محتويات
المياه
توجد المياه بكميات وفيرة على سطح الأرض، حيث توجد المياه السائلة في المحيطات والمياه المتجمدة في القمم الجليدية القطبية والأنهار الجليدية، ولكن هذه المياه ليست صالحة للشرب، حيث تحتوي مياه المحيط حوالي 35غ من المعادن أو الأملاح الذائبة لكل لتر من المياه، مما يجعلها غير صالحة للشرب ولجميع الاستخدامات الصناعية أو الزراعية. من ناحية أخرى، تتوفر مياه عذبة ومعدنية وتُلبّي جميع الاحتياجات البشرية، حيث تحتوي أقل من 3غ من الأملاح للتر الواحد، لتلبية جميع الاحتياجات البشرية، ولكن يتقلص توفر المياه ذات النوعية الجيدة بشكل أكبر بسبب التنمية الحضرية، والنمو الصناعي، والتلوث البيئي.[١]
مصادر المياه
يتطلب استمرار الحياه البشرية على كوكب الأرض وجود مياه صالحة للشرب، حيث توجد المياه باستمرار من خلال تخزينها في باطن الأرض والمستجمعات المائية، وهي ما تسمى بالمياه السطحية والمياه الجوفية.[١]
المياه السطحية
المياه السطحية هي مياه الأنهار والبحيرات على سطح الأرض، حيث تتشكل المياه السطحية بسبب تبخر الماء من المحيط ومن سطح الأرض، ويحتفظ به الغلاف الجويّ مؤقتاً على شكل بخار، ثم يعود إلى سطح الأرض على شكل مطر، ويستهلك جزءاً من هذه الأمطار الغطاء النباتي والتربة، وتشكّل المياه الزائدة من خلال الجريان السطحي الجداول والأنهار والبحيرات، ويطلق على مجموع مساحة الأراضي التي تساهم في الجريان السطحي إلى النهر أو البحيرة حوض تصريف أو منطقة مستجمعات المياه.[١]
يختلف معدل تدفق أو تصريف المياه مع مرور الوقت؛ حيث تكون معدلات التدفق أعلى في فصل الربيع، في حين تكون المعدلات أقل في فصل الشتاء، وعندما يكون متوسط تصريف أحد الأنهار غير كافٍ لسد احتياجات الاستعمال، يمكن بناء سد مما يسمح بتكوين بحيرة اصطناعية، حيث يتم تخزين المياه في فترات الطقس الرطب لاستخدامها في أوقات الجفاف وتدفق التيار المنخفض، وقد يكون السد متعدد الأهداف والأغراض، بالإضافة إلى توفير مياه الشرب قد يُستخدم الخزان أيضاً في التحكم بالفيضانات والطاقة الكهرومائية والترفيه.[١]
تمثل الأنهار المصدر الأساسي للمياه السطحية الجارية على سطح الأرض، وتتشكل عندما تسقط مياه الأمطار إلى أن تصبح الأرض مشبعة بالمياه وغير منفذة، لتشكل جداول صغيرة تجري بشكل منحدِر على طول مجاري وقنوات موجودة على الأرض متجهة نحو الأنهار التي كانت بالأساس جداول صغيرة، ويكون التفاعل بين تساقط الأمطار وجريان المياه السطحية متفاوتاً طبقاً للوقت والعوامل الجغرافية، وتتأثر المياه السطحية الجارية بالعوامل الرصْديّة والجيولوجيا الطبيعية وطبوغرافية الأرض. وتمثل البحيرات أيضاً مصدراً مهماً من مصار المياه السطحية، حيث تعد البحيرات منخفضات طبيعية تتجمع فيها المياه، وقد تختلف فيما بينها في العمق والاتساع والعمر، وتنشأ الأحواض الطبيعية للبحيرات عندما ينسد مجرى وادي النهر، بسبب التراكمات الصخرية أو الانهيارات الطبيعية، وقد تتكون بسبب النحت الجليدي أو المائي لسطح الأرض، وتعتمد كمية المياه في هذه الأنهار بشكل أساسي على كمية الأمطار الساقطة.[٢][٣]
المياه الجوفية
تُعدّ المياه الجوفية مصدراً شائعاً للمياه في المنازل الفردية والمدن الصغيرة، وتشكل المياه الجوفية 98% من المياه العذبة السائلة، حيث تتشكل المياه الجوفية في أعماق الأرض نتيجة تسرب مياه الأمطار ببطء من خلال طبقات واسعة من التربة التي يسهل اختراقها والصخور، وتُسمّى طبقات المياه الجوفية، وتُسحب المياه من طبقة المياه الجوفية عن طريق ضخها من بئر أو خزان جوفي، ويتم إنشاء الآبار بعدة طرق اعتماداً على عمق وطبيعة طبقة المياه الجوفية، حيث يجب أن تخترق الآبار المستخدمة في إمدادات المياه العامة - التي يزيد عمقها عادة عن 30 متراً، وقطرها يتراوح بين 10 إلى 30 سم - طبقات المياه الجوفية الكبيرة التي يمكن أن توفر عوائد يمكن الاعتماد عليها لمياه ذات نوعية جيدة، كما يتم حفر هذه الآبار باستخدام تقنيات حديثة للحفر وعادة ما تكون الأدوات مبطّنة بأنبوب معدني أو غلاف لمنع التلوث، ويمكن استخدام المضخة الغاطسة التي يقودها محرك كهربائي لرفع المياه إلى السطح.[١]
ثمثل المياه الجوفية المياه المُخزّنة في باطن الأرض، وتتشكل هذه المياه من مصادر مختلفة، منها ما يأتي:[٤]
- المياه النيزكية أو المتساقطة: تمثل المصدر الرئيسي للمياه الجوفية، حيث تتبخر مياه البحار والمحيطات لتتكاثف وتشكل الأمطار أو الثلوج التي تسقط على سطح الأرض، وتتسرب إلى الأسفل في باطن الأرض من خلال الشقوق والمسامات بين الصخور، حيث يتم تخزينها على مستوى صخور غير منفذة في منطقة تسمى الخزان الجوفي.
