محتويات
العصر الجاهلي
العصر الجاهلي هو العصر الذي سبق ظهور الإسلام، وسُمي بهذا الاسم لجهل من عاشوا في تلك الحقبة بالأمور الدينية، وليس المقصود بالمسمى الناحية الفكرية والحضارية، فقد تميز العرب آنذاك بالفطنة، والذكاء، وسرعة البديهة، وظهرت العديد من القصائد العظيمة التي صورت البيئة الجاهلية بالتفصيل، مما أذهل العالم بمدى التقدم الفكري والمعرفي آنذاك، وسنتطرق في هذا المقال إلى الحديث عن مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي.
مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي
اللغة العربية
تُعتبر اللغة العربية إحدى اللغات السامية التي نشأت عن أصل واحد، وهي: الآشورية، والسريانية، والعبرية، والحبشية، واقتصرت اللغة العربية في كتابتها على الحروف دون الحركات، ومرت اللغة العربية بالعديد من المراحل، فكان للعرب قديماً لغتان، وهما: اللغة الجنوبية، واللغة القحطانية، ولهاتين اللغتين حروف تختلف عن الحروف المتعارف عليها، ثم ظهرت لغة أحدث منهما، وهي: اللغة الشمالية أو العدنانية.
كل ما وصلنا من شعر في العصر الجاهلي هو باللغة الشمالية؛ لأنّ الشعراء الذين وصلنا شعرهم من قبيلة ربيعة، ومضر العدنانيتين، أو من قبائل يمنية رحلت إلى الشمال؛ كقبيلة كندة، وطيء، ومع مرور الأيام تقاربت اللغتان كثيراً من خلال الاتصال بالتجارة، والحروب، والأسواق الأدبية مما أدى إلى تغلب اللغة القحطانية على العدنانية، ثم عُرفت بعد ذلك باللغة الفصحى.
العلم
لم يكن هناك علم منظم في العصر الجاهلي، ولا علماء، وذلك يعود إلى الظروف الاجتماعية التي عاشها العرب آنذاك، بل كانت الطبيعة مفتوحة لهم، فيتعرضون لتجارب الحياة العملية، وعرف العرب آنذاك الكثيراً من النجوم ومواقعها، والأنواء وأوقاتها، وعرفوا نوعاً من الطب، وكانوا السباقين إلى علم الفراسة، والأنساب.
الشعر
الشعر هو الكلام المُقفّى الموزون، وبرع العرب في هذا النوع من الأدب، حيث كان من التصورات الشعرية الفطرية لديهم، ومن أغراض الشعر التي برع بها العرب آنذاك: المدح، والهجاء، والغزل.
النثر
النثر هو الكلام الذي لا يتقيد بوزن أو قافية، واختيرت عباراته، وتراكيبه، وحسنت صياغته بحيث يؤثر في المستمع، وهو يختلف عن الكلام العادي الذي يتكلمه العامة، ومن أنواع النثر في العصر الجاهلي: الخطابة، والحكم، والأمثال، والقصص، وسجع الكهان، ومن أبرز هذه الأنواع وأشهرها: الخطابة التي كانت تُقال أمام جمهور من الناس بهدف استمالتهم إلى رأي مُعين، أو إقناعهم بفكرة ما، أو نُصحهم للسير في طريق مُعين، وكثيراً ما كانت تُقال الخطبة في اجتماعات العرب في الحرب لحث المقاتلين على القتال، وقد تكون الخطبة طويلة أو قصيرة، ويغلب عليها السجع، وللخطيب صفات، فلم يكن يقوم بهذه المهمة إلا من امتلك الفصاحة، والبديهة، وجهارة الصوت.