مقدّمة
أرسل الله سبحانه وتعالى الكثير من الأنبياء والرسل لهداية البشر وتبيين الحق وإبطال الشر، منهم ما هو مذكور في القرآن فنعرف قصته ومنهم من لا نعرف عن شيئاً، وأيّد كل منهم بمعجزة أو ميزة عن غيره من البشر، ومن هؤلاء الأنبياء هو سيّدنا يعقوب عليه السلام، فمن هو يعقوب وكيف كانت حياته وأين تم دفنه؟
سيدنا يعقوب عليه السلام
هو يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليه السلام، والدته هي رفقة بنت بتوئيل وكان له أخ توأم يُدعى (عيسو)، إلّا أنّه عانى كثيراً من كيد أخيه، وولد سيّدنا يعقوب في أرض كنعان (فلسطين)، وكان له أربع زوجات (ليئة، وراحيل، وزلفى، وبلها)، وكان له من الأولاد اثنا عشر ولداً سموا بالأسباط.
حياته
كان سيّدنا يعقوب عليه السلام من الأولياء الصالحين ذو علم نافع وبصيرة فذّة، وعمل يعقوب عند خاله لابان في رعاية الغنم، وطلب يعقوب عليه السلام من خاله الزواج بابنته الصغرى (راحيل)، ووافق خاله بشرط أن يرعى له يعقوب الغنم لمدّة سبع سنوات، وعند انتهاء الشرط أعاد يعقوب عليه السلام الطلب على خاله فزوجه من ابنته الكبرى (ليا)، فاعترض يعقوب عليه السلام على خاله وفاشترط عليه للزواج من راحيل أن يرعى له الغنم سبع سنوات أخرى وقبل يعقوب عليه السلام وبعد انتهاء الشرط دخل يعقوب بالأختين ولم يكن ذلك محرماً في شرعهم، وأنجبت له زوجاته اثنا عشر ولداً من بينهم سيّدنا يوسف عليه السلام وهو ابن زوجته راحيل، حيث كان يوسف وأخوه بنيامين من زوجته راحيل هما أحب أولاده إليه مما تسبب لهم بكيدٍ من إخوتهم.
وفاته
توفي سيّدنا يعقوب عليه السلام عن عمر يقارب 147 عام، وكان قد أوصى ابنه يوسف عليه السلام بأن يُدفن عند والده إسحق وجده إبراهيم عليهما السلام، حيث تم نقل جثته عليه السلام من مصر إلى فلسطين في مدينة الخليل.
ذكره في آيات القرآن الكريم
ذُكر سيّدنا يعقوب عليه السلام في التوراة و كذلك ذُكر 16 مرة في القرآن الكريم في مواضع عدة نذكر منها قول الله تعالى: "أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" سورة البقرة (133)، وقد ذُكر سيّدنا يعقوب عليه السلام باسم اسرائيل في القرآن الكريم، كقوله تعالى: "كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ" سورة آل عمران (93).