- مياه الترسُّبات: وتمثل المياه الموجودة في مسامات وتجاويف الصخور الرسوبية تحت البحار والبحيرات، وتعد هذه المياه ثاني أهم مصادر المياه الجوفية، وتتميّز بأنها معدنية ومالحة ولا تختلط بسهولة مع المياه الجوفية النيزكية.
- المياه المنصهرة: يؤدي تسرب الصهارة الحارة بين الصخور بسبب انفجار البراكين إلى تكثيف قطرات البخار وتحويلها إلى ماء؛ لتكوين ما يسمى "بالمياه المنصهرة" والتي تتسرب مع مرور الوقت إلى الخزانات الجوفية.
تلوث المياه المعدنية الطبيعية
تنبع المياه المعدنية الطبيعية من المياه الجوفية في باطن الأرض والينابيع، وتوجد في نظام بيئي ذي مستوى تغذية قليل، حيث يكون مستوى المادة العضوية الموجودة في هذا النظام منخفضاً للغاية، ويكون التنوع البيولوجي محدوداً جداً. أما المجموعات البكتيريّة التي تتطور في هذا النظام البيئي فهي غير تكاثرية ولا تستطيع البقاء على قيد الحياة نتيجة لعدم توفّر كميات كبيرة من المغذّيات التي تحتاجها البكتيريا، لهذا السبب نجد البكتيريا في الأماكن القابلة للحياة ولكن غير قابلة للزراعة. وبعد تعبئة المياه المعدنية ووضعها في أماكن غنية بالمغذّيات وجد العلماء أن مجموعات البكتيريا كانت 10^5 – 10^4 وحدة في مليلتر واحد من الماء في فترة 3-7 أيام، وقد وجد أن هذه المجتمعات البكتيرية هي في المقام الأول بكتيريا هوائية؛ لذلك يجب أن يتم اختيار مصادر المياه الجوفية للمياه المعدنية الطبيعية بحيث تكون بعيدة عن مصادر التلوث البرازي.[٥]
مشكلة المياه في الشرق الأوسط
تعد مشكلة المياه في منطقة الشرق الأوسط إحدى أكبر المشكلات حساسية وخطورة، حيث إنه ما يقارب من 67% من موارد المياه في الدول العربية تنبع من أرض غير عربية، كما لا تملك الدول العربية السيطرة المطلقة على هذه الموارد، وأدت الزيادة الكبيرة في عدد السكان إلى زيادة الحاجة للمياه، حيث إن معظم الدول العربية ضربت الرقم القياسي في نسبة زيادة عدد السكان متجاوزة نسبة 2%، وهذه الزيادة تجعل من الضروري زيادة مساحة الأراضي الزراعية المروية لتأمين الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي، وهذه الأراضي الزراعية تحتاج باستمرار إلى الريّ وإلى مزيد من القدرة على التحكم في مصادر المياه، ويتطلب ذلك العثور على مصادر مياه إضافية، أو أن يتم تحسين الإنتاج الزراعي باستخدام الكمية نفسها من الماء.[٦]
وما يزيد الوضع سوءاً هو وجود العوامل الطبيعية كالتّصحّر والجفاف وزيادة درجة الحرارة التي تؤدي إلى صعوبة زيادة مصادر المياه، كما تؤدي إلى نقص هذه المصادر، حيث إن الأمطار لا تسقط بشكل منتظم، ويُتوقع أن تنخفض كمية الأمطار في منطقة شبه الجزيرة العربية وأجزاء من شمال إفريقيا بنسبة 40%، كما توجد عوامل أخرى تزيد من تفاقم مشكلة المياه في الشرق الأوسط، حيث يؤدي سوء استخدام الموارد المتوافرة واعتماد أنظمة ري غير سليمة والإفراط في استخدام الأسمدة والمواد الكيماوية التي تؤدي إلى تلوث طبقات المياه الجوفية إلى حالة من الاختلال في الضغط بين الآبار الجوفية والبحر، مما ينتج عنه تسرب مياه البحر إلى الطبقة الجوفية وارتفاع درجة ملوحتها، وعند ضخ المياه الجوفية المالحة واستعمالها في الري فإن الملح يترسب إلى التربة ويؤدي إلى فسادها.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Water Sources", www.britannica.com, Retrieved 3-4-2018. Edited.
- ↑ علي محمد عبد الله،الماء .. وفيه تنطوي نعمة الحياة، جمهورية مصر العربية: دار الكتب المصرية، صفحة 43. بتصرّف.
- ↑ علاء المختار، أساسيات الجغرافيا الطبيعية، صفحة 83-84. بتصرّف.
- ↑ "Groundwater: Origin, Sources and Other Details (with diagram)", www.geographynotes.com, Retrieved 16-5-2018. Edited.
- ↑ "Microbiological safety of natural mineral water", academic.oup.com, Retrieved 3-4-2018. Edited.
- ^ أ ب حمدي الطاهري، مستقبل المياه في الوطن العربي، مصر: دار نهضة مصر للنشر، صفحة 6-7. بتصرّف.