرّ والإحسان، وجميع أخلاق المسلمين؛ فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يزور مريضهم، ويقبل هداياهم، ويعفو عن المسيء فيهم، وكان يُتاجر معهم، ويُعاملهم بالمال، كما شاركهم أعمالهم وعاداتهم، وتواضع لهم وحاورهم وجالسهم.
تغير تعامل النبي صلى الله عليه وسلّم مع اليهود
بعد أن عاملَ النبيّ الكريم اليهود بالحُسنى، وحثّ المسلمين على خير المُعاملة معهم، إلا أنّهم غدروا به وخانوه، وحَاولوا قتله عدّة مرّات، وحَرضوا قريشاً على غزوه، كما زرعوا الفتنة، وخاضوا في أعراض المسلمين، وأذوهم، واعتدوا عليهم، وتجاوزوا حدودهم، وعندما لم تُفلح الهداية والمعاملة الحسنى معهم، أجلاهم من المدينة، وحذّر من التّعامل معهم.