أبو هريرة
اختلف العلماء حول قضيّة اسم أبي هريرة، والأرجح بأنّه هو عبد الرحمن بن صخر، وكان اسمه في الجاهليّة عبد شمس، أبو الأسود، وسماه الرسول صلّى الله عليه وسلّم أبا هريرة، وأمه ميمونة بنت صبيح.
تحدّث على لسان أبي هريرة الكثير من الصحابة والتابعين، وهو حافظٌ وعالم بالحديث، وهو أحفظ أمّة الرسول عليه الصلاة والسلام، والحافظ المطلق في العلم، وهو الذي حفظ علينا السنة، وهو صحابيًّ جليل أسلم متأخرًا. كان أبو هريرة رحمه الله مزاحًا مرحًا، وكان له منذ صغره هدفٌ في الحياة. كان راعيًا للغنم، وكانت له قطة صغيرة يربيها ولُقب بها، حتى أنَّ النبي يومًا ما رآه وقال له يا أبا هرّ تصغير لهريرة. ترك كل شيء في الدنيا وطلب العلم من الصباح إلى المساء حتى حفظ جميع أحاديث رسول الله.
أصل أبي هريرة
أبو هريرة من دوس، ودوس قبيلة عربية، وكان أول من أسلم منها الطفيل بن عمرو الدوسيّ، وقد قدم الطفيل ورأى ما رآه من اضطهادٍ للرسول عليه الصلاة والسلام. بعد ذلك عرض هذا على الرسول صلّى الله عليه وسلّم أن يهاجر إلى دوس، بعد ذلك دعا الطفيل أهل القبيلة إلى الإسلام، ولم يقبل دعوته إلَّا أبا هريرة رضي الله عنه وأرضاه.
وفاته
بعد أن دخل عليه الصحابة وهو في حضرة الموت وجدوه يبكي، فتساءل من دخل عليه، فقالوا أتبكي يا صاحب رسول الله، قال لهم والله ما بكيت إلّا لثلاث: أبكي لبعد السفر وقلة الزاد وخوف السقوط من الصراط في جهنّم. توفّاه الله بعد أن عاش في دنياه ثمانياً وسبعين سنة، وقيل أنه توفّي سنة سبعٍ وخمسين والله أعلم.
قضى سنوات حياته بطلبه للعلم وحفظه للحديث، وما يدلّنا على ذلك أنّه عندما سأل رسول الله عن شفاعته يوم القيامة فقال رضي الله عنه: (قلْت يَا رَسولَ اللَّهِ مَنْ أَسعدُ الناسِ بشَفاعتكَ يوم القيامة فَقَال: لَقدْ ظننت يا أَبا هريرة أَن لَا يسألَني عن هذا الْحدِيث أَحدٌ أَوَّلُ منك لِمَا رأَيت مِنْ حرصك عَلَى الحديث أَسعد الناس بشَفاعتي يوم القيامة من قَال لَا إله إلَّا اللَّهُ خالصاً من قبل نفسه).
من أحاديثه
عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك؟، فقلت : أسألك أن تعلمني مما علمك الله.